الخميس، ٢٧ مارس ٢٠٠٨

عزيزي بوش أذهب إلى الجحيم


نشر فى : مجلة المجتمع الكويتية ، موقع المصريون


د। ممدوح المنير


كنت فيما سبق أظن و بعض الظن حسن ! أن الدول العربية التي تنصاع و تنقاد لتعليمات البيت الأبيض كان بدافع الخوف و المصلحة الشخصية في المقام الأول و لكن يبدوا أنني كنت ساذجا بالفعل فلم يكن الأمر مجرد خوف أو مصلحة بالوصل الأمر للحب والهيام بأمريكا ، تتبع بنفسك الجولات الميمونة للضيف الميمون جورج بوش فى بلادنا العربية وانظر إلى حجم الحفاوة البالغة التى قوبل بها و العناق الحار بينه و بين الزعماء العرب و المبالغة فى نيل رضاه من ، صفقات بمليارات لسيد البيت الأبيض ، قرابين الدم من أبناءنا فى غزة تقدم على أعتاب السيد الكبير بل إنى فى حقيقة لم أتخيل أن دولة عربية يمكن أن تعطى مواطنيها أجازة إجبارية للقطاع العام و الخاص ترحيبا ببوش !! و عندما تكون هذه الأجازة فى دولة مثل الإمارات التى يكن لها المرء تقديرا عاليا و عندما تكون فى إمارة مثل دبى إحدى أنشط الأماكن الإقتصادية فى العالم أجمع تكون الدهشه أكبر .عندها عادت بى الذاكرة لمئات السنين أحببت أن استشرف فيها المستقبل و لكن بعين الماضى و ياليتنى ما فعلت ! ، تذكرت أبيات وقف فيها ابن حيان ‏"‏ - مؤرخ الأندلس - يستشف ما وراء الحجب ويقول لأبناء جنسه ‏:‏ يا أهل أندلس شدوا رواحلكم ** فمـا المـقام بها إلا من الغلـطالثوب ينسل من أطرافه وأرى ** ثوب الجزيرة منسولا من الوسطمن جاور الشر لا يأمن بوائقه ** كيف الحياة مع الحيات في سفطكأنه رحمه الله كتب هذه الأبيات اليوم ، نفس السيناريوا يتكرر اللهم إلا تغيير فى الأماكن و الأشخاص !! ، يذكرنا تاريخ سقوط الأندلس بابن الأحمر أحد آخر ملوك الأندلس فى آخر عهدها و لن أتعجب يوما إذا علمت أن نسب أبو مازن – وبعض من حكامنا - يمتد إليه ! .إقرأ معى ما كتبه د عبد الحليم عويس مؤرخا لتلك الفترة من تاريخ الأمة ( قام ابن الأحمر مؤسس مملكة غرناطة بمهادنة ملك قشتالة الصليبي، وأن يعقد معه صلحا لمدة عشرين سنة ، وأن يسلم له - بناء على شروط الصلح - مدينة جيان وما يلحق بها من الحصون والمعاقل ، ‏.‏‏.‏ واعترف بالطاعة لملك قشتالة وتعهد بأن يؤدي إليه جزية سنوية قدرها مائة وخمسون ألف مرافيدي ‏(‏ العملة الإسبانية ‏)‏ وأن يعاونه في حروبه ضد أعدائه ‏(‏ المسلمين ‏)‏ ‏!‏ وعندها استغل ملك قشتالة هذا الصلح ليتفرغ لضرب المسلمين الآخرين ، هاجم مدينة إشبيلية قاعدة غربي الأندلس كله ‏.‏‏.‏ وكانت هناك كتيبة إسلامية أرسلها ابن الأحمر تهاجمها معه ‏(‏ باسم التقدمية ‏!‏‏!‏‏)‏ فسرعان ما سقطت إشبيلية الإسلامية حاضرة الثقافة الإسلامية الرفيعة - بيد فرناندو الثالث ملك قشتالة سنة 646هـ وبمعونة ابن الأحمر- مؤسس مملكة غرناطة العظيم ، ‏.‏‏.‏ ولم تعد إشبيلية إلى الإسلام منذ ذلك اليوم ‏!‏‏!‏ .. لقد وقف أهل إشبيلية الشرفاء نحوا من سنة يدافعون الحصار النصراني المدعوم من ابن الأحمر ‏.‏‏.‏ وقد نجحوا في إيقاع النصارى في أكثر من كمين وأصابوهم بالهزيمة غير مرة ، وقد حاولوا - وهم في حصارهم ، الاستنجاد بالمغرب دون جدوى ‏.‏‏.‏ بينما توالت النجدات على النصارى ، حتى نجحوا بسببها في منع المؤن عن المسلمين المحاصرين في إشبيلية ‏.‏‏.‏ فنفدت الأقوات وبدأ شبح الجوع يدب في أوصال المدينة المجهدة ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏!‏‏!‏ وكان قضاء الله ‏.‏‏.‏ وخرج المسلمون الإشبيليون من مدينتهم وفق شروط المعاهدة ‏.‏‏.‏ خرجوا نازحين إلى مدن إسلامية أسبانية أخرى لم تلبث أن أسقطت ‏!‏‏!‏ ) انتهى ، إنها دورة التاريخ عندما نبتعد عن الإسلام و يصبح شعار المرحلة الخضوع و الركوع ، عندها تكون النهاية و يأتى السقوط المروع ثم الإستبدال (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) و لكنى على يقين بإذن الله أنها لن تكون نفس النهاية لنا و إذا سألتنى لماذا ؟ قلت لأنه عندنا اليوم رجال يحبون الموت أكثر مما يحبون الحياة و يكفى أن تتطلع إلى الدكتور محمود الزهار و هو رابط الجأش مرتفع القامة بعد إستشهاد قرة عينه حتى تطمئن نفسك و توقن بنصر الله عاجلا أم آجلا .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online