الاثنين، ٣١ مارس ٢٠٠٨

ألف مبروك يا باشا !!


نشر فى نافذة مصر ، إخوان أون لين ، الشعب

بقلم / د ممدوح المنير

مع غلق باب الترشيح للمحليات و نجاح النظام في الإقصاء الكلى للمعارضة و على رأسهم مرشحي الإخوان ، مستخدما كافة الوسائل القذرة التي أتوقع أن يقدم الشيطان نفسه استقالته بعد أن أصبح موقفه حرجا من تدنى مستواه أمام أبالسة و شياطين النظام المصري .
ذكرني ذلك بمشهد زعيم العصابة ( الباشا ) في السينما المصرية وهو جالس خلف مكتبه و ظهره للكاميرا و يمسك سماعة الهاتف بيده اليمنى و السيجار الفاخر الذي يتصاعد منه الدخان في يده اليسرى بينما المكتب يلفه الظلام في مشهد يبعث الغموض و الرهبة وصوت صبى الباشا يأتيه عبر سماعة الهاتف و هو يقول للباشا ( ألف مبروك يا باشا ، مفيش حد من الإخوان عرف يترشح ، كله تمام يا باشا ، كله من بركة سعادتك ، المهم عندنا رضاك يا باشا ) و يضحك الباشا ضحكاته الساخرة إنتشاءا بالفوز الرخيص الذي حققه على شعبه ثم يظهر الباشا أمامك في الصباح وهو يوزع ابتساماته هنا و هناك و يمنيك بالسمن و العسل ويبشرك بأزهى عصور الديمقراطية !! .

إن المهزلة التي حدثت دليل على أن النظام المصري يسير بمصر إلى الهاوية ، بل هي بالفعل على وشك السقوط فيها ، أفهم أن هناك فئة تعشق السلطة و المال إلى حد الشبق لذا فهي تستأثر لنفسها بكل شيء و تلقى لنا الفتات ، و لكن ما لا أفهمه أن ينجحوا في جعل كافة مؤسسات الدولة ( الموظفين ، الأمن ) عبيدا لهم أو رافعين الشعار المقيت ( أنا عبد المأمور ) و ليس عبد الله ، مما تخاف الأجهزة التنفيذية التي شاركت في هذه الكارثة ؟ ، تخاف بطش السلطان من اعتقال و تضييق في الأرزاق ألا تعرف هذه الأجهزة أن الجرم الذي ارتكبوه و شاركوا فيها بالسكوت أو الفعل ستنزل عليهم لعناته ، بل اللعنات نزلت بالفعل ستجد في بيت كل واحد منهم مريض بالكبد أو فيروس سي أو السرطان أو السكر أو الضغط ! ، أيهما أفضل لك أن تصاب بالسرطان أو تعتقل شهرين في أسوء الظروف – عادة لا يحدث – و لا تشارك في هذه الجريمة النكراء ؟.

ما المتوقع مما حدث و يحدث و سيحدث ؟!
1- سيزداد حجم الفساد في المحليات بشكل غير مسبوق مع انهيار كلى لكافة مرافق الدولة التي تحت سيطرتهم .
2- استمرار مسلسل نهب المال العام .
3- اليأس من التغيير لدى عامة الشعب مما يسبب ارتفاع معدل الاحتقان العام ، مع وجود آلاف المواطنين لا يجدون متنفسا للتعبير عن آرائهم و توظيف لطاقاتهم .
4- إنفلات – لا أقول ارتفاع – الأسعار بشكل جنوني مما يجعل تناول وجبة الفول التي كنا نتندر بكونها طعام الفقراء ، تصبح نوع من الرفاهية التي لا تطمح إليها أحلامهم !
5- تصاعد وتيرة الإضرابات و الإعتصامات و المظاهرات و تحولها من مطالبات جزئية مثل لقمة العيش إلى مطالب حيوية كالديمقراطية و الحرية ومن الطبقات الفقيرة إلى الطبقات المتوسطة بل فوق المتوسطة كذلك ؟.
6- كسر الرهبة من قوات الأمن و هذا بالطبع أمر يشكر عليه حيث أن النظام بغبائه الشديد جعل تواجد قوات قمعه الأمنية تحت عين المواطن ليل نهار ظنا منه أن هذا كافي لإخافته و لكن الذي حدث بالفعل أن المواطن تعود عليها و أصبح يتعامل معها على أنها جزء من روتين حياته اليومي و بالتالي انكسرت حدة الرهبة منها ، و عندما تحدث لحظة الانفجار من شعب جائع ساخط ، معتل بالأمراض ، لن يخاف حينها من قوات الأمن و لن تنفع حينها خراطيم المياه و الهراوات في إيقاف غضبه .
7- تزايد معدلات العنف و الإرهاب ضد الدولة نتيجة حالة الإحباط العام و شعور بالظلم والقهر من نظام تعفن حتى أوشك على التحلل .
8- انهيار سمعة مصر داخليا و خارجيا نتيجة الفضائح التي لا يتوقف النظام عن ارتكابها ليل نهار .
9- تحول مصر إلى دولة طاردة للاستثمار و بالتالي تراجع معدلات النمو المتراجعة أصلا !!.

هل هذا ما يريده النظام ؟ هل هذا ما يريد أذناب و ذيول النظام ، غاية ما أقوله لأمثالهم إن ظننتم أنكم في مأمن الآن فأذكركم بقوله تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ، وأنتم أردتم الاثنين العلو و الفساد و إذا قلتم أنكم تطيعون الأوامر أذكركم بالرجل الذي جاء لشيخ الإسلام بن تيمية يقول له (( المولى عز و جل يقول( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) فهل أنا من أعوان الظالمين لأني أحيك ثياب الحاكم الظالم ؟ قال له بن تيمية لا لست من أعوان الظالمين ولكنك من الظالمين أنفسهم ))، و حسبنا الله و نعم الوكيل .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online