الاثنين، ٣١ مارس ٢٠٠٨

إعتذار للعار !!


نشر فى نافذة مصر


بقلم/ د ممدوح المنير


كنت قد كتبت مقالا سابقا مطلع الشهر (3/2008) بعنوان العار ، أعلق فيه على مشاهد العار التي تعامل بها النظام المصري مع جرحى مذبحة غزة الأخيرة حين رفضت الحكومة المصرية استقبال مئات الجرحى و الأعداد القليلة التي سمحت بدخولهم بعد ضغط - كشكل إعلامي ليس إلا - تركتهم على الأسرة في مستشفيات العريش دون أن تداوى جراحهم حتى لفظوا أنفاسهم ، اعتبرت في مقالي هذا عارا يجب أن نستحي منه ولكني الآن اقدم كامل اعتذاري للعار ! بعد أن تضاءلت الكلمة أمام الحدث الجديد الذي تواترت به الأنباء ، أن النظام المصري قد أحسن استقبال أهل غزة المحاصرين بعد هدم السور الحدودي ، فقام نظامنا المبجل بعمل حفلات استقبال رائعة لهم وخاصة المنتمين لكتائب القسام أو حماس من وصلات تعذيب مختلفة تبدأ من السباب الذي يندى له الجبين ومرورا بالضرب المبرح و التعرية الكاملة من الملابس و التجويع لعشرات الأيام من دون ماء وانتهاء بالصعق بالكهرباء في مواقع حساسة من الجسد ، كل هذا أثناء جلسات تحقيق عن أماكن قيادات القسام و أماكن تصنيع الصواريخ !! ، ماذا تسمى هذه المصيبة ؟ أنا شخصيا لا أعرف كلمة في قاموس اللغة العربية تعبر عما يعتمل بداخلي من مرارة و سخط و غضب تكفى لارتفاع كامل للضغط إن لم ينتهي بنزيف في المخ !! .
أعلم جيدا أن النظام المصري منذ فترة طويلة قد سلم نفسه و باع عرضه للحلف الصهيوني الأمريكي ، أعلم كذلك أن أجندة إسرائيل و أمريكا تتلاقى كثيرا مع أجندة النظام المصري ، أعلم أيضا أن النظام المصري يقوم بدور الكلب الوفي الذي يدافع عن صاحبه و ولي نعمته و سبب بقاءه أمريكا ، التي تطلقه على أعداءها فيقوم بالنباح – شاهدنا ذلك في حملة الردح التي أطلقها النظام المصري في وسائل إعلامه على حماس – و ربما قام – الكلب - بالعض و نهش لحوم ضحاياه الأبرياء ثم يعود فرحا يهز زيله لسيده بعد أن أنجز المهمة ! هذا هو واقع النظام المصري للأسف الشديد ، لا أعرف كيف يتعايش رجال النظام مع هذه الجريمة الشنعاء ، نحن أمام جريمة عمالة بامتياز أو سمها إن شئت خيانة للأرض و الوطن و الدين ، خيانة لكل معاني الإنسانية جمعاء ، خيانة لشعب مناضل صابر أو سمها إن شئت خنجر مسموم في ظهر شرفاء هذا العصر ، كل هذا من أجل كراسي قد تدوم طويلا و لكن من يجلس عليها مصيره إلى الفناء عاجلا أم آجلا .
اعتذار آخر أدين به لأهلنا في فلسطين أقول لهم إن هذا النظام لا يمت لهذا الشعب بصلة سوى في شهادة الميلاد – للأسف - أما في الشعور و السلوك و الحضارة و التاريخ فهو نبت شيطاني نتبرأ إلى و نعوذ بالله من أفعاله ، أقول لأهلنا في غزة كلنا في الهم سواء إن التعذيب الذي مورس بحق الحمساويين هو روتين يومي لجهاز الأمن المصري مع الشعب المصري أضف إليها الإلقاء من الشرفات أو الإغراق في المياه أو الخازوق أو الاعتداء الجنسي أو الطرد من الوظيفة و غيرها الكثير من الممارسات التي أصبح بعض رجال الشرطة في مصر يتفاخرون بها الآن .
اعتذار أخير أقدمه بصدق للكلاب التي شبهت سلوكيات نظامنا الميمون بها و أرجوا منهم أن يغفروا لي – الكلاب - هذه السقطة التي أعرف جيدا أنها إهانة بالغة لهم !!.

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online