الثلاثاء، ٢٨ يوليو ٢٠٠٩

تمثيلية المستوطنات الإسرائيلية
نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، بر مصر د. ممدوح المنير جهد تمثيلي رائع يتم الآن بين أطراف الرباعية الدولية و إسرائيل حول المستوطنات الإسرائيلية، و يبدو أن الإخراج الهوليودي هذه المرة يستخدم كل أوراقه و كل ترسانته الإعلامية لتضليل الرأي العام العربي والعالمي حول حقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية. يجري حاليا التسويق إعلاميا من قبل وسائل الإعلام بأن المستوطنات الإسرائيلية هي عقبة كئود أمام استمرار ( عملية السلام ) و الولايات المتحدة تعبر عن ( انزعاجها ) إزاء بناء المستوطنات و تطالب بوقف كامل لعمليات البناء ، في حين ( تتعنت ) إسرائيل و تواصل البناء معتبرة ذلك حقا طبيعيا من حقوقها و يظل الشد و الجذب بين الطرفين بحيث تكون الصورة أمام المشاهد كالتالي ، الولايات المتحدة تقوم بدور ( المحايد ) في عملية السلام بدليل أنها ( تضغط ! ) على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات في حين أن إسرائيل ( ترفض ) القيام بذلك ، و بينما ينشغل الرأي العام و يتابع الموقف الساخن يأتي وزير الخارجية الإسرائيلية ليبرمان ليزيد حجم السخونة بالصورة التي تروج لها وزارته الآن للحاج أمين الحسيني مع هتلر و التي ليس لها محل من الإعراب في موضوع الاستيطان. كل هذا لينشغل الرأي العام العربي والعالمي عن الكارثة الحقيقية التي تجري على قدم و ساق في القدس بدءاً من إزالة أحياء عربية كاملة من الوجود و انتهاء بإزالة ذكرى النكبة من مناهج عرب 48 لمحاولة طمس الهوية الفلسطينية من على الأرض و من عقول عرب 48. لا يخفى على أحد كذلك الدور المشهود للسلطة الفلسطينية في إحباك الدور و اكتمال فصول المسرحية الهزلية بتمييعها للقضايا الأساسية و عدم التطرق لها اللهم إلا في المناسبات الاحتفالية للاستهلاك المحلي والحفاظ على ورقة التوت التي كادت أن تسقط و ربما تكون قد سقطت بالفعل !! هذا فضلا عن أعظم ( إنجازاتها ) بضبط ( الأمن ) في الضفة و إعمال مبدأ سيادة القانون كما تقول السلطة ، و المقصود هنا بالطبع الأمن و القانون الإسرائيلي!!. كذلك يلعب النظام المصري دورا حيويا في هذه المسرحية الهزلية ، بإطالة أمد المفاوضات العبثية بين فتح و حماس في القاهرة و شغل الرأي العام بتفاصيلها ، رغم أن القاصي و الداني يعلم باستحالة التوفيق بين مشروعين متناقضين بالكلية ، و كذلك بالقضية الجديدة القديمة – التنظيم الدولي للإخوان - التي يحاكم بسببها الآن قيادات الصف الأول بجماعة الإخوان المسلمين و تلاحظ في كافة أوراق محاضر تحريات أمن الدولة المنشورة في وسائل الإعلام تكرار تهمة جمع التبرعات لفلسطين كتهمة أساسية يحاكم بسببها الإخوان الآن. حين تنظر لهذه المشاهد من بعيد تكتمل أمامك أبعاد الصورة التي يجري التجهيز لها على قدم و ساق و الهدف الأساسي لها هو إغلاق ملف القضية الفلسطينية نهائيا ، عبر تغيير كافة المعطيات على الأرض و فرض واقع جديد يصعب تغييره ، مع تدجين كامل لكافة قوى الممانعة في المنطقة و إلهاء الشعوب بقضايا فرعية و ثانوية يتم تضخيمها إعلاميا للتغطية على الكوارث الأخرى التي يقومون بها. وحتى لا يتهمنا أحد بالمبالغة ، أعيد الجميع إلى الخبر الذي نشرته الجزيرة في ( 22 / 7 / 2009 ) حول الشركات الأمنية الأجنبية الخاصة التي تعمل بالضفة و ( تنسق ) مع الأجهزة الأمنية بالسلطة الفلسطينية في تصفية المقاومة الغربية و حماية أمن إسرائيل. يبقى المطلوب منّا شعبيا وعربيا و إسلاميا لفت الأنظار لما يحدث و كشف حقيقة ما يدور وراء الكواليس ، مع التذكير الدائم بأنه ليست المشكلة في المستوطنات أو الجدار العازل أو غيرها من أعراض الداء الحقيقي ألا و هو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. إذا نجحنا في تعبئة الشعوب و تذكيرها بأصل الداء – الاحتلال - نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو الحل الحقيقي للقضية ، و نكون قد قدمنا للأجيال القادمة التاريخ كما هو لا كما يريدونه ، لعل و عسى أن ينجح من يأتي بعدنا في إكمال الطريق و تحقيق النصر، اللهم آمين.

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online