الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

أيها القاضى قلها و لك عز الدنيا و الآخرة

نشر فى نافذة مصر ، قناة الأقصى


بقلم د/ ممدوح المنير

أيها القاضى إنه قدرك أن تكون من القلائل فى هذا العصر من تشكل فرقا و تصنع تاريخا ، لا لنفسك فقط و لكن لأمة بكاملها ، أمامك فرصة سانحه قلما يجود الزمان بمثلها على أحد قد ترتفع بها إلى عنان السماء أو تهبط بك إلى قاع الأرض ، نعم سيدى القاضى كلانا يعلم أن المحاكمة العسكرية لا نصيب فيه لشىء من عدالة السماء أو حتى عدالة الأرض و حسبك أن محكمتين مدنيتين قبلك برأت المتهمين من التهم المنسوبة إليهم !! ، حسبك سيدى القاضى أن تهمة غسيل الأموال التى اتهموا بها برأتهم منها أجهزة الدولة جملة و تفصيلا ، حسبك أن الكتب التى وجدت عندهم و قيل أنها تبعث على الكراهية و التطرف و الإرهاب قال الأزهر الشريف الذى يتحكمون فى كل شبر فيه أنها تحض على الفضيلة و دعا لنشرها على نفقة الدولة لتعم الفائدة !! ،حسبك أن كافة وسائل الإعلام و الحقوقيين منعوا من حضور جلساتها حتى لا يكتشفوا الفضيحة المدوية ، حسبك تضارب الشهادات و تغيير الأقوال و تعديل التهم !! ، حسبك سيدى القاضى أن من يقفون أمامك فى قفص الإتهام ليسوا رجال فحسب و لكنهم فرسان نبلاء أو سمهم إن شئت البنائين العظام لن يضرهم الحبس أو حتى الموت سيدى القاضى ، أتعلم لماذا سيدى القاضى ؟ لأنهم نبلاء و الرجل النبيل تزيده المحن نبلا و عظمة ، أنظر سيدى القاضى إلى ( نيلسون مانديلا ) نبيل جنوب أفريقيا الذى أمضى فى محبسه عشرات السنين من أجل قضيته النبيلة مثله ليخرج بعدها من المحبس إلى كرسى الرئاسة !! إنه التاريخ سيدى القاضى يجلى الحقيقة و ينصف المظلوم و لو بعد حين ، ما الذى خلد إسم مانديلا برأيك سيدى القاضى ؟ كرسى الرئاسة الذى تركه بمحض إرادته أم الحبس مكرها عشرات السنين ؟؟ إذا أردت سيدى القاضى أن تعرف الإجابة فسأل نفسك هذا السؤال من هو رئيس جنوب أفريقيا الحالى ؟؟ لن تعرفه سيدى القاضى ، فقط من غيب فى غياهب السجن هو من يعرفه القاصى والدانى ، سيدى القاضى لماذا نذهب إلى جنوب أفريقيا ؟! أتعلم سيدى القاضى أن من النبلاء الذين يقفون أمامك العالم الجليل أ. د خالد عبد القادر عودة الذى لو فصلت فى مكارمه ما اتسع المقام هنا ، لكن ليس هو الشاهد من كلامى و لكن والده رحمه الله و يا لها من مفارقة مهيبة يشيب لها الولدان لو اتعظ منها المرأ لكفته ، أتعلم سيدى القاضى أن والده العالم الفذ أ . د عبدالقادر عودة رحمه الله و أسكنه فسيح جناته وقف نفس الموقف و فى نفس القضية و بنفس التهمة !! أيام عبدالناصر فما الذى حدث ؟ مات القاضى و عاش العالم الجليل رغم أن الحكم كان بالإعدام !! نعم سيدى القاضى مات القاضى حين نطق بالحكم الجائر لأنه حينها حكم عليه الشهيد عبدالقادرعوده هو الأخر بالإعدام حين قال "أشكر الله الذي منحني الشهادة.. إن دمي سينفجر على الثورة، وسيكون لعنةً عليها". و نزلت اللعنة التى أيدتها السماء على القاضى و من كتب له الحكم و من نفذه فكان دمه لعنةً عليهم، فلم يفلت أحد منهم من انتقام الله في الدنيا قبل الأخرة ؛ فأصيب أحدهم بمرض عصبي، و آخر تتوقف كليتاه ويحتبس بوله ويموت بالتسمم، وآخر حكم عليه بالمؤبد، وآخر مات منتحرًا أو مسمومًا، و آخر تصدمه شاحنة فيتناثر لحمه في العراء، ومنهم يُعثر عليه قتيلاً بين الحقول، وغيره هاجمه جمل له وقضم رقبته فقتله، وغيرهم الذين أرانا الله فيهم عجائب قدرته، بل حتى كبير الظلمة "عبد الناصر" أوكسه الله بعد الحكم الظالم فكان الاعتداء الثلاثي على مصر واحتلال الكيان الصهيوني لسيناء وبورسعيد ثم توالت نكباته حتى مات و هو يعيش فى خوف متصل حتى طفحت المجاري على قبره فكان عبرةً لمن يعتبر، أيها القاضى يا لها من عظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ، قلها أيها القاضى وأعلنها مدوية .. هؤلاء النبلاء العظام أحرى بهم أن يقفوا على منصة التتويج لا فى قفص الإتهام ، تبرأ ساحاتهم لا يلقوا فى غياهب الجب ، يحملوا فوق الأعناق لا توضع فى أيديهم الأغلال ، تدرس سيرة حياتهم فى الكتب ، و لا تخط اسماءهم فى كشوف الإعتقال .. أيها القاضى قلها و لك عز الدنيا و الأخرة و إلا .. أنصحك ألا تنظر إلى عيونهم بعد النطق بالحكم بل حتى إياك أن ترفع نظرك إلى السماء لأنك حينها لا تدرى من أين موضع ستصب عليك لعنات السماء ( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) . اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online