الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

أسامة سرايا وعالم الأقزام !!


نشر فى المركز الفلسطينى للإعلام ، الشعب ، نافذة مصر


بقلم / د ممدوح المنير


لا شك أن الحملة التى يقودها الإعلام المصرى و تابعيه ضد حركة حماس و الشعب الفلسطينى هى نوع بالغ الحقارة والتدنى من أقلام تعيش فى كنف السلطان ، تجيد عمليات لعق أحذية الأسياد والتمسح بأعتابهم ، يدركون جيدا أنهم بلا قيمة و لا وزن إلا بالباب العالى و حاشيته ، ليس لهم رصيد من علم أو ثقافة أو نضال أو تاريخ ...
قد يعتبر البعض هذا الكلام قاسيا و لكنى أقول أن هذا أقل ما يقال فى حق هذه الفئة ، بل ربما كان قاموس الشتائم الشعبى التى يعاف المرأ من ذكرها هى الوصف المريح لأمثال هؤلاء .
أننى قد أتفهم أن يختلف البعض مع حماس أو مواقفها أو حتى يدينها و لا تثريب على أحد فى ذلك ما دام هذا الرأى صادر عن إقتناع و موقف حقيقى حتى لو إختلفنا معه ، فالكل حر فيما يذهب إليه ، أما أن تبدأ هذه الحملة النكراء مرة واحدة وعلى مختلف الأصعدة فى الإعلام الرسمى المصرى المقروء و المسموع والمرئى و نفس الكلام يكرر هنا و هناك فى توقيت واحد و بنفس الدرجة من الزيف و الكذب و التضليل الذى يتصادم مع أبجديات الواقع و المنطق و التاريخ و فى توقيت بالغ الحساسية يحتاج فيه الشعب الفلسطينى لكل كلمة و موقف داعم للقضية و مساند لها .
تقرأ على سبيل المثال المقال الذى كتبه المدعوا أسامة سرايا – نسبة إلى ( سرايا ) عابدين ! - فى أهرام الجمعة الماضية ( 1/2/2008 ) عن حركة حماس ستدرك جيدا أنى لم ابالغ فيما بدأت به المقال !! ، الرجل تاريخه لا يسمح له أن يكتب موضوع تعبير فى مجلة مدرسية !! ، و رغم هذا يتطاول على عمالقة بحجم حماس أو الشعب الفلسطينى المجاهد فيتحدث عن أنها - حماس - سبب كوارث الشعب الفلسطينى و أنه لولا الصواريخ التى يصفها بالألعاب لعاش الشعب الفلسطينى فى سبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات !! كما يقول هذا الرجيل و نسى هذا المدعو أن هذه الألعاب هى ترتجف أوصال إسرائيل منها و أنها وحدها التى حررت قطاع غزة من الإحتلال ، أظن أن أسامة سرايا يظن أنه يكتب هذا الكلام لمجموعة من المغفلين و ليس لأصحاب عقول سوية أو ربما ظن أن الجميع مثله فى تدنى مستوى الذكاء !! .
أنسى أن الضفة ليس فيها صواريخ تطلق وأن هناك حكومة عميلة بامتياز لإسرائيل و فتح تسلم أسلحتها للصهاينة فى الضفة و رغم هذا تعانى الضفة الأمرين من إسرائيل و أبو مازن !! ، أهى عقدة الأقزام إذا ؟!! ، تلك العقدة أو مركب النقص التى يصاب بها بعض الأقزام حيث لا يجد راحته إلا عندما يصعد على أكتاف غيره فيبدو طويلا ، حينها يشعر بالسعادة و الرضا ، لذا تجد العديد منهم يعيش فى الأماكن الشاهقة ، و مكاتبهم فى أعلى الأمكان ، لكن المشكلة هنا أنه فى داخله يظل يشعر بالقزامة و إن حاول أن يبدو طويلا عملاقا ، هنا يصبح الحل الوحيد أمامه لا أن يصعد على أكتاف غيره و لكن يحاول تحطيمه ، حتى يتصدر هو الواجه و المشهد !! .
المصيبة أن من يحاول معهم ذلك ، فشل عمالقة العالم من أمريكا و تابعتها إسرائيل و الإتحاد الأوربى بل حتى مجلس الأمن و الأمم المتحدة فى كسرهم أو تركيعهم و لم يتركوا سلاحا أو وسيلة من حصار و تجويع و تشويه إلا واستخدموها و فشلوا بامتياز ، فهل ينجح الأقزام فى ذلك ؟ ، ربما يحدثوا ضجيجا و صخبا عاليا لفترة ما و لكنهم حتما لن ينالوا سوى الكراهية من الشعبين المصرى و الفلسطينى على حدا سواء فالشعوب أذكى بكثير من أن تقع فى هذا الشرك المسموم الساعى لإفقاد حماس الحب و المصداقية التى تتمتع بهما فى قلوب المصريين قبل الفلسطينيين ، إن حركة حماس بنت مصداقيتها بالدماء و الدموع و الصمود و لن يستطيع مداد الزيف فى العالم كله أن يمحى ما تكتبه الدماء و تباركه السماء )

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online