الجمعة، ٣٠ يناير ٢٠٠٩

نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، إخوان أون لاين

بقلم: د. ممدوح المنير

هل ممكن حقًّا أن تكون حركة حماس قدَّمت دعمًا كاملاً لأبو مازن؟

!

رغم غرابة السؤال، إلا أن الإجابة "نعم.. بكل تأكيد

"!.

إن حركة حماس- بمشروعها النضالي المقاوم- تثبِّت أركان حكم عباس المنبطح كليًّا، والذي أصبح تواطؤه وعمالته مكشوفة للقاصي والداني، فمن أين ستجد أمريكا والقادة العرب، بل حتى الكيان الصهيوني رجلاً بكل هذا الإخلاص والتفاني لخدمة الاحتلال؟! وما البديل المفزع بالنسبة إليهم؟!.. إنها حماس التي ترفض الخضوع أو الخنوع.

فليكن إذن أبو مازن هو رجلهم المخلص في المنطقة، ولكن إلى متى؟! بالطبع لبعض الوقت وليس كلّ الوقت؛ لأنّ وقائع الأمور تقول إنه لم يعد يملك من أوراق التأثير شيئًا؛ فهو بلا شرعية قانونية يُعتَمد عليها بعد انتهاء ولايته في 9 يناير الماضي، وبلا شرعية شعبية رمزية كياسر عرفات مثلاً، ولا هو يملك أرضًا يحافظ عليها ولا مقاومة تؤثّر ويُحسَب لها حساب من قِبل الكيان الصهيوني، كما أن مفاوضاته العبثية وارتماءه في أحضان قادة الاحتلال بلا خجل أمام الكاميرات زاد حجم النفور الفلسطيني والعربي له.

لذلك لم يَعُد أمامه في واقع الأمر إلا المزيد من العمالة والارتماء في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني، وهذا أيضًا بلا قيمة حاليًّا؛ لأن الكيان الصهيوني أصبح يدرك أنه يريد رجلاً قادرًا على الإنجاز على الأرض لا تبادل الابتسامات والقُبُلات فقط أمام الكاميرات، وهذا مما يجعل الكيان الصهيوني وأمريكا في مأزق كبير؛ لأنه لا بد لكليهما من وجود واجهة فلسطينية يمكنها الحركة على الأرض لتنفيذ أجندتهما الخاصة؛ لذلك أصبحت الخيارات أمامهما محدودة؛ إما البحث عن بديل مناسب لأبو مازن، وهذا من الصعوبة بمكان، والخيار الثاني أمام أمريكا والصهاينة هو تجاوز أبو مازن والتحرك وفرض ما يريدان بمنطق القوة، وهذا هو المتوقَّع.

بالطبع لن يتم إقصاء عباس عن المشهد؛ فسوف يظل في المشهد يقوم بدوره المعهود أمام الكاميرات، بينما الأداء الفعلي يتم بعيدًا عنه.

اتضح هذا الموقف بشكل سافر عندما انسحب الصهاينة من طرف واحد وبتنسيق فقط مع البيت الأبيض، وتجاوز الجميع السلطة الفلسطينية ومصر بمبادرتها الكسيحة، واتضح أكثر عندما وقَّع الكيان الصهيوني مع الولايات المتحدة من جانب والاتحاد الأوروبي من جانبٍ آخر اتفاقية تعاون لمنع تهريب السلاح للمقاومة، وبالطبع كان عباس يعلم هذه الأنباء من شاشة التلفاز كغيره.

لذلك أرى أن على حماس الاستمرار في كشف أبو مازن ونظامه وتعريته أكثر، كما يجب عليها الانتقال إلى خطوةٍ متقدمةٍ في التعامل مع الضفة، والانتقال من مرحلة تلقِّي الضربات وامتصاصها إلى مرحلة مقاومتها؛ بمعنى آخر عدم الاستسلام لعمليات الاعتقال التي يقوم الأمن الوقائي لكوادر حماس، وفرض الوجود وعدم التخلي عن المؤسسات التي يقوم بإغلاقها.

ما أقصده وتعرفه حماس تفاصيله أكثر أن يصبح قمع عباس للحركة في الضفة أكثر صعوبةً وأكثر تكلفةً، مع الاجتهاد ما أمكن في توثيق انتهاكات السلطة في الضفة بالصوت والصورة.

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online