الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

الإخوان المسلمون وفلسطين


نشر فى موقع نافذة مصر


بقلم / الدكتور ممدوح المنير


حاول البعض الصيد فى الماء العكر و المزايدة على الإخوان فى موقفها من القضية الفلسطينية و اتهموا الجماعة بأنها لم تكن على مستوى الحدث الأخير الخاص بحصار قطاع غزة و قالوا أن الإخوان تأخروا فى النزول للشارع للتعبير و الإحتجاج عن ما يحدث فى القطاع ، واعترف أننى تعجبت كثيرا من أصحاب هذا الرأى لأنى اعتقد أن القضية الفلسطينية هى القضية الوحيدة و المركزية التى لا يستطيع أحد أن يزايد الإخوان عليها و قبل الخوض فى الحديث ينبغى أن أنوه على عدة أمور بديهية قبل مناقشة الموضوع أولاها أن موقف الإخوان من قضية فلسطين ليس منة منها على أحد بل هو واجب حتمى و فريضة شرعية و ضرورة وطنية و إنسانية و بالتالى فالإخوان بالنسبة لقضية فلسطين لا يملكون رفاهية الإختيار أو التراجع .
ثانيا ليس الإخوان وحدهم من ضحى و بذل من أجل فلسطين بل يوجد الكثيرون الذين بذلوا و لا زالوا يبذلون أرواحهم و أموالهم ووقتهم من أجل فلسطين و أنا هنا لا أعنى الإسلاميين و حدهم بالطبع ، بل أعنى الجميع من كافة الطوائف والإتجاهات و التيارات و لا ينكر هذا إلا جاحد أو قصير النظر .
ثالثا هذا لا يمنع أن هناك أخطاء أو تقصير فلا يوجد على وجه الأرض تجربة إنسانية كاملة ، فالكمال و الجلال لله و حده و لكنى أزعم أن أى تقصير أو خطأ حدث لم يصل إلى درجة الخطيئة أو الكبيرة و لكنها أخطاء قد تكون فردية أو تكتيكية و ليس فى المنهج أو فى الأطر العامة للحركة .
أما عن موقف الإخوان من فلسطين فهو قديم قدم القضية نفسها بل أنى لا أبالغ إذا قلت أن بداية المشكلة الفلسطينية كان المقدمة التى من أجلها أنشأت جماعة الإخوان المسلمين !! فمع إنهيار الخلافة العثمانية اتضحت الأزمة الفلسطينية بشكل كبير و على أثر هذا الحدث الجلل نشأت الجماعة ليكون أحد أهدافها الرئيسية هو تحرير فلسطين حتى قال من أرخوا لهذه المرحلة أن أول مظاهرة خرجت فى العالم الإسلامى من أجل فلسطين كانت من الإخوان و أول قطرة دم تسقط فى العالم الإسلامى من أجل فلسطين كانت كذلك من الإخوان والكتائب التى أرسلها الإمام البنا فى عام 1948 لفلسطين و البطولات التى حققتها معلومة للجميع و سيق الإخوان و قتها من ساحات القتال إلى غياهب السجون فى موقف خيانة و ندالة لا يتسع المقام للحديث عنه الآن .
أمر آخر معروف للجميع هو أن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) هى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين و من يدخل على التعريف بحماس فى موقعها على الشبكة العنكبوتية يجد السطر التالى ( حركة المقاومة الإسلامية حماس هى القوة الضاربة لجماعة الإخوان المسلمين ) بل إن هذا الموضوع أصبح من البديهيات المعلومة للجميع و التى يتحدث عنها قادة حماس أنفسهم كأمر عادى كان آخرهم الدكتور إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى فى خطابه بمناسبة مرور 30 عاما على إنشاء حماس حيث قال أكثر من مرة فى خطابه ( حركة حماس هى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين ) ، و بالتالى فأى حديث عن تقصير هو أمر مستغرب و مستهجن ، فكيف يتخلى الإخوان عن أنفسهم أو قضيتهم !! ، ثم من يزايد على حركة حماس فى جهادها و نضالها و تضحياتها ليس فقط من أجل فلسطين و لكن من الوقوف أمام المشروع الصهيونى الأمريكى فى المنطقة بأكملها .
أمر آخر ، الحركة الإسلامية فيما وراء الخط الأخضر أو الكيان المسمى ( إسرائيل ) بقيادة الشيخ المجاهد رائد صلاح ، معروف عنها كذلك أنهم الإخوان المسلمون فى إسرائيل و هم الآن فى صراع ليس له مثيل ضد الإحتلال الصهيونى الغاشم للحفاظ على الهوية الإسلامية و العربية للمدينة المقدسة كما أنهم يسيرون يوميا و على مدار العام نحو 100 حافلة على فترتين إلى المسجد الأقصى محملة بآلف العرب المسلمين فى إسرائيل للحفاظ على المسجد الأقصى و ضمان وجود عدد كبير و دائم من المصلين فى المسجد على مدار العام تحسبا لأى مؤامرة قد تحاك ضده ، كما أن الحركة تقوم بكفالة عشرات الآلاف من الأيتام فى فلسطين و كذلك إغاثة إخوانهم فى الضفة و القطاع ، هذا فضلا عن الحفاظ على الوجود الإسلامى فى القدس و حتى تعرف قيمة ما يقدمه أبناء الحركة فى الأرض المحتلة تجد رئيس الوزراء اإسرائيلى و بوش حريصون على تأكيد يهودية الدولة الإسرائيلية حتى يتسنى لهم التخلص من الصداع الذى تسببه لهم الحركة داخل الخط الأخضر.
أنظر كذلك إلى ( معظم ) و لا أقول ( كافة ) الفعاليات ( المعتبرة كما و كيفا ) من مؤتمرات أو مظاهرات أو إغاثات شعبية أو نقابية فى كافة العالم الإسلامى ستجدها من مؤسسات إخوانية أو يقودها أو يشارك فيها إخوان وعلى سبيل المثال لا الحصر لجنة الإغاثة الإنسانية فى مصر أو جبهة العمل الإسلامى فى الأردن أو الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين و عدد كبير من المراكز الإسلامية فى أوربا و أمريكا كل هذه نماذج بسيطة من آلاف المؤسسات الإخوانية أو التى يشارك فيها الإخوان ليس لدعم القضية الفلسطينية فحسب و لكن لإحياء المشروع الحضارى الإسلامى من جديد ، أما عن أزمة غزة الحالية فيكفى أن أقول ان هناك أكثر من ألفين معتقل فى مصر من الإخوان فى أسبوع واحد من أجل غزة ولا تزال القائمة مرشحة للزيادة و للعلم عدد المعتقلين فقط يساوى تقريبا عدد أعضاء كافة الأحزاب المصرية عدا الحزب الوطنى بالطبع الذى احتكر لنفسة كافة المصريين حتى قبل أن يولدوا ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online