الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

إنهم يقرعون طبول الحرب والكراهية!!

نشر فى إخوان أون لين ، المركز الفلسطينى للإعلام


بقلم/ ممدوح المنير


هل هي مصادفة أن تجتمع كل هذه الأحداث معًا وفي أوقاتٍ متزامنة؟ سؤال يطرح نفسه وتفرضه الأحداث الجارية في المنطقة العربية، لعلنا نستيقظ من السبات العميق الذي نغط فيه قبل فوات الأوان.

طبول الحرب ارتفع صوتها بشكلٍ ملحوظٍ حتى أصبحت الكلمة متداولة إعلاميًّا وواقعًا بشكلٍ لم نعهده من قبل، وخاصةً أننا أمام واقعٍ عربي يعتبر الكلمة من المحرمات التي لا يجوز الحديث عنها بأي حال، من أمثلة ذلك اغتيال عماد مغنية القيادي العسكري البارز في حزب الله في عملية استخبارتية معقدة قام بها الاحتلال الصهيوني في نقلةٍ نوعيةٍ لطبيعة المعركة لها ما بعدها، تحريك المدمرات الأمريكية (كول) قبالة السواحل اللبنانية في تدخلٍ سافرٍ ومكشوفٍ في الأزمة اللبنانية مع إشاراتٍ لا تُخطئها عين لسوريا مفادها أننا مستعدون للذهاب إلى أبعد حدٍّ إذا لم تدخل سوريا بيت الطاعة الأمريكي كبقية أخواتها من الدول العربية، كذلك تصريحات قيادات لبنانية بالحسم العسكري إذا لم تحل الأزمة الداخلية وفق أجندتهم الخاصة، الاجتياح الصهيوني الحقير الحالي لقطاع غزة ليحصد عشرات الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين مع مئات الجرحى، قتل طفلة مصرية كانت تلعب أمام منزلها بنيران صهيونية على الحدود وسط خرسٍ مصري رسمي على الجريمةِ النكراء، هذا فضلاً عن الحديث عن المحرقة التي أعلنت عنها "إسرائيل" وهي تتوعد قطاع غزة وبدأت في تنفيذها بالفعل)، هذه هي طبول الحرب التي تقرع منذ زمن وتزداد حدتها يومًا بعد يوم.

أما طبول الكراهية فبدأتها الدنمارك بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في سبعة عشر صحيفة دنماركية بدعوى الحرية التي تبدأ وتنتهي عند المسلمين وحدهم!، ثم مطالبة وزير الداخلية الألمانية لوسائل الإعلام الأوروبية جمعاء بإعادة نشر الصور التي تسيء لنبي الإسلام ولا نعرف سبب هذه الدعوة حتى الآن وإن كان متوقعًا أن تكون الحرية كذلك، ثم نشر كتاب عن الإسلام على نطاقٍ واسعٍ في الولايات المتحدة يشوه بشكلٍ مقيت صورة الإسلام والمسلمين في أعين الغرب، هذا فضلاً عن تزايد مشاهد العنصرية والكراهية تجاه الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا، إلى أي مدى سيستمر قرع الطبول؟ وإلى أي مدى سنظل نستمع ونشاهد سيمفونية الموت والدمار، ونكتفي بمصمصة الشفاه وهز الرءوس، ونتحسر على سالفِ العصر والزمان؟!.

لقد غنَّى العرب أنشودةَ السلام- لا أقول الاستسلام مبالغة في حسن الظن- لفتراتٍ طويلة ومدوا أيديهم بالسلام لسنواتٍ عديدة ولا تزال أيديهم معلقة في الهواء حتى يخال المرء أنها شلت!!.

هل نظرية المؤامرة يصلح تطبيقها على الوضع الحالي؟ نعم بالطبع، إنَّ ما يحدث من حولنا هو نتاج تفاعل المشروع الصهيوني الأمريكي مع تراكمات عنصرية وصليبية بغيضة مع جهلٍ مطبقٍ بثقافة وحضارة العالم الإسلامي شاركنا في تغذيتها بضعفنا للأسف الشديد.

إنَّ الأحداثَ سالفة الذكر تبني قناعات مفادها أننا مقبلون على صيفٍ ملتهبِ الأحداث لا تنفع معه المرطبات التي اعتدنا عليها والتي يحاول حكامنا العرب تسويقها لنا في كل مرةٍ على أنها الحل الناجع لما نحن فيه.

إنَّ المشروعَ الصهيوني الأمريكي يتحرك بخطى حثيثة لإنفاذ مخططاته، ولكنه كلما اعتقد أنه اقترب من النصر تحطمت آماله على صخرةِ المقاومة المتصاعدة من المحيط إلى الخليج، فهو أمام لحظةِ ضعفٍ عربي غير مسبوق وهو يجيد استغلال لحظات الضعف، ولكنه لا يحقق النتائج المرجوة بالنسبة له؛ لذا فقد جُنَّ جنونه وتوحشت أساليبه بشكلٍ غير مسبوق؛ مما يدفعني إلى القول بأن الثبات هو واجب الوقت، نعم إنها لعبة عض الأصابع الشهيرة مَن يصبر أكثر يكن له الفوز في النهاية، قد لا نمتلك أدوات النصر حاليًا ولكننا حقًّا نمتلك كل أدوات الثبات وهو وحده بإذن الله مَن يوصلنا إلى النصر عاجلاً أم آجلاً.

إنَّ الرهان اليوم والغد بعد الله على الشعوب، ربما كنا نعيش مرحلة التيه والضياع، بعد أن اختلطت المشاهد والرؤى وعاش كل إنسانٍ داخل محيطه الشخصي ولم يتجاوز بصره أخمص قدميه، رغم هذا فالأمل ما زال معقودًا على الشعوب العربية والإسلامية لتنهض من كبوتها وتنفض غبار الذل عنها، ترتفع فيها الرءوس عاليًا، ويظهر عصر الفرسان من جديد، فقد علمتنا التجربة أنَّ أشدَّ ساعات الليل ظلمةً هي التي تسبق الفجر، وأشد آلام الحمل هي التي تسبق الميلاد، ويبدو أن الميلاد هذه المرة سيكون من غزة التي تخط اليوم تاريخًا من العزة والصمود، اللهم آمين.

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online