السبت، ٢٠ فبراير ٢٠١٠

بوكو حرام .. حلال !!


بوكو حرام .. حلال !!

د. ممدوح المنير 


نشر فى : اخوان اون لاين ، بر مصر ، صحيفة الأمان اللبنانية ، نافذة مصر




لم تكن مشاهد القتل الوحشى التى يمارسها الجيش النيجيرى بحق المدنيين العزل و التى بثتها قناة الجزيرة سوى عملية
( كشف ) عن الشق الغاطس من الأزمة الكبيرة التى تعيشها نيجيريا عامة و الأغلبية المسلمة خاصة .
و حتى تتضح ملامح الأزمة الحالية دعونا نسترجع الماضى القريب و البعيد ، لعل و عسى أن نفهم حقيقة ما يحدث هناك .
دخل الإسلام نيجيريا فى أوائل القرن العاشر الميلادى على يد فقهاء الأندلس ، وقامت قبائل الهوسا التى تنتشر قى الشمال الغربى الأفريقي بدور كبير فى نشر الإسلام هناك و خاصة فى شمال و وسط نيجيريا ، حتى تكونت فى عام 1804 م
(( خلافة سوكوتو )) قادها عثمان دانفودو و التى وحد بها شمال نيجيريا بكامله تحت رايته و حكّم الشريعة الإسلامية فى جل شئون الخلافة الإسلامية الجديدة واستقر لها الأمر بشكل كبير فى عام 1893 م .
فى حين ظل الجنوب يمثل المسيحيون فيه نسبة كبيرة من مجمل السكان وإن كان المسلمين لهم تواجد هناك و لكنه أقل عددا ( تعداد السكان حاليا 150 مليون نسمة يمثل المسلمون منهم أكثر من 65 % ) .
ثم كانت الطامة الكبرى و التى نشأت بمقدم الإحتلال البريطانى فى عام ( 1900 ) ، ليعيث فسادا و بطشا فى الدولة الإسلامية الناشئة حتى إنتهى به الأمر بإحلال القوانين البريطانية محل الشريعة الإسلامية فى كافة المعاملات حتى تحولت الشريعة إلى شىء من التراث بنهاية الإحتلال !! .
بعد ذلك حرص الإحتلال البريطانى - عندما أوشك على الرحيل ( 1960 ) - على إعطاء المسيحيون نفوذ كبير فى البلاد إلى حد جعل رئيس الدولة مسيحى يحكم أغلبية مسلمة !! ، و لك أن تتخيل حجم النفوذ المسيحى فى كافة مؤسسات الدولة إذا كان الرئيس ذاته مسيحى .
ظلت أوضاع المسلمين فى نيجيريا تتجه للأسوء ، نتيجة المصادمات العنيفة التى كانت تحدث بين الدولة و المواطنين المسلمين الذى يطالبون بحقوقهم المسلبوه سواء فى إدارة الدولة أو فى الخدمات المقدمة لهم فضلا عن تحكيم الشريعة الإسلامية ، كما فاقم من حدة التوترات وجود ( 250 ) قومية و عرقية و قبيلة يغلب على الكثير منها الإنتماء القبلى والعرقى عن الإنتماء للدوله ككل .
بعد ذلك حدث تغير نوعى عام 1999 م بانتقال الحكم من العسكر إلى المدنيين و بدأ تطبيق القانون الفيدرالى و الذى يقضى بالسماح للولايات بتطبيق القوانين الخاصة بها مما سمح للولايات الشمالية بالبدأ فورا فى تطبيق الشريعة الإسلامية حتى أصبحت هى القانون الأساسى لجّل الولايات الشمالية تقريبا ( أكثر من 12 ولاية شمالية طبقت الشريعة ) ، مما أثار حفيظة المسيحيين خشية أن تمتد المطالبات بتطبيق الشريعة إلى الولايات ذات الثقل النسبى للمسيحيين بها ودارت مواجهات دامية بين الطرفين .
لم تكن الأسباب الدينية أو القبلية فحسب هى المسببة للتوتر ، و لكن الفساد الهائل المستشرى فى كافة مؤسسات الدولة والذى جعلها من أكثر دول العالم فسادا واحتكارا للثروة و السلطة فى يد فئة محددودة للغاية ، أضف إلى ذلك الفقر الشديد و المدقع لأغلب السكان ( أكثر 100 مليون نسمة تحت خط الفقر !! ) رغم أن نيجيريا هى أكبر منتج و مصدر للنفط فى أفريقيا !! بل تعد مصدرا أساسيا و حيويا للنفط للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة و بريطانيا وهذا أيضا جعلها ساحة لصراعات و تدخلات الدول الكبرى للسيطر على النفط بها .
كان طبيعيا إذن أن تنشأ جماعة مثل بوكو حرام ( Boko Haram ) – معناه بلغة الهوسا ( تحريم التربية الغربية )وسط هذه الأجواء من الفقر و الجهل و الصراعات الطائفية و القبلية و الفساد المستشرى ، فمعظم أفرادها طلبة لم يتسنى لهم إكمال تعليمهم حتى لقبوا بطالبان نيجيريا !! و هى جماعة ترفض قيم الحضارية الغربية التى يراد فرضها على اهالى نيجيريا خاصة فى الولايات المسلمة و تسعى لمحاربة الغزو الثقافى الغربى الذى يضغط بشدة على المجتمع النيجيرى ومع حدة الجذب الطائفى و اشتداد حملات التنصير بشكل صريح لحد تعليق لافتات فى شوارع المدن ذات الأغلبية المسلمة تدعو للتنصير المباشر ، تحركت بوكو حرام محاولة فرض الشريعة الإسلامية كما تراها هى ، فبدأت فى مهاجمة مقرات الشرطة و الإشتباك مع السلطات فحدثت مصادمات دامية خسر فيها الجميع بوكوحرام و الدولة و المواطنين الذين قتلوا بلا ذنب أو جريرة .
قد تكون المبررات التى انطلقت منها الجماعة لها وجاهتها من شدة الفساد و الإستبداد و الفقر و المرض و التنصير و التغريب ، لكن المؤكد أن أسلوب الصدام مع الدولة بهذا الشكل ، ليس له سند من عقل أو شرع أو منطق فهى مواجهة خاسرة بكل تأكيد .
على الطرف الآخر تعتبر ما قامت به السلطات النيجيرية من جرائم القتل بدم بارد بحق أعضاء الجماعة دون تفكير فى الدخول معها فى حوار و دون محاكمات دليل على حجم الإستبداد و الطغيان الجاثم على صدور المجتمع النيجيرى ، مما يزيد من إحتمالات تسارع و تيرة العنف هناك ، خاصة بعد إعلان بوكوحرام إنضمامها لتنظيم القاعدة ، مما يجعلها مستباحة تماما من قبل الجميع السلطة و المجتمع و الدول الكبرى .
يبقى الحل فى تدخل العقلاء هناك أصحاب المنهج الإسلامى الوسطى مثل جماعة تعاون المسلمين ( إخوان مسلمون ) فى محاولة لرأب الصدع بين الطرفين بمطالبة السلطة هناك بالتوقف عن جرائمها فى حق المواطنين و بوكوحرام بمحاولة تصحيح الفكر المتطرف المسيطر عليها .
أكثر ما يحزن المرأ أن ما يحدث فى نيجيريا هو مشهد مما تحياه الأمة جميعا نفس السيناريو والإنتاج و المشاهد بل حتى نفس الأبطال ربما الفرق الوحيد هو الضحية و مكان التصوير !! ، قد يكون المكان فلسطين ، العراق ، أفغانستان ، اليمن الخ ... فمتى نفيق من ثباتنا العميق ؟!!

الاثنين، ١٩ أكتوبر ٢٠٠٩

قتلوه قتلهم الله

نشر فى : صحيفة الأمان اللبنانية ، إخوان أون لاين ، نافذة مصر ، بر مصر بقلم: د. ممدوح المنير ما الجريمة التي فعلها هذا البطل حتى يعذبوه بكل هذه الوحشية حتى الموت؟!،﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾ (غافر: من الآية 28)، عندما يحاول المرء استيعاب ما حدث يشعر بغصةٍ في حلقه من تجليات العار الذي بتنا نعيش فيه. كل جريمة هذا البطل أنه من حماس وأنه شقيق والمرافق الشخصي للدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة.. كل جريمته أنه رجلٌ في زمن اختفت فيه معاني الرجولة، كل جريمته أنه يدافع عن الحق والعدل والحرية لوطنه وأمته. لم يُعرض على قضاء عادل أو حتى ظالم!!، لم تحقق معه نيابة سواء مسيسة أو محايدة !!، لكن حسبه الآن أنه في حضرة قاضي القضاة في الدنيا والآخرة، والذي سيقتص له من قاتليه وكل مَن حرَّض على قتله أو تعذيبه. إن اغتيالَ الشهيد يوسف أبو زهري وتعذيبه يُسلِّط الضوءَ على عدةِ أمور بالغة الأهمية: أولاً: أن النظام المصري الحالي أصبح يتعامل مع ملف التعذيب باعتباره جزءًا من شخصية النظام، وليس فعل استثنائي تقتضيه الظروف، فجرائم التعذيب أصبحت حادثًا شبهَ يومي في مصر، ولو أتيح لكل مَن وقع عليه هذا الجرم أن يتحدث لوجدنا هذا اللون المفزع من الجرائم يتكرر كل ساعةً وليس كل يوم فحسب. ثانيًا: إذا كان هذا ما حدث لشقيق المتحدث (الإعلامي لحركة حماس، فما بالكم بما يحدث لمَن ليس بقريبٍ أو بصاحبٍ أو تابع لجهة تستطيع أن تخاطب الرأي العام وتفضح هذه الممارسات؟!. ثالثًا: ما حدث كذلك يجعل من الطرف المصري في لقاءات المصالحة الآن التي تجري في القاهرة طرفًا غير محايد بل خصم في أقل الأحوال. رابعًا: التفاصيل المنشورة عن وقائع التعذيب تسترعى الانتباه؛ حيث يستشعر المرء أن هدف التحقيقات التي جرت هو التنكيل والقتل وليس استنطاق (المتهم) بأساليب غير مشروعة للحصول على معلومات، فشق اللسان وتفريغ الأعضاء الداخلية والكدمات التي يحفل بها جسده، وآثار الإصابات البالغة، وعدم العمل على وقف النزيف الداخلي الذي حدث له من جرَّاء التعذيب حتى فاضت روحه كل ذلك يدعو إلى تساؤل كبير: لماذا كل هذا؟!. خامسًا: حين يقارن المرء بين ما حدث للشهيد يوسف أبو زهري وما حدث مع الجاسوس الصهيوني عزام الذى أُفرج عنه بعد نصف المدة لـ(حسن السير والسلوك!!) وحياة الفندقة التي كان يحياها في سجنه، يتأكد أن الزمن الذي نحيا فيه هو زمن العار بكل تأكيد. سادسًا: يلفت انتباهك أيضًا أنه حين نُشر هذا الخبر الكارثي، فإن أخواته سرعان ما ظهرت؛ حيث اكتشفنا أن الشهيد ليس الحالة الوحيدة، وأن هناك العديدَ من المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية، وأغلبهم لم يُعرض على القضاء، والعديد منهم تعرَّض للتعذيب، كما أشار لذلك البيان الصادر باسم أهالي المعتقلين الفلسطيين في السجون المصرية، وكأنه كُتِبَ على هذا الشعب أن يُضام على يد أعدائه وإخوانه (الشقيقة الكبرى مصر!!). سابعًا: تواترت الأنباء أن كثيرًا من جلسات التحقيق ركَّزت على ثلاثة أمور؛ مكان الجندي الأسير جلعاد شاليط، وأماكن اختباء قادة المقاومة، وكيفية الحصول على السلاح!!، طبعًا أعتقد أن هذه الأمور الثلاثة تجعل هناك تساؤلاً كبيرًا يدور في الذهن لمصلحة مَن كانت تتم جلسات التحقيق وتحت أي بندٍ من الوطنية والأخلاق والضمير والقانون يمكن أن تُوضع هذه الأمور؟!!. ثامنًا: اللافت كذلك أن حركة حماس رغم كل ما حدث ويحدث لقادتها داخل سجون عباس في رام الله وسجون مصر إلا أنها كانت ترتفع عاليًا فوق آلامها وجراحاتها من أجل المصلحة العامة للشعب الفلسطينى، فاستمرَّت جلسات المصالحة في القاهرة، واستمرت الإشادة بالدور المصري!!، الذي يرعى المصالحة من جانب ويعذبهم حتى الموت من جانبٍ آخر!! ويحاصرهم من جانبٍ ثالث!!. تاسعًا: أين دور منظمات حقوق الإنسان المصرية والإقليمية والقوى السياسية المصرية وكافة مؤسسات المجتمع المدني مما يحدث للمعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية؟!. عاشرًا: هل هذه الجرائم تتم بعلم القيادة السياسية المصرية أم لا؟، إذا كانت بعلمهم فهي جريمة تستحق المساءلة، وإن كانت بدون علمهم فالجريمة أكبر وأشنع. إن ما حدث في حقِّ الشهيد لا يرضاه دين أو عقل أو ضمير أو قانون، إنها شريعة الغاب حين تسود، والقلوب حين تموت، والعدل حين يغيب. ذكرني ما حدث بقصة الصحابي المجاهد (الجريح) حينما أفتاه أحدهم بألا طريق أمامه للتطهر سوى الاغتسال، فاغتسل فمات.. فقال- صلى الله عليه وسلم- حديثه الخالد وعبارته المروعة: "قتلوه قتلهم الله.. ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي (الجهل) السؤال"، لاحظ معي مدى فزع دعاء الرسول عليهم، لاحظ كذلك أنهم صحابة لم يشفع لهم كونهم صحابة من أن يدعو عليهم الرسول بهذا الدعاء، لاحظ أيضًا أن القتل تم بالخطأ وبحسن نية، لاحظ في النهاية أن الرسول دعا على الجميع الذي أفتى بالخطأ والذي وافقه ضمنًا والذي سكت!!، فإذا كان هذا حالهم، فما بالكم بمَن يُعذِّب مجاهدًا ويفتك به حتى الموت ماذا سيقول عنه؟!.

الاثنين، ٥ أكتوبر ٢٠٠٩

أخزاك الله كما أخزيتنا

أخزاك الله كما أخزيتنا
د / ممدوح المنير نشر فى : نافذة مصر لا أعرف صراحة كيف أعبر لك عما يجيش فى صدرى من مشاعر الغضب و السخط عليك ، اشهدك أنى أتقرب إلى الله ببغضك !! ، نعم ببغضك ، كنت دائما أنعتك بالخائن و العميل ظناً منّى أن هذا يكفيك ، لكنك دائما ما تخيّب ظنى فيك . سرعان ما أجد نفسى قد أخطأت فى نعتك حقاً ! ، و أجدك أسوأ مما كنت اعتقد ، بحيث تصبح الكلمات عاجزة عن وصفك ، و فى نفس الوقت يعف لسانى عن نعتك بصفات تقف الآن على طرف لسانى ، لم أجرؤ يوماً فى حياتى على نطقها احتراماً لنفسى و لقارئى الفاضل ، رغم أن هناك خاطراً يلح علىّ بشدة الآن لإطلاقها ، لكنى سأكتفى بالدعاء عليك ، سأعتبر ذلك ورداً من أورادى و حقٌ من حقوقى فى الدنيا ، قبل أن أمسك بتلابيبك فى الآخرة و أشكوك إلى الواحد الديان الذى لا يظلم عنده أحد . أهان عليك الدم الطاهر المراق إلى هذا الحد ، أم أنك لم تراه أصلا !! ، ألم تحرك فيك صرخات الأطفال و دموع الثكالى شيئا ؟! ، هل أسكرتك نشوة السلطة الموهومة إلى هذا الحد ؟! . لقد رأينا و سمعنا من قبل عن الخونة الذين حين يكتشف أمرهم و تسقط أقنعتهم ، سرعان ما يكسوهم العار و ربما أقدم بعضهم على الإنتحار ! ، لكنك أنت كلما سقط لك قناع و انكشفت لك خديعة ، تجرءت أكثر فأكثر. كيف واتتك الشجاعة أن تؤجل مناقشة تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان الذين يدين الإحتلال و يكشف حجم جرائمه الحقيرة تجاه أهل غزة الصابرون ؟؟ يا الله غولدستون الغير فلسطينى والغير عربى و الغير مسلم يتضامن مع أهل غزة و ينصفهم فى تقريره – مع التحفظ على بعض الفقرات – و يصف ما فعله الصهاينة فى غزة بأنها جرائم حرب و أنت تدافع عنهم و تطلب التأجيل حفاظا على مسيرة السلام !! . عن أى سلام تتحدث أيها التعس ، ما الذى جنيناه من وراء سلامك هذا سوى ضياع الحقوق؟؟ لقد ضيعت علينا فرصة ثمينة ضيعك الله ! لقد تواترت الأنباء أن الولايات المتحدة ( ضغطت ) على أبومازن حتى يطلب تأجيل مناقشة التقرير ، لا أعرف لماذا اعتقد جازما أن مسألة ( الضغط الأمريكى ) هذه تمثيلية هى الأخرى ، بل ربما طلب هو بنفسه تأجيل مناقشة التقرير ، حتى لا تتأزم الأمور بالنسبة له و يجد نفسه فى موقف يفرض عليه أن يدين إسرائيل !! و هذا متّكأ صعب عليه أن يرتقيه . كثيرا ما تحدثنى نفسى بخاطر قد لا يصدقه البعض منكم و لكن هذا آخر ما جادت به قريحتى !! ، فى تفسير هذا السلوك العبسى – نسبة إلى عباس - المستعصى ، هذا الخاطر يقول إن عباس ليس بالعميل و لا الخائن !! ، هل تصدقوا هذا الكلام ؟! ، قد يقول قائل منكم بعد كل هذه النعوت التى وصفته بها تقول ليس بالعميل و لا الخائن ؟! ما هذا الكلام الغريب ؟! و هنا أقول لكم باختصار إن عباس جندى مخلص لإسرائيل ، بل إنه قد يكون واحدا منهم و نحن لا نعلم !! ، فالرجل مخلص لوطنه إسرائيل ، يأخذ قادتها بالأحضان و القبلات و يعبس فى وجه قادة حماس ( أعداءه ) و يولّيهم ظهره ، يفرح بالحرب على غزة و يطالب الصهاينة بالإستمرار فى الحرب حتى آخر قطرة دم فلسطينية !! . يتنازل عن حق العودة ، يعذب بوحشية الفلسطينيين فى سلخانات رام الله و عندما يجد مستوطن قد ( ضل الطريق ! ) يعيده إلى بيته سالما آمنا !! ، يؤلف كتاب ضخم من مئات الصفحات عن القضية الفلسطينية و لكنه لا يذكر مرة واحدة فى كتابه كلمة إحتلال أو أن إسرائيل دولة إحتلال !! . لم يطلق يوما فى حياته رصاصة واحدة على إسرائيلى !! ، لا يحقق فى اغتيال عرفات و لا يطالب أحد بالتحقيق ! ، ينسق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و يسلم لهم خرائط بمواقع قادة حماس و المقاومة و يساعد فى تصفيتهم ، يعتقل كل من يطلق صاروخ أو رصاصة على إسرائيلى ، و يدين أى عملية للمقاومة ، تتجسس أجهزته الأمنية على عدة دول عربية و إسلامية ( الوثائق التى نشرتها حماس عقب سيطرتها على غزة ) و ليس على المقاومة فحسب . يستولى على أموال المساعدات الدولية للفلسطينيين ، لا يفعل شيئا حيال تهويد القدس أو المسجد الأقصى السليب ، لا يحرك ساكنا أمام بيع أراضى اللاجئين بل ربما يأخذ نصيبه من الكعكة !! ، نعم أيها السادة . قد يختلف معى البعض فى هذا الطرح ، لكننى أعتقد أنكم ستكتشفون يوما ما أن الرجل ليس جندى مخلص لإسرائيل فحسب بل ربما يكون أحد قادتهم كذلك !! .

الثلاثاء، ٢٩ سبتمبر ٢٠٠٩

شكرا عزيزي ليبرمان

شكرا عزيزي ليبرمان
محاذاة إلى اليمين بقلم / د. ممدوح المنير نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، نافذة نصر هذه هي المرة الأولى لي التي أتوجه بخالص الشكر و الامتنان لزعيم صهيوني ، و موطن الشكر و المعزة التي وصفته بهما ، يرجع لكونه رجلا واضحا صريحا لا يجيد لعب الثلاث ورقات التي اعتدناها من أسلافه ، و سواء كان ذلك النهج ناتجا عن بلاهة يعاني منها أو سياسية يتبعها إلى أنها في حالتنا هذه تستحق الشكر و التحية ، كيف؟! الرجل لم يحفظ الجميل لعباس و طالبه علانية و على صفحات الجرائد الإسرائيلية ( إيدعوت احرنوت ) بسحب شكواه المعروضة أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الإسرائيلي و التي يتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب في غزة ، أما سبب المطالبة بسحب الشكوى و هو قول ليبرمان أن حرب غزة كانت بتشجيع من عباس و السلطة بل كان عباس و رجاله يحثون إسرائيل على مواصلة الحرب بلا توقف حتى القضاء على حماس!! يبدو أن رجلنا الهمام ( عبس ) مكتوب عليه أن يفضح في الدنيا قبل الآخرة ، صراحة أنا أشفق عليه ، الرجل في موقف لا يحسد عليه حقا ، قدم كل قرابين الطاعة و الولاء ، حارب شعبه و ضيع أرضه و فرط في كل شيء حتى في كرامته و تاريخه ، باع كل شيء ، في سبيل الفتات و لم يجن إلا كل خيبة ، كل هذا التنازلات عن طيب خاطر و رغم ذلك لم ينل الرضا الإسرائيلي، و في النهاية يفضح على رؤوس الخلائق و من ولي نعمته. كلما تذكرت تصريحاته الحنجورية أنه ( لا تفاوض حتى تجميد الاستيطان ) تشعر كأنك أمام فارس من عصر الفرسان و لكن عندما رأيته يجتمع مع ( نتن ) ياهو و أوباما في البيت الأبيض منذ أيام قليلة بعد تصريحاته هذه ، تذكرت على الفور الفنان المصري الراحل عبد الفتاح القصري في فيلم ابن حميدو الذي كان يعيش دور الرجولة في الفيلم ، فكان حين يتمسك برأيه يقول لزوجته ( أنا قلت كلمة وكلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبدا. ) و لكن حين تحتد عليه زوجته و تغضب يطأطئ رأسه في الأرض و يذعن لرأيها و يقول في ضعف واستكانة عن كلمته ( خلاص هتنزل المره دي بس اعملي حسابك المرة الجاية لا يمكن تنزل أبدا ) و يتكرر الموقف الساخر في الفيلم و تكرر تنازلات الزوج المذعن!!. مشكلة عباس حاليا أنه لا يستطيع أن يتراجع الآن ، بمعنى آخر أن الرجل لو أصابته نوبة من يقظة الضمير و قرر أن يعود إلى رشده ، فلن يستطيع كيف؟ الرجل ملوث لأقصى درجة و ملفاته و فضائحه لدى أمريكا و إسرائيل هو و رجاله متخمة بالفساد و العمالة و ستجد الكثير من هذه الملفات بالصوت و الصورة فأي نوبة ضمير قد تصيبه سرعان ما سيجد فضائحه حديث الدنيا كلها و العينة بينة كما يقول المثل العربي، فلم يستطع ليبرمان أن يستر عليه و فضحه في موقف يدعو للرثاء. لذلك ليس أمام عباس سوى الاستمرار في غيّه مؤملا نفسه بسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، وفي النهاية أقدم كامل اعتذاري لأبطال فيلم ( ابن حميدو ) عن تلك المقارنة المجحفة بحقهم!!.

عندما يصبح الاختلاط عنوانا للتقدم و الرقى

عندما يصبح الاختلاط عنوانا للتقدم و الرقى
بقلم: د. ممدوح المنير نشر فى : بر مصر سعدت كثيرا بالخبر الذي أذاعته وسائل الإعلام عن قيام المملكة العربية السعودية بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا و خصوصا أن تفاصيل الخبر تتحدث عن توفير الجامعة لأحدث ما وصل إليه العلم في مجال البحث العلمي سواء من إنشاءات أو تجهيزات أو احتياجات بحثية أو بشرية أو مادية ، بالتأكيد هذه النقلة النوعية تحتاج منا لإشادة و ترحيب و تعتبر خطوة عملاقة إلى الأمام تشكر القيادة السعودية على القيام بها .......و لكن !! . عندما و صلت لآخر الخبر الذي أذاعته قناة العربية ( لسان حال الدولة السعودية كما هو معروف عنها و لا ضير في ذلك ) أصبت بدهشة بالغة أو قل صدمة ، حيث جاء نص الخبر بتاريخ 21 سبتمبر 2009م كما يلي (وتتميز الجامعة بأنها تسمح بالاختلاط ، في سابقة هي الأولى من نوعها في نظام التعليم بالسعودية، وهو ما يحظى بترحيب عدد من الأكاديميين السعوديين الذين سبق لهم أن دعوا إلى الاختلاط من أجل تحقيق التنافس العلمي بين الرجل والمرأة .......الخ ) ثم تمضى صياغة الخبر في الإسهاب عن ( مميزات و فوائد الاختلاط بين الطلاب ) واعتباره نقلة حضارية سوف تسهم في الارتفاع بالبحث العلمي و إزكاء روح المنافسة العلمية بين الطلاب !! . في البداية أحب أن أسجل نقطتين هامتين أولاهما : إنني لست من المعجبين بلفظة ( الاختلاط ) فهذه الكلمة دخيلة على الحضارة العربية الإسلامية و لم تعرفها إلا في عصورها المتأخرة و هي تعطى إيحاءا غير محبب للنفس حين تقرأها و لكننا سنستخدمها على أساس أنها اللفظة الدارجة حاليا للتعبير عن ( مشاركة ) الرجال للنساء في كافة أنشطة الحياة . ثانيا : إنني لست ضد الاختلاط ( المشاركة ) بين الرجال و النساء و الذي يتصوّر أنه من الممكن أن تستقيم الحياة دون ( مشاركة ) من الطرفين فهو يصادم الواقع و المنطق و الدين ، لكن الإسلام وضع القواعد و الضوابط التي تحدد حجم و شكل هذه ( المشاركة - الاختلاط ) ، فهو إذن ينظم هذه العلاقة و لا يلغيها . أما ما استوقفني في الخبر و حرك لدى مشاعر القلق و التوجس فأمرين بالغين الخطورة : أولا : أنه يجعل من الاختلاط هدفا من الأهداف الرئيسية التي أنشئت من أجلها الجامعة فقد جاء فى الخبر ( فالوضع الطبيعي لتواجد طلابنا وطالباتنا جنبا إلى جنب في قاعة المحاضرات بدءا بجامعة الملك عبد الله وفي مكتباتها و كافيترياتها ومواقع المنافسة وفي معامل البحث .... ومن اللافت أيضا أن الجامعة تقدم أجواء مناسبة تساعد على الإبداع، فمن شاء أن يصلي فهناك المسجد، ومن رغب بالسباحة سوف يعثر على المسابح. وفي الجامعة توجد الملاعب ودور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس، بالإضافة للخدمات الترفيهية مثل المطاعم وملعب للغولف وملاعب للتنس والشواطئ وأحواض سباحة ، ومارينا.) لاحظ أن الاختلاط لا يقتصر على مقاعد الدراسة فقط . ثانيا : أن الخبر و هو يتحدث عن الاختلاط بهذا الشكل حرص على أن يقرنه بالتقدم و الرقى و يجعله عنوانا للمدنية و الحضارة ، بحيث يصبح من يرفض الاختلاط فهو متخلف و رجعى و متعصب دينيا !! ، و عندما تقرأ الخبر داخل السياق المجتمعي في المملكة تجد أنك أمام حدث يحمل الكثير من الرسائل الملغمة للمجتمع ، لماذا ؟ : إذا كان الاختلاط يعنى التقدم فهل معنى ذلك أن كافة جامعات و مدارس المملكة الأخرى ( متخلفة ) حضاريا و يجب أن تنهج نهج جامعة الملك عبد الله حتى تلحق بركب الحضارة ؟! ، كذلك ما موقف المؤسسة الدينية السعودية من الموضوع ؟ و هي التي تحرم الاختلاط و تعتبره من الكبائر و مفسدة للدين و للعباد ؟! وما موقف المجتمع السعودي نفسه الذي يعتبر وجه المرأة و صوتها عورها !! كيف سيتقبل هذا الأمر ؟ ، ثم ماذا ستفعل إدارة الجامعة حتى يقتصر الأمر على الاختلاط فقط و لا يتطور إلى ما هو أكثر من ذلك ؟!! ، خاصة و أن نسبة السعوديين في الجامعة نحو 15 % من عدد الدارسين و الباقي من جنسيات عديدة أتت بموروثها الثقافي و الأخلاقي إلى الجامعة . ثم من قال إن الاختلاط أحد أسباب التقدم و الازدهار ؟! ، أليست الجامعات العربية في أغلبيتها الساحقة مختلطة ؟ ، هل هناك جامعة واحدة منهم في مصاف الجامعات المائة الأول في العالم ، أو حتى المائتين أو الخمسمائة ؟ . ألم يقم الرئيس الأمريكي جورج بوش - الرئيس السابق لأكثر الدول تقدما و حضارة في العالم الآن - بتشجيع الفصل بين الجنسين في مراحل التعليم المختلفة و أقر قانونا أيدته غالبية المجتمع الأمريكي ، يقضى بزيادة الدعم الحكومي للمدارس و الجامعات التي تطبق سياسة الفصل بين الجنسين في التعليم ، بعد أن تبين للجميع في أمريكا عظم المشاكل الأخلاقية و التعليمية التي يتسبب فيها الاختلاط . إن هناك مئات الدراسات الغربية و العربية التي تحذر من خطورة الاختلاط في التعليم و التي لا يتسع المقام لذكرها هنا و لكن برأيي أن الموضوع ليس بحاجة للاستدلال بهذه الدراسات فالواقع خير شاهد و لا يحتاج إلى من يدلل عليه . إن الموضوع ليس إضافة جامعة جديدة مختلطة إلى عشرات الجامعات العربية مثلها ، لكن أن تكون السعودية و خادم الحرمين الشريفين من يتبنى هذا الموضوع و يكفله برعايته ، هنا مكمن المشكلة . لذلك أطالب إدارة الجامعة أن تتريث في قرارها هذا و تحاول أن تجرب أولا ما استقر عليه العرف و الفتوى في المملكة من عدم الاختلاط و لتعتبر ذلك مادة بحثية جديدة !! ، تعرف من خلالها هل الأفضل للتحصيل العلمي الاختلاط أم عدمه ؟ ، و أرجوا من القائمين على البحث أن يجيبوا كذلك عن التساؤل التالي هل السبب الرئيسي لتخلفنا العلمي في الدول العربية هو الاستبداد و الفساد السياسي أم لا ؟ ! .

الخميس، ٢٤ سبتمبر ٢٠٠٩

الحادي عشر من سبتمبر ونظرية الصدمة (2- 2
بقلم: د. ممدوح المنير نشر فى : بر مصر ، نافذة مصر ، إخوان أون لاين تحدثنا في المقال السابق عن نظرية الصدمة، التي تتحدث عن أنه تحت تأثير الصدمة يمكنك إملاء سياسات وفرض واقع يصعب فرضه إلا بحدوث (كارثة)، تصبح هي المبرر لفرض هذه السياسات، وفي طرحنا في المقال السابق كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي (الصدمة- الكارثة) التي استغلتها الولايات المتحدة لفرض نظام عالمي جديد تحت سيطرتها، ولكن هل نجحت الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها بناءً على هذه النظرية؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه في هذا المقال. أولاً: في أفغانستان خاضت حربها الأولى ضد طالبان من أجل نفط بحر قزوين، كما قلنا سابقًا، ونجحت بالفعل في إقصاء حكم طالبان، والإتيان بنظامٍ موالٍ لها (حامد كرزاي)، لكن ما نستطيع أن نقوله هو أنها فشلت في تحقيق أيٍّ من أهدافها.. كيف؟! بالفعل أقصت طالبان، لكن الواقع أنها أقصتها من كابل العاصمة فقط، في حين ظلت طالبان مسيطرةً على مجمل الأوضاع في الكثير من الأراضي الأفغانية حتى اضطرت إلى طلب المساعدات العسكرية من دول الاتحاد الأوروبي وزيادة ميزانية الحرب بشكل متصاعد، ولولا التعميم الإعلامي الحاصل هناك لكانت خسائر الولايات المتحدة فضيحةً أخرى تضاف إلى سجلِّ فضائحها المتخم. من ناحية النفط وجدت الولايات المتحدة صعوبات كبيرة في حل معضلة نقل نفط بحر قزوين؛ لأن أفضل الطرق وأرخصها وأسرعها يجب أن يمر عبر أنابيب داخل الدولة الإيرانية العدو اللدود، ومنها إلى موانئ التصدير بالخليج، كما تزيد تكلفة الاستخراج والإنتاج ثلاثة أضعاف عن نظيرتها في دول الأوبك؛ نظرًا لوجود حقول قزوين في المياه المفتوحة وعلى أعماق بعيدة، وبذلك تكون الولايات المتحدة فشلت في تحقيق مجمل أهدافها الإستراتيجية في أفغانستان. ثانيًا: في العراق نجحت الولايات المتحدة في إزالة حكم صدام حسين بالفعل، لكنها سقطت في مستنقع العراق، فقد تحدثت (ليندا بيلميز) الباحثة الاقتصادية في جامعة هارفارد والكاتبة المشاركة في كتاب "حرب الثلاثة تريليونات دولار" مع الاقتصادي الأمريكي البارز الحائز على جائزة نوبل للسلام جوزيف ستيغليتز عن أن "التكاليف المباشرة والغير مباشرة للحرب ترفع التكاليف إلى 25 مليار دولار في الشهر (كل ذلك جعل الانسحاب من العراق مع عظم حجم الخسائر البشرية أيضًا في أولويات الحملات الانتخابية الأمريكية، بل يذهب كثير من المحللين إلى اعتباره- الانسحاب من العراق- عامل النجاح الرئيسي لأوباما على نظيره الجمهوري. بذلك تصبح هذه الحرب هي الفشل الأعظم في التاريخ الأمريكي الحديث؛ حيث فقدت بسببها- إضافةً إلى الخسائر المالية والبشرية- صورتها الأخلاقية (سجن أبوغريب نموذجًا)، وهيبتها العسكرية ومصداقيتها، حين دخلت الحرب بدون غطاء من الشرعية الدولية وبأسباب عرف العالم أجمع مدى زيفها. ثالثًا: أدركت الولايات المتحدة مدى غبائها السياسي والإستراتيجي احتلال العراق وأفغانستان، فقد كان أحد الأهداف الأساسية للحرب تطويق إيران ومحاصرتها فطوقتها هي.. كيف؟ كما قلنا في المقال السابق أصبحت إيران في مرمى النيران الأمريكية، لكن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان أصبحت هي الأخرى في مرمى النيران الإيرانية كذلك!! بل بميزة إضافية لإيران.. كيف؟! حيث إن تكنولوجيا السلاح الإيرانية قاصرة عن الوصول إلى الولايات المتحدة في عقر دارها، في حين تستطيع تكنولوجيا السلاح الأمريكية ضرب إيران في العمق وبذلك يعتبر وجود الجنود الأمريكيين في العراق وأفغانستان داخل مرمى النيران الإيرانية ميزةً يجب أن تتوجه بسببها إيران بخالص الشكر إلى الولايات المتحدة!. هذا فضلاً عن النفوذ الإيراني الشيعي في العراق وأفغانستان، والذي وجد متنفسًا كبيرًا له بعد احتلال الدولتين؛ لذلك نستطيع القول باطمئنان بأن الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان كان خدمةً للأهداف الإيرانية أكثر منها خدمةً للأهداف الأمريكية!!. رابعًا: في سعيها للقضاء على المد الإسلامي المتمثل في الحركات الإسلامية المتطرفة منها والمعتدلة؛ حققت أيضًا كذلك فشلاً ذريعًا، كيف؟! بالنسبة للحركات الإسلامية المتطرفة، كان الهدف المعلن هو القضاء على تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن زعيم التنظيم، وحتى الآن لم تنجح الدولة العظمى الأولى في العالم في اعتقال بن لادن أو حتى قتله، كما وفرت حربها القذرة أخلاقيًّا في العراق وأفغانستان عامل جذب لأدبيات القاعدة وأصبح هناك العديد من جماعات العنف التي تتبنَّى النهج الفكري للحركة، وبالتالي كانت حرب الولايات المتحدة على القاعدة عامل (تفريخ) للعديد من الحركات الإرهابية الأخرى. أما بالنسبة للحركات الإسلامية المعتدلة، سواءٌ التي تتبنَّى نهج المقاومة ضد الاحتلال (حماس نموذجًا) أو المعارضة السياسية السلمية (الإخوان المسلمون نموذجًا) فحاولت الولايات المتحدة تحجيمها بشتى الطرق، لكن كان الفشل حليفها كذلك. بالنسبة لحماس وأخواتها من حركات التحرر الوطني أصبح الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني عامل دعم معنوي ومادي هائل لهذه الحركات؛ لأن الشعوب لا تحتاج إلى كثير جهد لمعرفة الحق من الباطل والغث من السمين، كما كان الفشل الذريع في حرب غزة الأخيرة التي كانت تستهدف إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة، كل ذلك جعل الحركة تكسب تعاطف العديد من الشعوب في العالم مع ازدياد رسوخ قدمها أيضًا داخل القطاع، كما اضطُرَّت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيون إلى التعامل مع حماس بعد أن حاولوا حصارها سياسيًّا. بالنسبة للإخوان المسلمين في مصر فقد حققوا أكبر انتصاراتهم بالوصول إلى مجلس الشعب المصري بعدد مقاعد هو الأكبر من نوعه منذ تأسيس الجماعة، رغم حالات التزوير! وكان الحادي العشر من سبتمبر هو سبب هذا الفوز.. كيف؟ كانت إحدى النظريات التي تبنَّتها الإدارة الأمريكية السابقة بعد الحادي عشر من سبتمبر، أن الاستبداد السياسي هو العامل الحفّاز لنمو الجماعات الراديكالية التي تتوجس منها شرًّا، فضغطت أمريكا على بعض الأنظمة الديكتاتورية كمصر لتبني الديمقراطية، متوهمةً أن الديمقراطية ستأتي بأنظمة موالية لها، فكانت صدمة نتائج الاتخابات الديمقراطية في أولها سببًا كافيًا لتزويرها في آخرها، لكن بعد أن سبق السيف العزل وانتزع الإخوان 88 مقعدًا وتعزز وجودهم أكثر في الحياه السياسية المصرية وحقق الإسلاميون مكاسب عديدة في العديد من الدول العربية، أصبحوا رقمًا صعبًا يعمل له ألف حساب. خامسًا: حاولت الولايات المتحدة تقليم أظافر بعض الدولة المشاغبة بالنسبة لأمريكا كما قلنا في المقال السابق، ولكنها وصلت في نهاية المطاف إلى نتيجة صفرية، بل أصبح هناك تحالف إستراتيجي فيما بينها لمواجهة أمريكا! (التحالف الإيراني السوري نموذجًا)، بل انضم إليهم دول أخرى غير عربية مثل فنزويلا. سادسًا: نجحت الولايات المتحدة في تغيير بعض المناهج الدراسية والثقافية في بعض الدول العربية ونزع أدبيات المقاومة والجهاد منها، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة؛ حيث قاومت الشعوب ذاتيًّا هذه الحملة، فلجأت إلى وسائلها الخاصة بعيدًا عن الأشكال الرسمية التي تتحكم فيها الأنظمة الموالية لأمريكا، فانتشرت مواقع الإنترنت والقنوات الفضائية الخاصة والجمعيات الأهلية وتضاعف أعداد الدعاة، فأصبح التأثير الأمريكي بلا قيمة حقيقية على أرض الواقع. بل نتيجة الاهتمام الأمريكي بالحرب على الإسلام كما أعلن بوش في بداية حربه على (الإرهاب) ازداد اهتمام الشعوب الغربية بمعرفة الإسلام فسجل عصر (نظرية الصدمة والحرب على الإرهاب) أعلى معدلات للدخول في الإسلام في أوروبا وأمريكا، بل أصبح الكتاب الإسلامي من أكثر الكتب مبيعًا عالميًّا، وبذلك تكون نظرية الصدمة سببًا في انتشار الإسلام في الغرب!. في النهاية أفضل ما يمكن أن يختم به هذا المقال قوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ واللهُ خيرُ المَاكِرينَ) (لأنفال: من الآية 30).

الثلاثاء، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٩

الحادي عشر من سبتمبر ونظرية الصدمة (1- 2)

نشر فى : إخوان أون لاين ، برمصر ، نافذة مصر بقلم: د. ممدوح المنير لم تكن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بالأمر الهين في التاريخ الأمريكي أو حتى تاريخ العالم، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ضرب أمريكا في عقر دارها وبشكل لم يسبق له مثيل، فلم يكن سهلاً على الدولة العظمى أن ينكسر كبرياؤها، وتفقد هيبتها التي تفرضها بالحديد والنار على باقي دول العالم. في هذا المقال نحاول الإجابة عن سؤالين حيويين، بعد مرور ثماني سنوات على الحادثة، كيف تعاملت واشنطن مع الحادث؟ وهل نجحت في التعامل مع الحادثة؟. يخطئ مَن يظن أن الولايات المتحدة تعاملت مع الموقف بسياسة رد الفعل العفوي، فالدول المتقدمة تحركها مؤسسات لا أفراد، كما هو غالب في عالمنا العربي الذي يخضع لأنظمة شمولية يحكمها الفرد لا المؤسسة. حين أفاقت الولايات المتحدة من الصدمة أو هكذا أُريد لنا أن نفهم، تعاملت الولايات المتحدة مع الحادثة بمفهوم نظرية (الصدمة)، وتقوم هذه النظرية على فكرة (أن الأزمات تجعل ما هو مستحيل حدوثه سياسيًّا، أمرًا لا مفرَّ منه أو قابل للتحقيق في ظل أزمة عاصفة) وصاحب هذه النظرية هو البروفسور ميلتون فريدمان أو Uncle Miltie، فرضت الولايات المتحدة سياسات الصدمة عقب الحادثة، فتحت تأثير الصدمة يمكنك فعل كل شيء. لم يكن بطبيعة الحال الهدف استعادة الهيبة والانتقام وإن حرصت الإدارة الأمريكية على أن يبدو الأمر كذلك، إنما كان الهدف الإستراتيجي هو فرض واقع جديد على الساحة الدولية، والتحكم في عددٍ من الملفات لم تكن الإدارة الأمريكية تسيطر عليها بشكل كافٍ/ كيف؟ أولاً: لم تكن حرب واشنطن على أفغانستان حربًا على تنظيم القاعدة بقدر ما كانت حربًا على نفط بحر قزوين، فكما يقول الكاتب الأمريكي بول كروجمان في كتابه (الحرب الأمريكية على أفغانستان والعالم الإسلامي) وهو أحد الكتاب الأمريكيين المشهورين (إن الحرب المقبلة هي حرب على الموارد الطبيعية التي تفوق في أهميتها أي ربح آخر؛ لأن النفط هو أولوية وطنية لدى الإدارة الأمريكية) كان لا بد إذًا من السيطرة على نفط بحر قزوين الذي ظلَّت الإدارة الأمريكية محرومة منه لفترات طويلة، وخاصةً أن وزارة الطاقة الأمريكية تتحدث عن أن الاحتياطات النفطية المحتملة القابلة للاستخراج من بحر قزوين تصل إلى 200 مليار برميل، وهو رقم يقترب كثيرًا؛ مما لدى المملكة العربية السعودية من احتياطيات نفطية مثبتة والبالغة 269 مليار برميل لذا كانت ( صدمة ) الحادي عشر من سبتمبر الظرف المثالي لتنفيذ سياسات الصدمة تحت ستار الحرب على القاعدة. ثانيًا: خاضت الولايات المتحدة حربين في أفغانستان والعراق، في أفغانستان للسيطرة على نفط بحر قزوين، وفي العراق للسيطرة على نفط الخليج كليةً؛ حيث كانت حادثة الحادي عشر من سبتمبر الظرف المثالي لتنفيذ خطة رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق التي أعدَّها بعد تسلمه العمل في الوزارة، وهي إعداد خطة لاحتلال العراق، لكنه لم يكن يجدد المبرر الذي يقنع به العالم لتنفيذ خطته. ثالثًا: وفر الحادي عشر من سبتمبر فرصة مثالية للقضاء على عدوين لدودين للكيان الصهيوني (العراق وإيران) التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي الأمريكي، بل حتى الأوروبي، استطاعت الإدارة الأمريكية بالفعل احتلال العراق والقضاء على صدام حسين، واستطاعت كذلك جعل إيران داخل مرمى النيران الأمريكية مباشرة، بعد أن أحكمت حصارها سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا (القوات الأمريكية في أفغانستان من جهة وفي العراق من جهة أخرى). رابعًا: استغلت الولايات المتحدة الحادثة، في محاولة تقليم أظافر الحركات الإسلامية بكافة أطيافها، والتي تمثل مصدر خطر محتمل بالنسبة لها، وقامت بالتضييق على كافة المؤسسات الإسلامية العاملة في المجال الإغاثي، وتقديم بعض منتسبيها للمحاكمة بتهمة تمويل الإرهاب. خامسًا: عملت الولايات المتحدة تحت تأثير الصدمة على ترويض بعض الأنظمة العربية (المشاغبة)، وكان أبرز مثال لذلك؛ النظام الليبي الذي ما انفك يقدم فروض الطاعة والولاء للولايات المتحدة، وخاصة بعد الإخراج الهوليودي لعملية إعدام صدام حسين. سادسًا: في المجال الاستخباراتي، انفتح أمام الإدارة الأمريكية منجم ذهب من المعلومات؛ حين عملت كافة دول العالم، وخاصة في الوطن العربي على توفير الدعم المعلوماتي بلا حدود للإدارة الأمريكية، بل أصبح مشهد لقاء مدراء الاستخبارت العربية مع كوندليزا رايس مشهدًا مألوفًا، نشاهده على شاشة التلفاز كخبر من الأخبار!!. سابعًا: بدعوى الحرب على الإرهاب، وتأثير الصدمة استغلت الولايات المتحدة الفرصة؛ فأعادت تشكيل المناهج الدراسية في العالمين العربي والإسلامي، ومحو كل ما له علاقة بالجهاد الإسلامي من المناهج، ومحو كل أشكال ورموز المقاومة من كتب التاريخ، وإحلال عوضًا عنها ثقافة السلام (الاستسلام) بين الأجيال الناشئة. ثامنًا: حاولت أمريكا تحويل مفهوم المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، والذي يعد مشروعًا قانونيًّا وأخلاقيًّا إلى (إرهاب) يجب محاربته، وكان تحويل حركة حماس من حركة مقاومة إلى حركة إرهابية أبرز مثال على ذلك، رغم حالة الشد والجذب الشديدين الذي صاحب ذلك. هذه بعض من تأثيرات نظرية الصدمة الأمريكية؛ ولكن هل نجحت هذه السياسات بالفعل في تحقيق غايتها، هذا ما نحاول الإجابة عليه في المقال القادم بإذن الله؟!!.

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠٠٩

لماذا لا ينقلب الشعب الفلسطيني على حماس ؟

لماذا لا ينقلب الشعب الفلسطيني على حماس ؟
بقلم / د ممدوح المنير نشر فى : مركز الشرق العربى للدراسات ، إخوان أون لاين ، المركز الفلسطينى للإعلام ؛ بر مصر ، منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة و الشعب الفلسطيني يعانى من الحصار و التجويع و القتل و التدمير و حرق الأخضر و اليابس ، لم تتوانى خلالها الدول الغربية بل حتى الدول العربية الشقيقة !! عن إحكام الحصار على قطاع غزة برا و بحرا و جوا ، و لم يكتفوا بذلك بل حملوا حركة حماس مسئولية كل ما يحدث للشعب الفلسطيني من تجويع و تدمير ، رغم أن حركة حماس لم تحاصر نفسها ! ، و لم تقتل أبناء شعبها ، لكن ليس هذا مغزى حديثنا الآن ، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه لماذا لم ينقلب الشعب الفلسطيني على الحركة ؟! . إن كثير من الدول العربية التي تعيش تحت خط الفقر و الظلم حين يجوع الناس فيها أو ترتفع الأسعار ، تنقلب الشعوب على حاكميها و تخرج المظاهرات و تكثر الإضرابات و الإعتصامات مطالبة بإقالة الحكومة و تغييرها ، كيف صمدت حركة حماس إذن ؟ و لماذا تحملها الشعب الفلسطيني رغم كل هذا الدمار ؟ ، بل حتى رغم الحرب النفسية الهائلة التي يمارسها الغرب على الشعب الفلسطيني حين يعدهم عبر شاشات التلفزة بالسمن و العسل حين ينقلبوا على الحركة و يلفظوها . الحقيقة أن هناك أسباب عديدة أدت إلى خلق هذه الحالة الفلسطينية الفريدة ، من هذه الأسباب : أولا : أن الشعب الفلسطيني تعلم الدرس جيدا بل بامتياز مع مرتبة الشرف إن جاز التعبير ، أدرك الشعب الفلسطيني أبعاد اللعبة القذرة التي تمارس ضده ، خاصة و أن الجميع تخلى عن اللعب خلف الستار و أصبح اللعب على المكشوف ، و ربما تكون هذه هي الحسنة الوحيدة للاحتلال و أعوانه في الشرق و الغرب . ثانيا : حركة حماس استطاعت أن تصل بفكرتها إلى قطاع كبير من الشعب الفلسطيني من خلال العمل الدءوب و المتواصل مع كافة شرائح المجتمع الفلسطيني دعويا و ثقافيا و تربويا و اجتماعيا و سياسيا فنجحت في جعل الحركة و منهجها في موقع احتضان من الشعب الفلسطيني ، فلم ينقلب الشعب عليها لأنه حدث توحد في الفكر و المنهج ، و بذلك أصبح ما فعلته حماس مثال و أنموذج يحتذي لكافة حركات التحرر الوطني أو حتى قوى المعارضة السياسية التي تفكر في التحرر من الاحتلال الأجنبي أو الاستبداد الداخلي ، نموذج يقضى بأن أي حركة لا تكون لها جذورها المتأصلة بين أبناء شعبها لن تقوى على الاستمرار و سوف يكن مصيرها الحتمي الاندثار . ثالثا : نجحت حماس في إعادة القضية إلى حجمها الحقيقي كشأن إسلامية مقدس ، بعد أن حاول الجميع تمييع القضية فحولوها أولا إلى شأن عربي ثم شأن فلسطيني ثم شأن عبّاسي !! – نسبة إلى أبومازن و سلطته - لكن نجاح حماس في اسلمة القضية من جديد و غرس هذا في الشعب الفلسطيني جعل للجميع مرجعية إسلامية مقدسة و محترمة تقاس عليها تصرفات الجميع ، فوازن الشعب الفلسطيني بين منهج حماس و منهج عباس و أيهما اقرب لموقف الشرع الذي يعد حكما بين الجميع ، فكانت النتيجة لصالح حماس فزاد الاحتضان الشعبي لها . رابعا : لم تفصل الحركة بينها و بين جموع الشعب الفلسطيني فلم يجلس قادتها في أبراج عالية أو يعزلوا أنفسهم عن الشعب بل التحموا بهم أيما التحام و شاركوهم أحزانهم و أفراحهم ، و شاركوهم شظف العيش و قدموا الشهيد تلو الشهيد بل كانوا في مقدمة من يضحى و يدفع الضريبة المستحقة للحرية ، فأحس الشعب الفلسطيني بصدق السيرة و المسيرة للحركة ، و أدركوا أنه ليست هذه الوجوه بوجوه كذّابين أو لصوص أو خونة فزاد التحام الشعب بل الحركة و الحركة بالشعب . خامسا : لقد جرب الشعب الفلسطيني دعاوى السلام سنينا طويلة ، فلم يجنوا خلالها إلا المزيد من الذل و العار و ضياع الأرض و العرض ، فلم يعد أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة الذي تسترد به الحقوق و تصان به الأعراض ، فكان هذا عامل حسم في التفاف الشعب الفلسطيني حول الحركة كذلك . سادسا : لم يجد كذلك الشعب الفلسطيني بديلا محترما صاحب مشروع متكامل غير حماس ، و ليس هذا بخسا لحق أحد ، نعم هناك حركات مقاومة عديدة في الداخل الفلسطيني قدمت الكثير من الشهداء و القادة الذين تفخر بهم الأمة جميعا لكن يظل مشروعهم النبيل هو مشروع مقاومة فقط لا غير ، أما حركة حماس فكانت صاحبة مشروع إصلاحي متكامل يتناول كافة مظاهر الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها و إن كانت المقاومة تحتل المرتبة الأولى في مشروعها لوجود الاحتلال الجاثم على الصدور ، و لأن الشعوب لا تحيى بالمقاومة فقط ، التف الشعب الفلسطيني حول الحركة . سابعا : استطاعت حماس أن تكسب تعاطف الجميع في العالم العربي و الإسلامي ، بل حتى الكثير من شعوب العالم الغربي و أصبحت الحركة تجد لها في كل دولة أنصار و مؤيدين ، كل هذا جعل ( صورة ) الحركة أمام شعبها صورة محترمة مقبولة مصدر للفخر لا للعار كعباس و رجاله . ثامنا : المعارك السياسية و الحربية التي خاضتها حماس سواء ضد الاحتلال - حرب غزة الأخيرة على سبيل المثال - أو ضد دعاة السلام المزعوم كانت تخرج الحركة من هذه المعارك منتصرة ، مما جعل الشعب الفلسطيني يدرك أن حكومته ليست بالضعيفة أو المستأنسة أو المغلوبة على أمرها ، و أدرك الشعب الفلسطيني كذلك أنه يتعامل مع حكومة تجيد إدارة أزماتها و ملفاتها بحرفية عالية فمنحها المزيد من ثقته واحتضانه . حين تقلب النظر في الموضوع سرعان ما تدرك أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي لا يتسع المقام لذكرها هنا ، لذا لا أملك في نهاية المقال إلا أن أدعوا الشعب الفلسطيني إلى المزيد من الالتفاف حول الحركة ، و أدعوا الحركة كذلك إلى المزيد من الثبات و الرعاية لأبناء شعبها الفلسطيني البطل ، حتى يأتي النصر بإذن الله .

الثلاثاء، ٢٨ يوليو ٢٠٠٩

تمثيلية المستوطنات الإسرائيلية
نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، بر مصر د. ممدوح المنير جهد تمثيلي رائع يتم الآن بين أطراف الرباعية الدولية و إسرائيل حول المستوطنات الإسرائيلية، و يبدو أن الإخراج الهوليودي هذه المرة يستخدم كل أوراقه و كل ترسانته الإعلامية لتضليل الرأي العام العربي والعالمي حول حقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية. يجري حاليا التسويق إعلاميا من قبل وسائل الإعلام بأن المستوطنات الإسرائيلية هي عقبة كئود أمام استمرار ( عملية السلام ) و الولايات المتحدة تعبر عن ( انزعاجها ) إزاء بناء المستوطنات و تطالب بوقف كامل لعمليات البناء ، في حين ( تتعنت ) إسرائيل و تواصل البناء معتبرة ذلك حقا طبيعيا من حقوقها و يظل الشد و الجذب بين الطرفين بحيث تكون الصورة أمام المشاهد كالتالي ، الولايات المتحدة تقوم بدور ( المحايد ) في عملية السلام بدليل أنها ( تضغط ! ) على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات في حين أن إسرائيل ( ترفض ) القيام بذلك ، و بينما ينشغل الرأي العام و يتابع الموقف الساخن يأتي وزير الخارجية الإسرائيلية ليبرمان ليزيد حجم السخونة بالصورة التي تروج لها وزارته الآن للحاج أمين الحسيني مع هتلر و التي ليس لها محل من الإعراب في موضوع الاستيطان. كل هذا لينشغل الرأي العام العربي والعالمي عن الكارثة الحقيقية التي تجري على قدم و ساق في القدس بدءاً من إزالة أحياء عربية كاملة من الوجود و انتهاء بإزالة ذكرى النكبة من مناهج عرب 48 لمحاولة طمس الهوية الفلسطينية من على الأرض و من عقول عرب 48. لا يخفى على أحد كذلك الدور المشهود للسلطة الفلسطينية في إحباك الدور و اكتمال فصول المسرحية الهزلية بتمييعها للقضايا الأساسية و عدم التطرق لها اللهم إلا في المناسبات الاحتفالية للاستهلاك المحلي والحفاظ على ورقة التوت التي كادت أن تسقط و ربما تكون قد سقطت بالفعل !! هذا فضلا عن أعظم ( إنجازاتها ) بضبط ( الأمن ) في الضفة و إعمال مبدأ سيادة القانون كما تقول السلطة ، و المقصود هنا بالطبع الأمن و القانون الإسرائيلي!!. كذلك يلعب النظام المصري دورا حيويا في هذه المسرحية الهزلية ، بإطالة أمد المفاوضات العبثية بين فتح و حماس في القاهرة و شغل الرأي العام بتفاصيلها ، رغم أن القاصي و الداني يعلم باستحالة التوفيق بين مشروعين متناقضين بالكلية ، و كذلك بالقضية الجديدة القديمة – التنظيم الدولي للإخوان - التي يحاكم بسببها الآن قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان المسلمين و تلاحظ في كافة أوراق محاضر تحريات أمن الدولة المنشورة في وسائل الإعلام تكرار تهمة جمع التبرعات لفلسطين كتهمة أساسية يحاكم بسببها الإخوان الآن. حين تنظر لهذه المشاهد من بعيد تكتمل أمامك أبعاد الصورة التي يجري التجهيز لها على قدم و ساق و الهدف الأساسي لها هو إغلاق ملف القضية الفلسطينية نهائيا ، عبر تغيير كافة المعطيات على الأرض و فرض واقع جديد يصعب تغييره ، مع تدجين كامل لكافة قوى الممانعة في المنطقة و إلهاء الشعوب بقضايا فرعية و ثانوية يتم تضخيمها إعلاميا للتغطية على الكوارث الأخرى التي يقومون بها. وحتى لا يتهمنا أحد بالمبالغة ، أعيد الجميع إلى الخبر الذي نشرته الجزيرة في ( 22 / 7 / 2009 ) حول الشركات الأمنية الأجنبية الخاصة التي تعمل بالضفة و ( تنسق ) مع الأجهزة الأمنية بالسلطة الفلسطينية في تصفية المقاومة الغربية و حماية أمن إسرائيل. يبقى المطلوب منّا شعبيا وعربيا و إسلاميا لفت الأنظار لما يحدث و كشف حقيقة ما يدور وراء الكواليس ، مع التذكير الدائم بأنه ليست المشكلة في المستوطنات أو الجدار العازل أو غيرها من أعراض الداء الحقيقي ألا و هو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. إذا نجحنا في تعبئة الشعوب و تذكيرها بأصل الداء – الاحتلال - نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو الحل الحقيقي للقضية ، و نكون قد قدمنا للأجيال القادمة التاريخ كما هو لا كما يريدونه ، لعل و عسى أن ينجح من يأتي بعدنا في إكمال الطريق و تحقيق النصر، اللهم آمين.

الجمعة، ٢٤ يوليو ٢٠٠٩

هل حقا اغتال أبو مازن الرئيس ياسر عرفات ؟

هل حقا اغتال أبومازن الرئيس ياسر عرفات ؟
نشر فى : بر مصر ، نافذة مصر ، شبكة فلسطين للحوار بقلم / د ممدوح المنير فجّر الرجل الثاني في حركة فتح و أمين سرها فاروق القدومى و الذي يحظى باحترام كبير فلسطينيا و عربيا مفاجأته التي اتهم فيها أبومازن و دحلان بالتخطيط لاغتيال الرئيس ياسر عرفات و قيادات في حركة حماس و الجهاد. الاهم في الموضوع أن اتهاماته لرأس السلطة الفلسطينية لم تكن اتهامات مرسلة بل أيّدها بوثيقة عبارة عن محضر اجتماع جمع بين شارون و ابومازن و دحلان و بعض عناصر الاستخبارات الأمريكية ، قال القدومى أن ياسر عرفات أودعها – الوثيقة – لديه قبل اغتياله ، كما تحدى القدومى كل من يكذب الوثيقة أن يثبت العكس و أكد على صحتها ، كما برر تأنيه في الكشف عنها إلى الآن حتى يتيقن من مدى صدقيتها . و التساؤل الذى يجب طرحه الآن هل هذه الوثيقة صحيحة بالفعل ؟ و فى حالة ثبوت صحتها من عدمه ما النتائج المترتبة على ذلك ؟ الشق الأول من السؤال لا نملك فيه الجزم بالصحة من عدمها ، لكن ما نستطيع أن ( نتوقعه ) و فقا للمعطيات المتاحة أن الوثيقة صحيحة للأسباب التالية : أولا : فاروق القدومى ليس بالرجل الهين داخل فتح فهو أحد مؤسسيها و ( أمين سرها ) و الرجل الثانى فيها ، كما أن الرجل يحظى باحترام كبير سواء داخل الحركة أم خارجها و من الصعب أن يختلق هذه الوثيقة أو يخاطر بتاريخه و اسمه لمجرد أنه مختلف مع ابومازن . ثانيا : عندما سيطرت حماس على غزة كشفت عن كم هائل من الوثائق وجدتها فى المقرات الأمنية تبرز دور أبومازن و دحلان فى ابتزاز قادة فتح أو حتى تصفيتهم فى حالة رفضهم التعاون معهم و الشاهد هنا أن المبدأ موجود لدى أبومازن و دحلان ( الإبتزاز أو التصفية ) لكل من يرفض الإنسياق وراء مخططاتهم و بالتالى فاحتمال تورطهم فى اغتيال عرفات وارد . ثالثا : يجب ألا ننسى أن هناك خلافات حادة كانت بين أبومازن و عرفات حين كان – أبومازن - رئيسا للوزراء فى رئاسة عرفات حول الصلاحيات و النفوذ ورغبة أبومازن فى توسيع نطاق صلاحياته على حساب عرفات و قد كانت هذه الخلافات من الحدة التى وصلت حد تبادل الإتهامات بين الطرفين على شاشات التلفزة حينها . رابعا : تحدثت صحيفة ( معاريف ) الإسرائيلية العام الماضى عن احتمالية تورط ابومازن فى اغتيال عرفات صراحة و هو ما لم ينفيه ابومازن بل آثر السكوت و كما هو معلوم فى عالم الصحافة أن عدم الرد على الإتهام يؤكده و لا ينفيه . خامسا : ما يجرى على أرض الواقع الآن فى الضفة الغربية من عمليات اعتقال و تعذيب و تصفية بحق رجال المقاومة و اعتداء على النساء و الأعراض ، كل هذا يتم فى عهد ابومازن و مباركته مما يؤكد الطبيعة الدموية للرجل واستعداده المطلق لإزاحة كل من يقف في طريقه و استخدام كافة الوسائل القذرة و الغير أخلاقية . سادسا : ما حدث أثناء العدوان الأخير على غزة و ما تسرب من أنباء عن الغضب و الحزن الشديد الذى انتاب بعض قيادات فتح المقربة من أبومازن – منهم ياسر عبد ربه – عندما ( توقف ) العدوان على غزة و تحدثهم عن ذلك بأنه ( خطأ ) كبير ، فإذا كان هذا هو حال التلامذة فما هو حال استاذهم أبومازن ، إن من يعتبر مليون و نصف فلسطينى فى القطاع هم هدف مشروع للقتل و الإبادة فى مقابل تصفية حساباتهم مع حماس ، هل يصعب عليه اعتبار شخص واحد فقط - ياسر عرفات - أيا كان حجمه هدفا مشروعا لديه للتصفية ؟ سابعا : تشنج ابومازن و رجاله فى التعامل مع الجزيرة التى نشرت الخبر كما هو نقلا عن صاحبه – فاروق القدومى – و إغلاق مكتبها فى الضفة الغربية يثبت الخبر أكثر مما ينفيه ، فالجزيرة نشرت الخبر و نشرت فى عقبه مباشرة تكذيب ابومازن و رجاله ، فعلى ماذا إذا السخط على الجزيرة ؟ إلا إذا كان فى الأمر ما يثير الريبة . إن صاحب الحق دائما ما تكون ردود أفعاله واثقة متزنة مدروسة ، أما من هو على باطل فحين تنكشف فضائحه يرتبك و يتخبط وتكون ردود أفعاله انفعالية عشوائية غير مدروسة . ثامنا: لماذا لم يسعى أبومازن سعيا ( جديا ) و حقيقيا لتحقيق في ملابسات اغتيال الرئيس الراحل ، و لماذا لم يطالب بتشكيل محكمة دولية على غرار محكمة الحريري ، لماذا ؟ أم أن هناك ما يخفيه !! . هذا عن الشق الأول من السؤال الذى طرحناه فى بداية المقال أما الشق الآخر الذي يتحدث عن النتائج المتربة على الموضوع ، فاعتقد أن أبومازن لن يخسر الكثير ، فالرجل من حسناته التي تعد أنه يلعب على المكشوف بشكل يجعل اكتشاف الوثيقة أمر ( محزن ) بالنسبة له ، لكنه غير ( مفجع ) نهائيا ، فهو يدرك أن سر و جوده أو غيابه لا يعتمد على محيطه الفلسطيني أو العربي أو الإسلامي إنما هناك في واشنطن و هنا في تل أبيب وما دامت هاتين الجهتين راضيتين فكل ما بعدهما يهون ، ربما المستفيد الأكبر من الموضوع هو الشعب الفلسطيني و بعض من غرر بهم في العالم العربي و ظنوا أن هناك أملا في عباس و حاشيته ، فكانت الوثيقة دليل آخر على رهانهم الخاسر على الرجل الذي لا تفارقه الابتسامة و هو يلتقي بقادة العدو الصهيوني ، في حين لا يرى رجال المقاومة سوى كل عبوس و بطش من جانبه . إنني اعتقد ختاما أن أبومازن ما فعله بالأمس و يفعله اليوم بحق المقاومة و الشعب الفلسطيني و نراه بأم أعيننا على شاشة التلفاز أقوى من ألف وثيقة و أكبر من أي عملية اغتيال و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون

الاثنين، ١٦ فبراير ٢٠٠٩

السحر و الساحر

السحر و الساحر

نشر فى المركز الفلسطينى للإعلام ، نافذة مصر

د. ممدوح المنير

عدة مشاهد في الوطن العربي أثارت حفيظة المرء و جعلته يدرك أنه أمام جولة جديدة في الصراع، تستدعي أقصى درجات الانتباه و اليقظة حتى لا نقع في الفخ الذي ينصب لنا

هذه المشاهد تدلل على أن الصراع القادم لن تكون الأولوية فيه للسلاح بعد ما ثبت فشله ، إنما هي حرب نفسية ، إعلامية ، سياسية ، ميدانها الأول الرأي العام العربي و العالمي و أقول و بكل ثقة إنّها نتاج اللقاءات المكوكية التي دارت بعد و أثناء العدوان على غزة في القاهرة و شرم الشيخ و الكويت و أبوظبي و باريس و واشنطن و تل أبيب و رام الله وحتى تتضح الصورة أكثر، تأمل معي بعضاً من هذه المشاهد التي نطّوف بها في عجالة:

في غزة

المشهد الأول : منظمة الأنروا تتهم حماس بالاستيلاء على جزء من المساعدات الإنسانية في سابقة فريدة وغريبة، و حماس تنفي بشدة هذه التهمة و تطالب الأنروا بعدم تسييس عملها في القطاع لصالح أجندات أخرى.

المشهد الثاني : منظمة العفو الدولية تتهم حماس – و ليس إسرائيل - بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة !! .

في مصر

المشهد الثالث : الحكم على الأستاذ مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل الإسلامي المصري بالسجن سنتين ( لتسلله ) إلى قطاع غزة بشكل ( غير قانوني ) و في محاكمة ( عسكرية ) عاجلة - أسبوعين!! - و صورية لم يتوفر لها أبسط قواعد العدالة.

المشهد الرابع : دار الإفتاء المصرية تصدر فتوى بتوقيع مفتى الجمهورية ، ملخصها ( تحريم الانضمام للجماعات الإسلامية كافة و خاصة السياسية منها حتى و لو كانت تتبنى النهج السلمي، لأنها تجعل الولاء للجماعة و ليس لولي الأمر !! ، كما أن هناك ( احتمالا ! ) أن تنقلب للعمل المسلح في يوم ما !! و المقصود طبعا َ هنا جماعة الإخوان المسلمين في مصر!!.

لست في معرض إيضاح أو الرد على المشاهد التي عرضتها الآن ، كما أدرك أن هناك مشاهد أخرى كثيرة حدثت و لا زالت تحدث ، و لكن ما عرضته يدلل على أن نطاق الحرب بعد العدوان على غزة قد اتسع ، بحيث أصبحنا أمام حرب مباشرة و معلنة على الحركة الإسلامية بكاملها و في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين الحاضنة و الداعمة لحركة حماس، وهي حرب هدفها الرئيسي هو تشويه الصورة و تحويل المقاومة الإسلامية من صورة البطولة التي تكونت لدى الرأى العام العالمى إلى صورة أخرى قبيحة تعادي المقاومة وتلفظها، و يبدو أن أسلحة هذه الحرب القادمة هى استخدام المؤسسات التي تحظى بالاحترام من الشعوب في تشويه الحركة الإسلامية المقاومة حتى تتزعزع ثقة الرأي العام حول نهج المقاومة، و حتى تجف الينابيع التي تغذي المقاومة والتي تعتبر الشعوب الرافد الأساسى لها.

الأخطر في الموضوع ليس ما يحدث فقط ولكن هل تقف الحرب عند هذا الحد – تشويه الصورة – أم أنّ ما يحدث هو مقدمة لحرب أكثر شراسة و قذارة تعدّ الآن وراء الكواليس ويتم التمهيد لها بما يحدث، وعندها يصبح الطريق ممهداَ أمام خفافيش الظلام والغرابيب السود للانقضاض على المقاومة بكل الوسائل.

ما يريح المرء أن الله دائما ما يغيب عن حسابات أعداء الأمة وهو وحده كفيل بأن يقلب السحر على الساحر

( كلما أوقدوا ناراَ للحرب أطفأها الله ) ، فقط علينا أن نبذل غاية الجهد لصد الهجمة الشرسة وتوضيح الحقائق أولاً بأول للرأي العام ودحض الافتراءات التي تثار بين الحين و الآخر حتى يزهق الباطل ويرتد على صاحبه.

السبت، ٣١ يناير ٢٠٠٩

حماس و إدارة الصراع القادم

حماس و إدارة الصراع القادم
ورقة بحثية
بقلم / د . ممدوح المنير لا شك أن معركة حماس القادمة أصعب بكثير من حرب العدوان على غزة ، قد يختلف البعض معي في هذا الطرح و لكنّ المؤكد لدىّ على الأقلّ أنه لم يخطر بذهني لحظة واحدة أن يكون ما أعنيه هو التقليل من حجم الإنجاز الذي حصل في معركة الفرقان التي كانت ملحمة رائعة من الصمود و الشموخ . فأمام حماس جبهات كثيرة يجب عليها أن تخوض الحرب فيها ، منها على السبيل المثال : الإدارة الأمريكية الجديدة وسياستها الغير مبشّرة ، إسرائيل العدّو المتربص ، حلف الأطلنطي الوافد الجديد ، النظام المصري المعادى على طول الخط ، معركة إعمار غزة و حفاظ حماس على هيبتها كحكومة ، أبومازن و رجاله و عمالة على المكشوف ، هذه بعض التحديات التي يجب على حماس أن تتعامل معها و للأسف منطق الأولويات هنا يتضائل بشكل كبير بحيث يصبح على الحركة التعامل مع جلّ هذه الجبهات في وقت واحد وهذا مما يصعب المعركة و يجعل إدارة الصراع بالغة الصعوبة و لكنها بإذن الله ليست مستحيلة و ما دامت حماس قد دخلت المعركة وهى تأوي إلى ركن شديد ألا و هو الله ، فإنه ناصرها و مؤيدها بحوله وقوته ، و يبقى السؤال كيف تدير حماس هذه الملفات ؟. في البداية أفضل أن أقسم الجبهات التي يجب على حماس الخوض فيها إلى مجموعة من الدوائر حتى يسهل توصيل الفكرة ، هذه الدوائر هي دائرة ضغط و دائرة ثبات و دائرة احتضان ، وسوف نتناول في هذا المقال دائرة الضغط 1) دائرة الضغط : تشمل الدول و الجهات التي تضغط بالفعل على الحركة في المنظور القريب وهى الولايات المتحدة ، الإتحاد الأوربي ( حلف الأطلنطي ) ، إسرائيل ، مصر . اتجاه الضغط : تقوية أبومازن و إقصاء حماس ، منع تهريب الأسلحة للمقاومة بهدف القضاء عليها . إمكانية النجاح: ضعيفة، فأقصى ما يمكن فعله على الأرض هو إضعاف حماس و المقاومة و لكن إلغاءهما يستحيل عملياَ و ليس عاطفياَ، لأن حماس موقفها تعزز و تجزر أكثر بعد حرب العدوان على غزة . الولايات المتحدة: على حركة حماس التعاطي قدر المستطاع مع الإدارة الجديدة ، مع التأكيد المستمر بالقول و الأداء على أنّ أىّ فعل في الشأن الفلسطيني يتجاوز الحركة و حكومة غزة مصيره الفشل ، كما يجب أن ندرك أن الإدارة الجديدة من الصعب أن تتورط في حرب كالتي خاضتها إسرائيل مؤخراَ في القطاع و سوف يكون أقصى ما تطمح إليه الإدارة الأمريكية هو التوصل لهدنة طويلة مشروطة بين الجانبين مع إعاقة تهريب السلاح ، ما أريد أن أؤكد عليه هنا أن حماس في مواجهة الولايات المتحدة في موقف قوة و ليس ضعف ، فأوراق الضغط المتاحة لدى أمريكا و حلفائها فشلت جميعها في إخضاع حماس أو تركيع الشعب الفلسطيني فلا القوة العسكرية نجحت و لا تجاوز الحركة نجح و لا الاعتماد على المفاوضات العبثية نجح ، هنا لا يصبح أمام الإدارة الأمريكية سوى التفاوض و التحاور مع حماس عاجلاَ أم آجلاَ ، و بطبيعة الحال لا بد أن تحوى أجندة المفاوضات جديداَ يمكن لحماس الاهتمام به ، تبقى ورقة أخيرة قد تراهن عليها الإدارة الأمريكية في إقصاء حماس ، ألا و هي الانقلاب الشعبي عليها بإحداث فتن داخلية بين الشعب الفلسطيني و هذه الورقة الوحيدة في إعتقادى التي ستلعب بها أمريكا و إسرائيل و بالقدر التي تعزز به الحركة مواقفها أمام الشعب الفلسطيني بقدر ما يفشل هذا المخطط ومعركة الإعمار سوف تكون ساحة هذه الحرب المرتقبة. أوربا : لن تقدم على أداء شيء دون إذن مسبق من الولايات المتحدة و سوف تظل أوربا و من ورائها حلف الأطلنطي تتحرك في خانة البحث عن دور و لكنها لن تتعدى علاقة التابع بالمتبوع ( أمريكا ) لذلك يجب ألا نعوّل كثيراَ على التحركات الأوربية فلن تضيف جديداَ يخشى منه . مصر : اعتقد أن الموقف المصري لن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام إلا بالقدر الذي سوف تسمح به الإدارة الأمريكية بينما هو - النظام المصرى - ( ذاتيا ) َ مستعد للتراجع ( خطوات ) إلى الوراء دون إذن من أحد !! ، و السبب كما هو معروف أن الموقف المصري لا يتحرك وفق حسابات أمن قومي أو حتى حسابات مصالح النظام الحاكم وإن كانت لها أهميتها لديه و لكن وفق مزاج شخصي للقيادة المصرية و التي تكره بإخلاص الإطار الفكري لحركة حماس و تتقاطع معه نفسياَ بالكلية ، مما يعنى أن التفاهم أو النقاش لن يجدي في الحوار مع القاهرة ، اللهم إذا ما تغير المزاج الشخصي للقيادة و هذا من رابع المستحيلات تقريباَ ، هنا لا يصبح أمام الحركة سوى السير بقاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله ، مما يقتضى بشكل آخر استمرار الحوار و التفاهم و ما إلى ذلك مع عدم التعويل عليها نهائياَ ، إلا إذا كان الهدف هو عدم زيادة العداء و لكن تثبيته عند حد معين !!! ، مع إعطاء النظام المصري الشعور بالإنجاز و ذلك عن الطريق النزول على رأيه في المواقف التكتيكية التي يمكن بالطبع التنازل فيها ، اعتقد أن هذا أقصى ما يمكن التوصل إليه فى التعامل مع النظام المصرى . هذه هى دائرة الضغط التى تتعرض لها الحركة حالياَ و لا أزعم أنّ هذا كل ما يمكن أن يقال أو يفعل و لكنها تبقى محاولة فى حاجة لمزيد من الإثراء و العمق و قابلة للنقاش حذفاَ و إضافة و سوف نستعرض فى المقالات القادمة بإذن الله دائرتا الإحتضان و الثبات. دائرة الإحتضان يعنى بها الدول التى تحتضن المقاومة و مشروعها و تتبنى مواقفها ، و كلمة الإحتضان كما هو واضح من معنى الكلمة يقصد بها الشعور المادى و المعنوى بالرعاية للمقاومة و مواقفها و لكن كما هو واضح للمتابع للشأن الفلسطينى أن الدول التى تحتضن المقاومة ليست على مستوى واحد من درجة التبنى و الدفاع عن القضية الفلسطينية فبعض هذه الدول ينفذ أجندة شخصية فى المقام الأول و البعض الآخر يحتضن المقاومة بالفعل و لكنه عند أول عاصفة لا يمكن الإعتماد عليه و تصبح مسوغات السلامة لديه أهم بكثير من التعويل على المقاومة او الدفاع عنها ، بينما نجد دول أخرى تتبنى مواقف داعمة للمقاومة على طول الخط مثل تركيا ، لذلك أرى أنه يجب التركيز فى المقام الأول على الدول التى تمثل موقف الإحتضان المنهجى الذى بلا حسابات أخرى و حتى إن وجدت حسابات أخرى – إيران مثلاَ – إلا أنها تتحرك و فى مقدمة حساباتها المقاومة و دعمها و من ألطاف الله أن معظم الدول الداعمه للمقاومة هى دول قوية إستراتيجياَ مثل إيران و تركيا أو إعلامياَ و مادياَ كقطر ، لذلك من المهم أن يتم الإستفاده القصوى من أوجه هذه القوى و لا نحمل أى من هذه الدول أوجه من القوى قد لا يحتملها فنخسره بالكلية ، بمعنى آخر يكفى دولة كقطر دعمها الإعلامى و لا نطالبها بأكثر من ذلك ا بل إنى أعتقد أنها لو تملك قدره على الفعل تتجاوز الجهد الإعلامى – الجزيرة – فهى غير مطالب به – مرحلياَ – حتى لا تتعرض لضغوط قد لا تحتملها ، عند توزيع المجهود المقاوم على نحو ما بينت – بقدر الإحتمال - سوف تكون المحصلة بإذن الله الدفع بقدرة المقاومة إلى رحاب أوسع و ضمان إستمرار الإحتضان لها ، و من المهم بمكان ألاّ تتوقف الحركة عن الإشادة الدائمة بكل موقف داعم من قبل هذه الدول ، و هذا بالطبع ليس من باب شكر المحسن فقط و لكن لأنّك تخلق لهذه الدول و قياداتها موقف أدبى رفيع يصبح التنازل عنه مكلفاَ أمام شعوبهم . دائرة الثبات : المقصود الجهات التى تتبنى فكر المقاومة كأحد أركان منهجها أو الجهات و المنظمات التى تتبنى مواقف تتسم بالحيادية فى التعامل مع الأبعاد الإنسانية و الحقوقية للأزمات المختلفة ، قد يكون ما أعنيه هنا حركة إسلامية كالإخوان المسلمين ، أو منظمة حقوقية تتبنى الدفاع عن حقوق الإنسان المهدرة فى قطاع غزة و باقى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، قد تكون جهة إعلامية تتبنى و تتعاطف مع الأحداث ، بل قد تكون ناشطين أجانب مدافعين عن الحق الفلسطينى و كل هذه النماذج يقع عبأ التعامل معها فى المقام الأول على المتعاطفين مع الحركة من كتاب و مثقفين و شعوب ، أعلم بداهة ان الحركة لا بد لها من التواصل معهم و لكنى أرى أن النصيب الأكبر يقع علينا لأنه واجبنا أولاَ و ثانياَ حتى نرفع عن كاهل حماس بعض العبء و ثالثاَ لتشعر تلك الجهات أن مساحة التأييد و الدعم للمقاومة و منهجها لا يقتصر على جهة بعينها أو شعب من الشعوب أو طائفة من الطوائف بل هو فكر تتبناه أغلبية الشعوب و الهيئات المحترمة حول العالم ، لذلك أتمنى على الجميع ألا يدّخر وسعاَ فى مخاطبة هذه الجهات و توضيح الصورة و أن يستخدم الأسلوب الذى يتوافق و يتلائم مع كل جهة حتى يعود الحق لأهله و هو عائد بإذن الله رغم أنف الحاقدين و الماكرين و المجرمين .

الجمعة، ٣٠ يناير ٢٠٠٩

حماس تدعم أبومازن !!

حماس تدعم أبومازن !!

نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، إخوان أون لاين

بقلم: د. ممدوح المنير

هل ممكن حقًّا أن تكون حركة حماس قدَّمت دعمًا كاملاً لأبو مازن؟

رغم غرابة السؤال، إلا أن الإجابة "نعم.. بكل تأكيد

إن حركة حماس- بمشروعها النضالي المقاوم- تثبِّت أركان حكم عباس المنبطح كليًّا، والذي أصبح تواطؤه وعمالته مكشوفة للقاصي والداني، فمن أين ستجد أمريكا والقادة العرب، بل حتى الكيان الصهيوني رجلاً بكل هذا الإخلاص والتفاني لخدمة الاحتلال؟! وما البديل المفزع بالنسبة إليهم؟!.. إنها حماس التي ترفض الخضوع أو الخنوع.

فليكن إذن أبو مازن هو رجلهم المخلص في المنطقة، ولكن إلى متى؟! بالطبع لبعض الوقت وليس كلّ الوقت؛ لأنّ وقائع الأمور تقول إنه لم يعد يملك من أوراق التأثير شيئًا؛ فهو بلا شرعية قانونية يُعتَمد عليها بعد انتهاء ولايته في 9 يناير الماضي، وبلا شرعية شعبية رمزية كياسر عرفات مثلاً، ولا هو يملك أرضًا يحافظ عليها ولا مقاومة تؤثّر ويُحسَب لها حساب من قِبل الكيان الصهيوني، كما أن مفاوضاته العبثية وارتماءه في أحضان قادة الاحتلال بلا خجل أمام الكاميرات زاد حجم النفور الفلسطيني والعربي له.

لذلك لم يَعُد أمامه في واقع الأمر إلا المزيد من العمالة والارتماء في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني، وهذا أيضًا بلا قيمة حاليًّا؛ لأن الكيان الصهيوني أصبح يدرك أنه يريد رجلاً قادرًا على الإنجاز على الأرض لا تبادل الابتسامات والقُبُلات فقط أمام الكاميرات، وهذا مما يجعل الكيان الصهيوني وأمريكا في مأزق كبير؛ لأنه لا بد لكليهما من وجود واجهة فلسطينية يمكنها الحركة على الأرض لتنفيذ أجندتهما الخاصة؛ لذلك أصبحت الخيارات أمامهما محدودة؛ إما البحث عن بديل مناسب لأبو مازن، وهذا من الصعوبة بمكان، والخيار الثاني أمام أمريكا والصهاينة هو تجاوز أبو مازن والتحرك وفرض ما يريدان بمنطق القوة، وهذا هو المتوقَّع.

بالطبع لن يتم إقصاء عباس عن المشهد؛ فسوف يظل في المشهد يقوم بدوره المعهود أمام الكاميرات، بينما الأداء الفعلي يتم بعيدًا عنه.

اتضح هذا الموقف بشكل سافر عندما انسحب الصهاينة من طرف واحد وبتنسيق فقط مع البيت الأبيض، وتجاوز الجميع السلطة الفلسطينية ومصر بمبادرتها الكسيحة، واتضح أكثر عندما وقَّع الكيان الصهيوني مع الولايات المتحدة من جانب والاتحاد الأوروبي من جانبٍ آخر اتفاقية تعاون لمنع تهريب السلاح للمقاومة، وبالطبع كان عباس يعلم هذه الأنباء من شاشة التلفاز كغيره.

لذلك أرى أن على حماس الاستمرار في كشف أبو مازن ونظامه وتعريته أكثر، كما يجب عليها الانتقال إلى خطوةٍ متقدمةٍ في التعامل مع الضفة، والانتقال من مرحلة تلقِّي الضربات وامتصاصها إلى مرحلة مقاومتها؛ بمعنى آخر عدم الاستسلام لعمليات الاعتقال التي يقوم الأمن الوقائي لكوادر حماس، وفرض الوجود وعدم التخلي عن المؤسسات التي يقوم بإغلاقها.

ما أقصده وتعرفه حماس تفاصيله أكثر أن يصبح قمع عباس للحركة في الضفة أكثر صعوبةً وأكثر تكلفةً، مع الاجتهاد ما أمكن في توثيق انتهاكات السلطة في الضفة بالصوت والصورة.

نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، إخوان أون لاين

بقلم: د. ممدوح المنير

هل ممكن حقًّا أن تكون حركة حماس قدَّمت دعمًا كاملاً لأبو مازن؟

!

رغم غرابة السؤال، إلا أن الإجابة "نعم.. بكل تأكيد

"!.

إن حركة حماس- بمشروعها النضالي المقاوم- تثبِّت أركان حكم عباس المنبطح كليًّا، والذي أصبح تواطؤه وعمالته مكشوفة للقاصي والداني، فمن أين ستجد أمريكا والقادة العرب، بل حتى الكيان الصهيوني رجلاً بكل هذا الإخلاص والتفاني لخدمة الاحتلال؟! وما البديل المفزع بالنسبة إليهم؟!.. إنها حماس التي ترفض الخضوع أو الخنوع.

فليكن إذن أبو مازن هو رجلهم المخلص في المنطقة، ولكن إلى متى؟! بالطبع لبعض الوقت وليس كلّ الوقت؛ لأنّ وقائع الأمور تقول إنه لم يعد يملك من أوراق التأثير شيئًا؛ فهو بلا شرعية قانونية يُعتَمد عليها بعد انتهاء ولايته في 9 يناير الماضي، وبلا شرعية شعبية رمزية كياسر عرفات مثلاً، ولا هو يملك أرضًا يحافظ عليها ولا مقاومة تؤثّر ويُحسَب لها حساب من قِبل الكيان الصهيوني، كما أن مفاوضاته العبثية وارتماءه في أحضان قادة الاحتلال بلا خجل أمام الكاميرات زاد حجم النفور الفلسطيني والعربي له.

لذلك لم يَعُد أمامه في واقع الأمر إلا المزيد من العمالة والارتماء في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني، وهذا أيضًا بلا قيمة حاليًّا؛ لأن الكيان الصهيوني أصبح يدرك أنه يريد رجلاً قادرًا على الإنجاز على الأرض لا تبادل الابتسامات والقُبُلات فقط أمام الكاميرات، وهذا مما يجعل الكيان الصهيوني وأمريكا في مأزق كبير؛ لأنه لا بد لكليهما من وجود واجهة فلسطينية يمكنها الحركة على الأرض لتنفيذ أجندتهما الخاصة؛ لذلك أصبحت الخيارات أمامهما محدودة؛ إما البحث عن بديل مناسب لأبو مازن، وهذا من الصعوبة بمكان، والخيار الثاني أمام أمريكا والصهاينة هو تجاوز أبو مازن والتحرك وفرض ما يريدان بمنطق القوة، وهذا هو المتوقَّع.

بالطبع لن يتم إقصاء عباس عن المشهد؛ فسوف يظل في المشهد يقوم بدوره المعهود أمام الكاميرات، بينما الأداء الفعلي يتم بعيدًا عنه.

اتضح هذا الموقف بشكل سافر عندما انسحب الصهاينة من طرف واحد وبتنسيق فقط مع البيت الأبيض، وتجاوز الجميع السلطة الفلسطينية ومصر بمبادرتها الكسيحة، واتضح أكثر عندما وقَّع الكيان الصهيوني مع الولايات المتحدة من جانب والاتحاد الأوروبي من جانبٍ آخر اتفاقية تعاون لمنع تهريب السلاح للمقاومة، وبالطبع كان عباس يعلم هذه الأنباء من شاشة التلفاز كغيره.

لذلك أرى أن على حماس الاستمرار في كشف أبو مازن ونظامه وتعريته أكثر، كما يجب عليها الانتقال إلى خطوةٍ متقدمةٍ في التعامل مع الضفة، والانتقال من مرحلة تلقِّي الضربات وامتصاصها إلى مرحلة مقاومتها؛ بمعنى آخر عدم الاستسلام لعمليات الاعتقال التي يقوم الأمن الوقائي لكوادر حماس، وفرض الوجود وعدم التخلي عن المؤسسات التي يقوم بإغلاقها.

ما أقصده وتعرفه حماس تفاصيله أكثر أن يصبح قمع عباس للحركة في الضفة أكثر صعوبةً وأكثر تكلفةً، مع الاجتهاد ما أمكن في توثيق انتهاكات السلطة في الضفة بالصوت والصورة.

blogger templates | Make Money Online