الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

اعتقال أوباما وسحل هيلاري كلينتون!!

نشر فى إخوان أون لين ، الشعب


بقلم: د/ ممدوح المنير

التشويق والإثارة هو شعار الانتخابات الأمريكية الحالية، تَشعُر معها أنك تتابع "ماراثون" في العدْوِ الطويل، مدته عشرة أشهر تقريبًا أو يزيد، وسط مشاهد من كتْم الأنفاس والدهشة أحيانًا من النتائج غير المتوقَّعة، أو التقارب الشديد بين المتنافسين، مع أجواء احتفالية أو درامية، ثم تفاجَأ وأنت تشاهد "الماراثون" أن هناك شيئًا اسمه انتخابات المحليات في مصر!!.

وهذه بالطبع مفاجأة كبرى، ولكنك تفاجأ أنها كذلك حافلةٌ بالتشويق والإثارة، ليس لأنك تشاهد "ماراثون" عَدْو، بل لأنك تشاهد "فيلم أكشن" في أحسن الأحوال أو "فيلم رعب" من عيِّنة مصَّاصي الدماء في واقع الأمر!!.

تخيَّل مثلاً أن مرشحَي الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي في الولايات المتحدة (أوباما وهيلاري كلينتون) ترشَّحا في الانتخابات المصرية وليس الأمريكية، ما الذي سيحدث؟!

أولاً: في البداية سيظهر مسئولٌ بهيُّ الطلعة على شاشة التلفاز، يطالب المواطنين بالقيام بواجبهم في الترشُّح للانتخابات، مع وعدٍ قاطعٍ بالنزاهة والشفافية والديمقراطية والذي منه!!.

ثانيًا: أوباما وهيلاري كلينتون يقدمان أوراق ترشحهما، والبِشر والسرور والتفاؤل يعلو وجهَيهما، أو تُوجَّه لهما تهمة تهديد السلم الاجتماعي، والعمل على قلب نظام الحكم وتعطيل أحكام الدستور أو يعتقلان لمجرد التفكير!!.

ثالثًا: يتم رفض أوراق ترشيحهما لعدم وجود شهادة تُثبت أنهما مصريان!! وعدم الاعتداد بالبطاقة الشخصية وشهادة الميلاد لإثبات ذلك!.

رابعًا: يتوجَّهان إلى قسم الشرطة لفتح محضر بذلك، ويرفض القسم فتح المحضر، مع رياح عاتية تبدأ بالسباب، وتنتهي بالطرد من القسم في أحسن الأحوال!!.

خامسًا: يتوجَّهان إلى النيابة لفتح محضر بالواقعة وينجحان بشق الأنفس في ذلك.

سادسًا: يتم جرجرة كلينتون إلى القسم، والتهديد بتأديبه، وقطع عيشه، إذا لم تتنازل زوجته عن الترشح، مع مكالمات تليفونية نارية لأوباما، تطالبه بسحب أوراق ترشحه وإلا سيرى النجوم في "عزِّ الضهر".

سابعًا: في حالة حدوث المعجزة ونجاحهما في الترشح، تبدأ حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحزب وأنصاره بلا سبب أو سند من قانون!!.

ثامنًا: يُمنعان نهائيًّا من عقد اجتماعات أو مؤتمرات أو الدعاية لحزبهما بأي شكل أو لون.تاسعًا: قبل اليوم الانتخابي بيوم، يظهر المسئول البهيُّ الطلعة مرةً أخرى على شاشة التلفاز، يطالب المواطنين بالقيام بواجبهم الوطني هذه المرة في التصويت في الانتخابات مع وعد قاطع بالنزاهة والشفافية والديمقراطية!!.

عاشرًا: يتوافد المواطنون على اللجان الانتخابية للتصويت وينقلب التصويت إلى (صويت) باللهجة المصرية من كثرة قنابل الغاز المسيلة للدموع والعصا الكهربية والسيوف والمطاوى؛ احتفالاً بقدوم الناخبين، مع غلق كامل للجان، والتصويت نيابةً عنهم، وخاصةً بعد إلغاء الإشراف القضائي، مع كسر كاميرات تصوير الفضائيات، وعجن الصحفيين، وسلخ المواطنين.

حادي عشر: يتم سحل الأخت هيلاري أمام اللجنة الانتخابية من قبل عدد من البلطجية المندسِّين بالطبع مع رعاية أمنية كاملة، ويتم اعتقال الأخ أوباما بتهمة استخدام شعارات دينية تتسبَّب في فتنة طائفية.

ثاني عاشر: يظهر المسئول البهيُّ الطلعة للمرة الثالثة على التلفاز، يشكر المواطنين على حسن أدائهم، ويشيد بنزاهة العملية الانتخابية، ويعلن فوز الحزب الحاكم بأغلبية المقاعد، ويتعهَّد بأن الحزب سيتحمَّل المسئولية التي حمَّله إياها الشعب!!.

تحكي طرفة جميلة أن رئيس روسيا أراد أن يستعين بالخبرة المصرية في تزوير الانتخابات لصالحه؛ فاتصل بمسئول كبير في الحزب الوطني لمساعدته، فأرسل له مئات الخبراء وقبل إعلان النتائج في روسيا، اتصل خبراء التزوير المصريون وهم في روسيا بمسئول الحزب الوطني ليطمئنوه على قيامهم بالواجب مع الصديق الروسي، قائلين: "ألف مبروك يا باشا.. إحنا نجحنا الحزب الوطني"!!، هذا هو حال مصر للأسف.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online