الاثنين، ٥ أكتوبر ٢٠٠٩

أخزاك الله كما أخزيتنا

أخزاك الله كما أخزيتنا
د / ممدوح المنير نشر فى : نافذة مصر لا أعرف صراحة كيف أعبر لك عما يجيش فى صدرى من مشاعر الغضب و السخط عليك ، اشهدك أنى أتقرب إلى الله ببغضك !! ، نعم ببغضك ، كنت دائما أنعتك بالخائن و العميل ظناً منّى أن هذا يكفيك ، لكنك دائما ما تخيّب ظنى فيك . سرعان ما أجد نفسى قد أخطأت فى نعتك حقاً ! ، و أجدك أسوأ مما كنت اعتقد ، بحيث تصبح الكلمات عاجزة عن وصفك ، و فى نفس الوقت يعف لسانى عن نعتك بصفات تقف الآن على طرف لسانى ، لم أجرؤ يوماً فى حياتى على نطقها احتراماً لنفسى و لقارئى الفاضل ، رغم أن هناك خاطراً يلح علىّ بشدة الآن لإطلاقها ، لكنى سأكتفى بالدعاء عليك ، سأعتبر ذلك ورداً من أورادى و حقٌ من حقوقى فى الدنيا ، قبل أن أمسك بتلابيبك فى الآخرة و أشكوك إلى الواحد الديان الذى لا يظلم عنده أحد . أهان عليك الدم الطاهر المراق إلى هذا الحد ، أم أنك لم تراه أصلا !! ، ألم تحرك فيك صرخات الأطفال و دموع الثكالى شيئا ؟! ، هل أسكرتك نشوة السلطة الموهومة إلى هذا الحد ؟! . لقد رأينا و سمعنا من قبل عن الخونة الذين حين يكتشف أمرهم و تسقط أقنعتهم ، سرعان ما يكسوهم العار و ربما أقدم بعضهم على الإنتحار ! ، لكنك أنت كلما سقط لك قناع و انكشفت لك خديعة ، تجرءت أكثر فأكثر. كيف واتتك الشجاعة أن تؤجل مناقشة تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان الذين يدين الإحتلال و يكشف حجم جرائمه الحقيرة تجاه أهل غزة الصابرون ؟؟ يا الله غولدستون الغير فلسطينى والغير عربى و الغير مسلم يتضامن مع أهل غزة و ينصفهم فى تقريره – مع التحفظ على بعض الفقرات – و يصف ما فعله الصهاينة فى غزة بأنها جرائم حرب و أنت تدافع عنهم و تطلب التأجيل حفاظا على مسيرة السلام !! . عن أى سلام تتحدث أيها التعس ، ما الذى جنيناه من وراء سلامك هذا سوى ضياع الحقوق؟؟ لقد ضيعت علينا فرصة ثمينة ضيعك الله ! لقد تواترت الأنباء أن الولايات المتحدة ( ضغطت ) على أبومازن حتى يطلب تأجيل مناقشة التقرير ، لا أعرف لماذا اعتقد جازما أن مسألة ( الضغط الأمريكى ) هذه تمثيلية هى الأخرى ، بل ربما طلب هو بنفسه تأجيل مناقشة التقرير ، حتى لا تتأزم الأمور بالنسبة له و يجد نفسه فى موقف يفرض عليه أن يدين إسرائيل !! و هذا متّكأ صعب عليه أن يرتقيه . كثيرا ما تحدثنى نفسى بخاطر قد لا يصدقه البعض منكم و لكن هذا آخر ما جادت به قريحتى !! ، فى تفسير هذا السلوك العبسى – نسبة إلى عباس - المستعصى ، هذا الخاطر يقول إن عباس ليس بالعميل و لا الخائن !! ، هل تصدقوا هذا الكلام ؟! ، قد يقول قائل منكم بعد كل هذه النعوت التى وصفته بها تقول ليس بالعميل و لا الخائن ؟! ما هذا الكلام الغريب ؟! و هنا أقول لكم باختصار إن عباس جندى مخلص لإسرائيل ، بل إنه قد يكون واحدا منهم و نحن لا نعلم !! ، فالرجل مخلص لوطنه إسرائيل ، يأخذ قادتها بالأحضان و القبلات و يعبس فى وجه قادة حماس ( أعداءه ) و يولّيهم ظهره ، يفرح بالحرب على غزة و يطالب الصهاينة بالإستمرار فى الحرب حتى آخر قطرة دم فلسطينية !! . يتنازل عن حق العودة ، يعذب بوحشية الفلسطينيين فى سلخانات رام الله و عندما يجد مستوطن قد ( ضل الطريق ! ) يعيده إلى بيته سالما آمنا !! ، يؤلف كتاب ضخم من مئات الصفحات عن القضية الفلسطينية و لكنه لا يذكر مرة واحدة فى كتابه كلمة إحتلال أو أن إسرائيل دولة إحتلال !! . لم يطلق يوما فى حياته رصاصة واحدة على إسرائيلى !! ، لا يحقق فى اغتيال عرفات و لا يطالب أحد بالتحقيق ! ، ينسق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و يسلم لهم خرائط بمواقع قادة حماس و المقاومة و يساعد فى تصفيتهم ، يعتقل كل من يطلق صاروخ أو رصاصة على إسرائيلى ، و يدين أى عملية للمقاومة ، تتجسس أجهزته الأمنية على عدة دول عربية و إسلامية ( الوثائق التى نشرتها حماس عقب سيطرتها على غزة ) و ليس على المقاومة فحسب . يستولى على أموال المساعدات الدولية للفلسطينيين ، لا يفعل شيئا حيال تهويد القدس أو المسجد الأقصى السليب ، لا يحرك ساكنا أمام بيع أراضى اللاجئين بل ربما يأخذ نصيبه من الكعكة !! ، نعم أيها السادة . قد يختلف معى البعض فى هذا الطرح ، لكننى أعتقد أنكم ستكتشفون يوما ما أن الرجل ليس جندى مخلص لإسرائيل فحسب بل ربما يكون أحد قادتهم كذلك !! .

1 Comment:

Sawsan Ibrahim said...

د.ممدوح ...أتفق مع حضرتكم ،فى كل ما قلتوه وأكثر من ذلك ....وأعتقد أن التاريخ يؤيد كلامكم ...فأين ياسر عرفات وأحمد ياسين مما نراه الآن؟...أين الراعى؟....ولكن صبراسيتم الله نوره ولو كره الكافرون...وحسبك فتوجد ملايين من علامات الإستفهام فيما يجرى حولنا من أحداث عالمية كانت أو محلية،ولست غريبا ،فمصرنا خير شاهد على ذلك. ا

blogger templates | Make Money Online