أين الله ؟؟!!
بقلم د / ممدوح المنير
نشر فى : نافذة مصر
ليس المقصود بداية من التساؤل المعنى العقدى ، فليس محل المقال هنا الإجابة عن هذا التساؤل ، كما أن إجابته معروفه للجميع على حسب ما أعتقد .
لكن ما أبحث عن إجابة له هنا ، هو وجود الله فى كتابات النخب و المثقفين عندنا ، تعترى المرأ الدهشة البالغة ، حين يجد الكثير من الكتاب يتعمد و بشكل واضح أن يتجنب أىّ ذكر للفظ الجلاله فى طرحه لقضية ما ، بل إنّ هناك دوريات عربية ثقافية أو علمية تتعمد ألا يذكر لفظة الجلاله نهائيا فى أىّ من مواضيعها ، رغم أن كتّاب الدورية العلمية من العرب و المسلمين. حقيقة يتعجب المرأ و يتألم كثيراَ من هذا الموقف الغريب .
لاحظ معى كذلك أنى لا أتحدث عن الإستشهاد بآية قرآنية أو حديث نبوى أو موقف من السيرة فى تناول الموضوع ، فقط ما أتحدث عنه هو مجرد ذكر لفظ الجلاله فى المقال و نحوه أو مطبوعة دورية علمية ، و الأعجب أنك قد تجد كتّاب يوصف الواحد منهم بالكاتب ( الإسلامى ) و يدافع فى طرحه عن إشكاليات ( إسلامية ) و لكنك لا تجد أبداَ أى ذكر لله فى ثنايا ما يكتب !! .
لا أتحدث كذلك عن مواضيع مترجمة تخلو تماما من ذكر الله قد يتخذها البعض تكأه بحجة الأمانة العلمية فى الترجمة ، كما أنّى لا أتحدث بطبيعة الحال عن إقحام لفظ الجلالة إقحاماَ فى النص المكتوب بلا معنى ، كما أنّى لا أطالب كل من هبّ و دبّ أن يتحول إلى شيخ أو كاتب إسلامى فى تناوله لقضية ما .
لكن ما يعتقده المرأ و يؤمن به أن الله جلّ و علا ، حاضر فى العقل و الضمير و الشعور لكل منّا ، لا اتحدث هنا أيضاَ عن الوجود الإيمانى الذى يتمايز به فرد عن آخر ولكن ما أتحدث عنه هو الوجود الفطرى لله فى حياتنا و الذى لا يشترط إيمان متيقّظ أو حتى مرجعية إسلامية لتشعر به ، فقد هو إحساسك بأنّ لهذا الكون إله يفزع إليه البشر جميعاَ صالحهم وطالحهم عندما تغلق أبواب الأرض و يتلفت المرأ حوله فلا يجد أحداَ يُنجيه من كبوته سوى الله .
من الواضح أن منطق التبعية للعقل الغربى فى التفكير و السلوك ، قد أوجد حالة من النفى أو الإستبعاد لله من
( كتابات ) مثقفينا و مفكرينا - إلاّ من رحم ربى - و هذه الحالة هى تراكم لعصور النهضة فى الغرب و التى تخاصمت مع الدين بالكلية و من ثم وجدت لها أرضاَ خصبة فى عصور الإنحطاط لدينا ، فعلمانية الغرب لا تستبعد الدين فقط من حياتها و لكن تستبعد الله – سبحانه – من حياتها كذلك ، فمقبول فى الغرب أن يكون هناك شخص يؤمن بالله و جوداَ و لكنه لا دينى !! ، لذلك أستقر فى العقل الباطن لدى الكثيرين ، أن قيمة ما يكتب تزداد حين يكون الله خارج الموضوع !!.
أعلم أنه بطبيعة الحال أن الذى يكتب و الله حاضر فيما يكتب نادرا ما يجد مطبوعة تنشر له موضوعه ، بعد أن أصبحت الأغلبية الساحقة من وسائل النشر علمانية التوجه ، و إذا ذكرت الله - المطبوعة - فى كلماتها فعلى إستحياء ، من باب ذرّ الرماد فى العيون أو لإحياء مناسبة دينية لزيادة التوزيع ، حين يصبح الله – سبحانه - موضوع إقتصادى لدى البعض فلا تتوقع لهذه الأمة أن تقوم لها قائمة .
و حين يصبح الله هو الغائب الوحيد فيما نكتب فلا تبحث عن نهضة أو تقدم . إن هذه الأمة قد صممت جينات أهلها أن يكون الله حاضراَ فى كافة تفاصيل حياتها و حين يغيب ، تنهار و تنحل عراها ، إننى أدعوا الجميع أن يصبح الله هو الحاضر الأوّل فيما نكتب ، إذا أردنا حقاَ العزة فى الدنيا و النجاة فى الآخرة .الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩
السبت، ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨
خواطر ( 1- 100 )
عمالة بلا حدود !!
بقلم / د. ممدوح المنير
بقلم / د. ممدوح المنير
كنت أشاهد حلقة بلا حدود على قناة الجزيرة و التى أجراها أحمد منصور مع محمد نزال عضو المكتب السياسى لحركة حماس و التى كشف فيها النذر اليسير من الوثائق الفاضحة لأجهزة الأمن الفلسطينية و تعاملاتها المريبة مع أجهزة الإستخبارات الأجنبية و القيام بدور فاعل و قوى فى توفير معلومات إستخباراتية - سواء كانت هذه المعلومات حقيقية أو مزيفة – عن عدد كبير من الدول العربية و الإسلامية و الجاليات و الحركات الإسلامية حول العالم و للأسف الشديد كانت هذه المعلومات أحد الأسباب الرئيسية فى تعرض عدد من الدول و الأفراد للإعتداء سواء بالإحتلال أو القصف للأولى أو الإغتيال للثانى ، فضلا عن التعاون الوثيق بين هذه الأجهزة و الإحتلال الإسرائيلى فى تصفية المقاومة و بناها التحتية ، كذلك الصراعات الخفية و العلنية بين هذه الأجهزة و إستخدامها أحقر الوسائل مثل الإبتزاز الجنسى لتحقيق مآربها .
و التساؤل الذى يطرح نفسه هنا إذا كان هذا هو حال الأجهزة الأمنية التى يفترض أنها تقوم بدور وطنى و أن رجالها يعدوا من أبطال الوطن و قتلاها من الشهداء !! كما أعتدنا على هذه الألفاظ الإعلامية ، فما حال الآخرين الذين لا يعدوا من هذه الأجهزة ؟ ! و الذين يتم إبتزازهم يوميا بكافة أنواع الضغوط و إذا كانت هذه التصرفات ليست هى العمالة و الخيانة بعينها فما معنى هذه الكلمات إذن ؟ .
أمر آخر من المعروف أن أجهزة الأمن الفلسطينية بكافة تشكيلاتها تم تدريبها على أداء عملها فى دول عربية مجاورة ، فهل يعنى ذلك أن أسلوب عملها الذى تم الكشف عنه على شاشة الجزيرة هو المعتمد لدى الدول العربية التى دربتهم ؟!! ، و هل معنى ذلك أن أجهزة الأمن الفلسطينية ما هى إلا تلميذ صغير لأساتذة كبار ؟ .
أدرك جيداَ أن هناك الكثير من المخلصين و الوطنيين فى هذه الأجهزة الأمنية و لكن أليس السكوت عن هذه الجرائم طيلة الفترة الماضية نوع من الإقرار بها .
أمر آخر أحب أن أسجله هنا ، من حقنا أن نطالب حركة حماس بتوقيف من تستطيع من هؤلاء و تقديمه لمحاكمة عادلة عما جنته يداه ليكون عبرة لمن يأتى خلفه ، و فى نفس الوقت نعطى الحق للجميع فى الدفاع عن نفسه و نفى تهم التى توجه إليه .
لا أدرى لماذا أعتقد أن أمثال هذه المحاكمات ستكون فضيحة الموسم و ستتساقط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى عن هذه الأجهزة و ربما كشفت لنا الأيام أن تساقط أوراق التوت ليس فلسطينياَ فحسب و لكن عربياَ أيضا ! .
و التساؤل الذى يطرح نفسه هنا إذا كان هذا هو حال الأجهزة الأمنية التى يفترض أنها تقوم بدور وطنى و أن رجالها يعدوا من أبطال الوطن و قتلاها من الشهداء !! كما أعتدنا على هذه الألفاظ الإعلامية ، فما حال الآخرين الذين لا يعدوا من هذه الأجهزة ؟ ! و الذين يتم إبتزازهم يوميا بكافة أنواع الضغوط و إذا كانت هذه التصرفات ليست هى العمالة و الخيانة بعينها فما معنى هذه الكلمات إذن ؟ .
أمر آخر من المعروف أن أجهزة الأمن الفلسطينية بكافة تشكيلاتها تم تدريبها على أداء عملها فى دول عربية مجاورة ، فهل يعنى ذلك أن أسلوب عملها الذى تم الكشف عنه على شاشة الجزيرة هو المعتمد لدى الدول العربية التى دربتهم ؟!! ، و هل معنى ذلك أن أجهزة الأمن الفلسطينية ما هى إلا تلميذ صغير لأساتذة كبار ؟ .
أدرك جيداَ أن هناك الكثير من المخلصين و الوطنيين فى هذه الأجهزة الأمنية و لكن أليس السكوت عن هذه الجرائم طيلة الفترة الماضية نوع من الإقرار بها .
أمر آخر أحب أن أسجله هنا ، من حقنا أن نطالب حركة حماس بتوقيف من تستطيع من هؤلاء و تقديمه لمحاكمة عادلة عما جنته يداه ليكون عبرة لمن يأتى خلفه ، و فى نفس الوقت نعطى الحق للجميع فى الدفاع عن نفسه و نفى تهم التى توجه إليه .
لا أدرى لماذا أعتقد أن أمثال هذه المحاكمات ستكون فضيحة الموسم و ستتساقط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى عن هذه الأجهزة و ربما كشفت لنا الأيام أن تساقط أوراق التوت ليس فلسطينياَ فحسب و لكن عربياَ أيضا ! .
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ٨:١٥ ص 0 التعليقات
التسميات: خواطر
Subscribe to:
الرسائل (Atom)