السبت، ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨

خواطر ( 1- 100 )





عمالة بلا حدود !!

بقلم / د. ممدوح المنير

كنت أشاهد حلقة بلا حدود على قناة الجزيرة و التى أجراها أحمد منصور مع محمد نزال عضو المكتب السياسى لحركة حماس و التى كشف فيها النذر اليسير من الوثائق الفاضحة لأجهزة الأمن الفلسطينية و تعاملاتها المريبة مع أجهزة الإستخبارات الأجنبية و القيام بدور فاعل و قوى فى توفير معلومات إستخباراتية - سواء كانت هذه المعلومات حقيقية أو مزيفة – عن عدد كبير من الدول العربية و الإسلامية و الجاليات و الحركات الإسلامية حول العالم و للأسف الشديد كانت هذه المعلومات أحد الأسباب الرئيسية فى تعرض عدد من الدول و الأفراد للإعتداء سواء بالإحتلال أو القصف للأولى أو الإغتيال للثانى ، فضلا عن التعاون الوثيق بين هذه الأجهزة و الإحتلال الإسرائيلى فى تصفية المقاومة و بناها التحتية ، كذلك الصراعات الخفية و العلنية بين هذه الأجهزة و إستخدامها أحقر الوسائل مثل الإبتزاز الجنسى لتحقيق مآربها .
و التساؤل الذى يطرح نفسه هنا إذا كان هذا هو حال الأجهزة الأمنية التى يفترض أنها تقوم بدور وطنى و أن رجالها يعدوا من أبطال الوطن و قتلاها من الشهداء !! كما أعتدنا على هذه الألفاظ الإعلامية ، فما حال الآخرين الذين لا يعدوا من هذه الأجهزة ؟ ! و الذين يتم إبتزازهم يوميا بكافة أنواع الضغوط و إذا كانت هذه التصرفات ليست هى العمالة و الخيانة بعينها فما معنى هذه الكلمات إذن ؟ .
أمر آخر من المعروف أن أجهزة الأمن الفلسطينية بكافة تشكيلاتها تم تدريبها على أداء عملها فى دول عربية مجاورة ، فهل يعنى ذلك أن أسلوب عملها الذى تم الكشف عنه على شاشة الجزيرة هو المعتمد لدى الدول العربية التى دربتهم ؟!! ، و هل معنى ذلك أن أجهزة الأمن الفلسطينية ما هى إلا تلميذ صغير لأساتذة كبار ؟ .
أدرك جيداَ أن هناك الكثير من المخلصين و الوطنيين فى هذه الأجهزة الأمنية و لكن أليس السكوت عن هذه الجرائم طيلة الفترة الماضية نوع من الإقرار بها .
أمر آخر أحب أن أسجله هنا ، من حقنا أن نطالب حركة حماس بتوقيف من تستطيع من هؤلاء و تقديمه لمحاكمة عادلة عما جنته يداه ليكون عبرة لمن يأتى خلفه ، و فى نفس الوقت نعطى الحق للجميع فى الدفاع عن نفسه و نفى تهم التى توجه إليه .
لا أدرى لماذا أعتقد أن أمثال هذه المحاكمات ستكون فضيحة الموسم و ستتساقط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى عن هذه الأجهزة و ربما كشفت لنا الأيام أن تساقط أوراق التوت ليس فلسطينياَ فحسب و لكن عربياَ أيضا ! .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online