الأحد، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٨

تأملات التجربة ( 9 )


النهاية


قبل موعد الإفراج الأخير حدث تلميح بعدم خروجى و بإعادة إعتقالى وأصارحكم بأنى شعرت بضيق شديد ، فبينما أستعد للحصول على الإفراج السادس أشعر بأنى لن أنال حريتىمن جديد و دخلت الزنزانة و آسف الحال أشكو لله ظلم العباد و أخذت أذكر الله متخذاَ من قوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) نبراساَ لى حتى هدأت نفسى وأطمئن قلبى و جاء يوم الجلسة و أكرمنى الله بالإفراج السادس و حسب القانون لا بد أن ينفذ السجن الحكم و يتم الإفراج عنىّ فى اليوم الثانى مباشرة و تأتى عربة الترحيلات لتنقلنى محافظتى ثم هناك يقضى الله أمرا كان مفعولا إما يطلقوا سراحى أو يعاد إعتقالى من جديد و بالفعل جاء اليوم التالى للإفراج و حزمت حقائبى واخذت أنتظر سيارة الترحيلات الساعة تلو الأخرى و أتحدث مع إدارة السجن فيقال لى لم يأتنا ما يفيد بحصولك على الإفراج فأسأل كيف ذلك ؟ فلا أجد جوابا و أخذت الساعات تمضى بى بلا نهاية حتى جاءت الساعة الرابعة عصراَ و أغلق السجن و معنى أغلق السجن أن دخل كل سجين إلى محبسه و أغلقت الأبواب و شمعت مفاتيحها بالشمع الأحمر و ذهب الموظفون إلى بيوتهم حتى مأمور السجن كذلك و لن تفتح الأبواب إلا فى اليوم الثانى و ساءت بى الظنون و ظللت أقول لنفسى حتى تنفيذ الحكم ولو صوريا لم ينفذوه و لكنى فى هذه اللحظة جاءنى طائف من الرحمن يذكرنى فانتبهت و أفقت مما أنا فيها و أخذت أدعوا الله دعاء المضطر المظلوم الذى أنقطعت به الأسباب إلا منه و أفوض أمرى إليه و أسلم نفسى بين يديه و بينما أنا على هذه الحالة إذ الباب يفتح !! و أجد أمامى من يقول لى هيا بنا فقلت إلى أين ؟ فقال لى هناك من يريد ان يراك و ذهبت معه فإذا بى أمام مفاجأة أخبرت بها فإندهشت و أرتبت أكثر فلمّا تساءلت فإذا بهم يخبرونى بأن والدى فى الطريق إلى السجن ليصطحبنى بنفسه من هنا إلى المنزل !!!.

و بالفعل جاء الوالد واحسنوا إستقباله و أنا أشعر كأنى فى حلم و لا أصدق ما يحدث و بالفعل اصطحبنى والدى و أنا أضرب كفاَ بكف و نلت حريتى وتناولت إفطارى فى بيتى و على مائدتى و بين أهلى وأخذت أقول لنفسى حقاََ متى فتح باب السماء ، تهاوت له كل أبواب الأرض فمن وجد الله و جد كل شئ و من فقده فقد كل شئ فسبحانه بين طرفة عين وأنتباهتها يغير الله من حال إلى حال .

3 Comments:

غير معرف said...

لقد علم الكون بخروج المنير
مالى ارى الكون قد تغير
واسمع كلاما حقا يحير
اتسمع معى؟!!!
صوت الزهور...رحيقى قد تغير
صوت الطيور....قلبى يصفر
ولون السماء...زراقة قد تغير
والبحر يهيج...بفرحة لا تذمر
والجبال تهتز...كالطفل يتمختر
والفضاء يصيح..كالحبيب المتأثر
يارب ماذا حدث؟؟!!هل الكون تغير!!
لا لا ...لقد علم الكون بخروج المنير
...........................................
ماذا حدث؟؟!....لقد توقف القلم......لما؟هل وحيه تعثر؟!!
لا...لكن القلب يهتز فى تضجر
وان العقل يسال فى تحير
وان اليد ترتجف فى توتر
وان الكلمات تتيه فى تعثر
وان العين تنظر فى تأثر
وكأن الجوارح قد وقفت عن التفكر
لما؟؟؟!!!!
تريد ان تعرف عن المنير....
اهدأ..اهدأ..سأحكى لك انا بالقليل الذى اعرف والله الميسر
ارأيت ضوء البرق يشق الظلام يغمرة بالضياء...فهذا المنير
ارأيت صوت الحق..يعلو ويعلو يهز السماء...فهذا المنير
ارأيت عمرك حبا يسع الفضاء..فهذا المنير
ارأيت يوما دفئا فى عز الشتاء....فهذا المنير
اعلمت الان انه كان قليلا على الكون ان يتغير.......فهذا المنير
وعلمت يا قلم البرىء متى تكتب بحق...فان الكلام قد يساعد على التغير!!
مواطنة حرة

غير معرف said...

أختى الفاضلة أشكرك على ما كتبت و أسال الله أن يجعلنى عند حسن ظنك و أن يغفر لى ذنبى و لكن أستميحك عذرا أن أختلف معك باحترام فى كلمات القصيدة التى كتبتيها فكثير من كلاماتها لا يخاطب بها إلا الأنبياء والمرسلون و ليس العبيد المقصرون و بالتالى أخشى أن يكون هناك خطأ شرعى ، كما أنى لم أفعل ما أستحق عليه عشر معشار ما كتبتى فلست أنا آخر و لا أول من يعتقل و لست أول و لا آخر من يعذب و لكنها تجربه كتبنها لأننى إذا كنت قد أخذت على عاتقى فى 6 إبريل أن أفضح النظام وممارساته تجاه الشعب فكيف إذا كانت هذه الممارسات تتم تجاهى أنا شخصيا ، لذلك كتب ما كتبت لأنه واجبا علىّ أن أكتب و مرة أخرى أشكرك على شعورك وإن إختلفت بإمتنان مع قصيدتك
وفى أمان الله
ممدوح المنير

غير معرف said...

الأخ الكريم د/ ممدوح
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ،
هذه أول مرة منذ فترة يصعب تحديدها لطولها أكتب تعليق ـ حتى مدونتى إنطق ـ أصابها ركود قاتل من قبلى فلا إدراجات منذ خروجى من المحنة بل المنحة ، لعلك تود أن تعرف من أنا ؟؟ زميل النشرة فى المنحة ( فضل المولى )
تقبل تحياتى

blogger templates | Make Money Online