الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

الخيانة العظمى


نشر فى قناة الأقصى ، المركز الفلسطينى للإعلام ، نافذة مصر ، جبهة إنقاذ مصر ، إخوان أون لين


بقلم/ د ممدوح المنير


تعارفت الدول على اعتبار من يخون بلده أنه من الخونة الذين يجب في حقهم تطبيق حكم الإعدام هذا فضلا على العار الذي يلحق به و بأسرته طيلة و جودهم في هذه الحياة و حتى بعد مماتهم ، هذا هو المعروف و المقرر في حياة الأمم و الشعوب ، لكن على ما يبدو أن تعريف الخيانة قد طرأ عليه تغيرات أساسية في عصرنا الحالي تجعل من المدهش و من العجيب أن تصدق أنه سيمتد بك العمر حتى تعيش هذه اللحظة الاستثنائية من عمر البشرية التي ستظل تتحفنا دائما بما لا يتصوره عقل أو يخطر على قلب بشر ، خذ عندك على سبيل المثال الحملة الشرسة التي يقودها الإعلام المصري الرسمي لتشويه نضال الشعب الفلسطيني عامة و نضال حركة حماس خاصة هذا فضلا عن محاولة الزج باسم جماعة الإخوان المسلمين في أتون هذه الحرب القذرة التي يخوضها نظام متطفل على شعب منهك القوى ، معتل الجسد ، خائر العزائم ، من كثرة ما أحدث به نظام لا يرعى في مؤمنا إلا و لا ذمة ، تخيل عزيزي القارئ معي هذا المشهد : الاستشهاديان من كتائب القسام و هم في طريقهما لتنفيذ عملية ديمونة الفدائية ضد العدو الصهيوني العدو الرسمي و الأزلي للأمة العربية و الإسلامية ، تخيل و هم يستعدون لدفع ضريبة الدم يتخلون فيها عن حياة تمدد أمامهما عشرات السنين فيها من أيام الشباب و الفرح ما فيها ، يضحون فيها بصحبة الأهل و الزوجة و الأبناء و الخلان من أجل أمل قد يطول تحقيقه و لكنه قادم لا محالة بإذن الله ، تخيل نفسك موضع هذين البطلين و أنت تختلط عليك كل هذه المشاعر ، ثم فجأة تسمع أو تشاهد من أخيك المصري على شاشة التلفاز أنك من ضيعت القضية ، و سفكت الدماء ، ورملت النساء و يتمت الأطفال و قتلت شعبك جوعا و عطشا لأنك ترفض أن تسلم سلاحك أو تحمل غصن الزيتون رمز السلام حتى لو كان غصنا محروقا من أثر الاحتلال!! ، كيف سيكون شعورك ؟؟ وهذا الخنجر المسموم يأتيك في ظهرك ومن أخيك الذي يقال عنه أيضا الأخ الأكبر !! ، إنني عندما أتخيل نفسي مكانهما يصيبني إحساس بالغ بالأسى و الحزن على أمة أضح أبطالها خونة و خائنوها أبطال !! إن لم تكن هذه خيانة للأمة و الأرض و الدين و التاريخ فما هي الخيانة إذن ؟؟ إن النظام الحاكم في مصر الذي يهدد و يتوعد إخواننا الفلسطينيين - إخوان الدم و العرق و الدين – بالويل و الثبور و عظائم الأمور على الإصابات التي حدثت للأمن المصري على الحدود و نحن بالطبع نرفضه بطبيعة الحال ، ينسى هذا النظام أنه استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح أولمرت بالأحضان و القبلات على أرض مصر في نفس الأسبوع الذي قتل فيه ثلاثة من جنودنا المصريين على الحدود دون مبرر و لم نسمع له صوتا حينها و تبادل الضيف الإسرائيلي مع نظيره المصري الابتسامات أمام الكاميرات حينها رغم أن يده كانت لا تزال تقطر بدماء جنودنا الثلاث ، فلماذا هذه الشجاعة و القوة أمام شعب مقهور يدافع عنا قبل أن يدافع عن نفسه ؟ و لماذا هذا الذل و التخاذل و الانبطاح أمام عدو نتقرب إلى الله ببغضه ؟ أترك لك أخي القارئ إجابة السؤال التالي من فى رأيك الخائن من يقدم نفسه شهيدا أم من يقدم نفسه عميلا ؟

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online