الأحد، ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٨

تأملات التجربة (4 )


فيشة !!


مشكلة عويصة إحتاجت منى لكثير من المفاوضات بذلت خلالها الكثير من الوقت و الجهد ، كانت تشبه فى فصولها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، طرف قوى و باطش و طرف آخر ضعيف لا يملك سوى التمسك بالمبدأ و الأمل ، كنت أضحك كثيرا عندما تمر مرحلة من مراحل المفاوضات و التى كانت دائما ما تنتهى بالفشل حتى رضيت بالأمر الواقع أو بمعنى آخر تعاملت معه .
فى أحد الأماكن التى نقلت إليها لم يكن بالزنزانة مصدر للكهرباء و إذا سألتنى فيما حاجتك إليها قلت لك أهم إحتياجين هما الإنارة و تشغيل سخان كهربائى من الطوب من أجل إعداد الطعام ، إستغرقت المفاوضات منى نحو شهر و نصف و لم أصل إلى نتيجة رغم أن كافة زنازين الجنائيين تحتوى على مصدر كهربائى ، لذا كنت أتناول طعامى بإستمرار باردا أو معلبا ، حتى الأكل الذى كان يأتينى فى الزيارة من الأسرة مجمدا حتى لا يفسد من طول الطريق كنت أتناوله كما هو دون تسخين رغم ضرر ذلك و فى بعض الأحيان أضطر آسفا للتخلص منه .
كنت أطالب أثناء المفاوضات مع الإدارة بالمساواة مع المجرمين من القتلة و مروجى المخدرات و المغتصبين و لكن لا حياة لمن تنادى ، أما مبعث ضحكى كما قلت سابقا ، فهو نجاح النظام فى النزول بسقف طموحات معارضيه من المطالبة بالديمقراطية و الحرية و القضاء على الفساد و الإستبداد إلى مجرد تركيب فيشة !! و فشلت حتى فى ذلك !! ، لكن على ما يبدو أننى أعانى من مشكلة شخصية مع الكهرباء ففى أول الحبسة كانت هناك وفرة لديهم منها – الكهرباء - شجعتهم فى كرم حاتمى على توزيعها على كافة أنحاء جسدى أما فى نهاية الحبسة فكنت أشكو من عدم وجودها و لله الأمر من قبل و من بعد .

1 Comment:

غير معرف said...

ماهو حضرتك خلصتلهم الكهرباء كلها فى أول الحبس


ربنا يتقبل

blogger templates | Make Money Online