الخميس، ٢٧ مارس ٢٠٠٨

انتهت الأزمة و بقى العار


تم نشر المقال فى المواقع التالية : المركز الفلسطينى لللإعلام ، نافذة مصر

بقلم د ممدوح المنير

رغم إنتهاء أزمة الحجاج الفلسطينيين بعد طول معاناة إلا أن التاريخ حين يكتب سيذكر تصريح الرئيس مبارك وهو يصف مناشدات الحجاج الفلسطينيين العالقين فى البحر بالسماح لهم بدخول غزة عبر معبر رفح بالجعجعة أمام الفضائيات و مطالبته لهم بالكف عنها لأنها لن تجدى نفعا ! ، ربما يكون الرئيس مبارك قد حقق بتصريحه هذا إضافة جديدة للدبلوماسية العربية و الدولية باستخدامه مصطلح الجعجعة ، لأنى أعتقد على حد علمى أنه أول من إستخدم هذا اللفظ فى تاريخ السياسة الدولية و هذه إضافة تحسب له بلا شك ! ، و بالطبع لا علاقة لتصريحه هذا بسمير جعجع اللبنانى من قريب أو بعيد !!، و جعجعة أصل مادتها اللغوية هى جعجع يجعجع جعجعة !! و هى تعنى الكلام الذى لا فائدة منه و لا طائل من وراءه .

لا أدرى لماذا عادت بى الذاكرة إلى الوراء عندما شاهدت معاناة الحجاج الفلسطينيين ووفاة ثلاثة منهم ، تذكرت حينها تصريح آخر للرئيس مبارك عندما سئل عن أفضل فيلم عربى يحب أن يشاهده فقال فيلم صلاح الدين الأيوبى ، لذا يحرص التليفزيون المصرى على عرضه كل عام فى ذكرى ميلاد الرئيس والفيلم بحق يستحق المشاهدة رغم كم المغالطات التاريخية به والشاهد من كلامى هنا هو أحد مشاهد الفيلم و فيه يتعرض الحجاج فى طريق عوتهم من مكة للقتل و التنكيل على أيدى الصليبيين مما يؤدى إلى تأجيج مشاعر المسلمين عامة و صلاح الدين خاصة ، الذى يأمر الجيش بالثأر لهؤلاء الحجاج الذين لا حول لهم و لا قوة و فعلا كان ما فعله الصليبيين بالحجاج هو الشرارة التى دفعت الجيش العربى الإسلامى للإنتقام من الصليبيين ، اعتقد أن المعنى الذى أسعى إليه قد وصل !! ، هل سيحذف التليفزيون المصرى المشهد من الفيلم عند عرضه بعد ذلك ؟ حتى لا يشعر أحد ما بالإحراج لأن الأمر كما قال الشاعر


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد

إن أزمة الحجاج كان كاشفة بامتياز للمدى الذى وصلنا إليه فى الإنبطاح و أصبح المرأ كلما اعتقد أنه لم يعد هناك مزيد فى الإنهيار و أننا وصلنا إلى قعر الهاوية سرعان ما يخيب أملى وأفاجأ بأن الهاوية مازالت قابلة للإتساع !! ، كان فيما مضى تحرص الأنظمة العربية المنبطحة أن تظل صورتها مشرقة نوعا ما أمام الشعوب ، و لا تألوا جهدا فى البحث عما يحفظ لها ماء وجهها أمام المواطنين أما اليوم فالإنبطاح يتم أمام شاشات التلفاز و كأن الأنظمة العربية فى سباق محموم شعاره من ينبطح أكثر ؟.

إن الجانب المشرق الوحيد فى مأساة الحجاج كان المشهد التالى ، حجاج كانوا فى ضيافة الله فى بيته الحرام ، خرجوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم ، هم على سفر وفى عرض البحر ، وهم مظلمون أشد الظلم و فى موقف إضطرار وحاجة ، غالبيتهم من كبار السن ، كل هذه جوانب مشرقة ، و إذا سألتنى لماذا ؟ قلت لك على الفور إنها الظروف المثالية التى قلما تجتمع معا لإجابة الدعاء ! و أنا و أنت نعلم بما يدعوا هؤلاء وعلى من يدعوا لذا فإنى فى غاية التفاءل مما حدث !! ، قل معى اللهم آمين

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online