هل حقا اغتال أبومازن الرئيس ياسر عرفات ؟
نشر فى : بر مصر ، نافذة مصر ، شبكة فلسطين للحوار
بقلم / د ممدوح المنير
فجّر الرجل الثاني في حركة فتح و أمين سرها فاروق القدومى و الذي يحظى باحترام كبير فلسطينيا و عربيا مفاجأته التي اتهم فيها أبومازن و دحلان بالتخطيط لاغتيال الرئيس ياسر عرفات و قيادات في حركة حماس و الجهاد.
الاهم في الموضوع أن اتهاماته لرأس السلطة الفلسطينية لم تكن اتهامات مرسلة بل أيّدها بوثيقة عبارة عن محضر اجتماع جمع بين شارون و ابومازن و دحلان و بعض عناصر الاستخبارات الأمريكية ، قال القدومى أن ياسر عرفات أودعها – الوثيقة – لديه قبل اغتياله ، كما تحدى القدومى كل من يكذب الوثيقة أن يثبت العكس و أكد على صحتها ، كما برر تأنيه في الكشف عنها إلى الآن حتى يتيقن من مدى صدقيتها .
و التساؤل الذى يجب طرحه الآن هل هذه الوثيقة صحيحة بالفعل ؟ و فى حالة ثبوت صحتها من عدمه ما النتائج المترتبة على ذلك ؟ الشق الأول من السؤال لا نملك فيه الجزم بالصحة من عدمها ، لكن ما نستطيع أن ( نتوقعه ) و فقا للمعطيات المتاحة أن الوثيقة صحيحة للأسباب التالية : أولا : فاروق القدومى ليس بالرجل الهين داخل فتح فهو أحد مؤسسيها و ( أمين سرها ) و الرجل الثانى فيها ، كما أن الرجل يحظى باحترام كبير سواء داخل الحركة أم خارجها و من الصعب أن يختلق هذه الوثيقة أو يخاطر بتاريخه و اسمه لمجرد أنه مختلف مع ابومازن .
ثانيا : عندما سيطرت حماس على غزة كشفت عن كم هائل من الوثائق وجدتها فى المقرات الأمنية تبرز دور أبومازن و دحلان فى ابتزاز قادة فتح أو حتى تصفيتهم فى حالة رفضهم التعاون معهم و الشاهد هنا أن المبدأ موجود لدى أبومازن و دحلان ( الإبتزاز أو التصفية ) لكل من يرفض الإنسياق وراء مخططاتهم و بالتالى فاحتمال تورطهم فى اغتيال عرفات وارد .
ثالثا : يجب ألا ننسى أن هناك خلافات حادة كانت بين أبومازن و عرفات حين كان – أبومازن - رئيسا للوزراء فى رئاسة عرفات حول الصلاحيات و النفوذ ورغبة أبومازن فى توسيع نطاق صلاحياته على حساب عرفات و قد كانت هذه الخلافات من الحدة التى وصلت حد تبادل الإتهامات بين الطرفين على شاشات التلفزة حينها .
رابعا : تحدثت صحيفة ( معاريف ) الإسرائيلية العام الماضى عن احتمالية تورط ابومازن فى اغتيال عرفات صراحة و هو ما لم ينفيه ابومازن بل آثر السكوت و كما هو معلوم فى عالم الصحافة أن عدم الرد على الإتهام يؤكده و لا ينفيه .
خامسا : ما يجرى على أرض الواقع الآن فى الضفة الغربية من عمليات اعتقال و تعذيب و تصفية بحق رجال المقاومة و اعتداء على النساء و الأعراض ، كل هذا يتم فى عهد ابومازن و مباركته مما يؤكد الطبيعة الدموية للرجل واستعداده المطلق لإزاحة كل من يقف في طريقه و استخدام كافة الوسائل القذرة و الغير أخلاقية .
سادسا : ما حدث أثناء العدوان الأخير على غزة و ما تسرب من أنباء عن الغضب و الحزن الشديد الذى انتاب بعض قيادات فتح المقربة من أبومازن – منهم ياسر عبد ربه – عندما ( توقف ) العدوان على غزة و تحدثهم عن ذلك بأنه ( خطأ ) كبير ، فإذا كان هذا هو حال التلامذة فما هو حال استاذهم أبومازن ، إن من يعتبر مليون و نصف فلسطينى فى القطاع هم هدف مشروع للقتل و الإبادة فى مقابل تصفية حساباتهم مع حماس ، هل يصعب عليه اعتبار شخص واحد فقط - ياسر عرفات - أيا كان حجمه هدفا مشروعا لديه للتصفية ؟
سابعا : تشنج ابومازن و رجاله فى التعامل مع الجزيرة التى نشرت الخبر كما هو نقلا عن صاحبه – فاروق القدومى – و إغلاق مكتبها فى الضفة الغربية يثبت الخبر أكثر مما ينفيه ، فالجزيرة نشرت الخبر و نشرت فى عقبه مباشرة تكذيب ابومازن و رجاله ، فعلى ماذا إذا السخط على الجزيرة ؟ إلا إذا كان فى الأمر ما يثير الريبة .
إن صاحب الحق دائما ما تكون ردود أفعاله واثقة متزنة مدروسة ، أما من هو على باطل فحين تنكشف فضائحه يرتبك و يتخبط وتكون ردود أفعاله انفعالية عشوائية غير مدروسة . ثامنا: لماذا لم يسعى أبومازن سعيا ( جديا ) و حقيقيا لتحقيق في ملابسات اغتيال الرئيس الراحل ، و لماذا لم يطالب بتشكيل محكمة دولية على غرار محكمة الحريري ، لماذا ؟ أم أن هناك ما يخفيه !! .
هذا عن الشق الأول من السؤال الذى طرحناه فى بداية المقال أما الشق الآخر الذي يتحدث عن النتائج المتربة على الموضوع ، فاعتقد أن أبومازن لن يخسر الكثير ، فالرجل من حسناته التي تعد أنه يلعب على المكشوف بشكل يجعل اكتشاف الوثيقة أمر ( محزن ) بالنسبة له ، لكنه غير ( مفجع ) نهائيا ، فهو يدرك أن سر و جوده أو غيابه لا يعتمد على محيطه الفلسطيني أو العربي أو الإسلامي إنما هناك في واشنطن و هنا في تل أبيب وما دامت هاتين الجهتين راضيتين فكل ما بعدهما يهون ، ربما المستفيد الأكبر من الموضوع هو الشعب الفلسطيني و بعض من غرر بهم في العالم العربي و ظنوا أن هناك أملا في عباس و حاشيته ، فكانت الوثيقة دليل آخر على رهانهم الخاسر على الرجل الذي لا تفارقه الابتسامة و هو يلتقي بقادة العدو الصهيوني ، في حين لا يرى رجال المقاومة سوى كل عبوس و بطش من جانبه .
إنني اعتقد ختاما أن أبومازن ما فعله بالأمس و يفعله اليوم بحق المقاومة و الشعب الفلسطيني و نراه بأم أعيننا على شاشة التلفاز أقوى من ألف وثيقة و أكبر من أي عملية اغتيال و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون
الجمعة، ٢٤ يوليو ٢٠٠٩
هل حقا اغتال أبو مازن الرئيس ياسر عرفات ؟
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ١٢:١٨ ص
التسميات: مقالات فى الشأن الخارجى
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)
1 Comment:
السلام عليكم
اول زيارة
والله يا اخي الله اعلم
بس انا شخصيا ما بستبعد ابدا انو ابو مازن ودحلان هم هيك
الاتنين اكلب من بعض
الله ياخدهم
Post a Comment