الأحد، ٦ أبريل ٢٠٠٨

إضراب 6 إبريل هل سينجح ؟


قبل النشر

بقلم / د ممدوح المنير

الإضراب المزمع حدوثه يوم 6 إبريل يعتبر صرخة احتجاج من شعب يإن تحت وطأة نظام سادى فاشي لا يملك ما يقدمه لشعبه سوى الجوع و الفقر و المرض و الفساد والإفساد .
يتم الإضراب تضامنا مع عمال شركة مصر للغزل و النسيج بالمحلة الكبرى في ( 6/ 4/2008) ، و الذي يتوقع أن تشارك فيه كافة قطاعات الشركة بلا استثناء بناء على معطيات سابقة من إضرابات مشابهة ، حتى هنا الأمر لا يعدوا كونه إضراب عمالي معتاد للمطالبة بحقوق مهدرة ، لكن الغير عادى الظرف الذي يتم فيه الإضراب و كذلك رد فعل المتوقع من النظام تجاه الإضراب .
هناك عدة حقائق لا بد أن توضع في الاعتبار حتى نحسن إدراك الصورة للحدث
و الظرف الذي يتم فيه ورد الفعل المتوقع من النظام ، منها :-

1- نحن أمام شعب لا يجد قوت يومه ويقتل من أجل لقمة العيش ( عدد القتلى في معارك الخبز اليومية وصل حتى كتابة المقال 24 قتيل ) ، شعب قام حتى الآن بأكثر من أربعة آلاف إضراب واعتصام و مظاهرة من أجل لقمة العيش بلا استجابة من النظام و بالتالي فنحن أمام شعب ينتفض بكامله ، بكامل شرائحه الاجتماعية و المهنية و السياسية .
2- كذلك هناك ارتفاع جنوني في الأسعار يتجاوز كافة الخطوط الحمراء التي يتحملها المواطن ، حيث أن المواطن المصري حاليا أصبح مشغولا بتوفير المقومات التي تبقيه على قيد الحياة و ليس تحسين نوعية الحياة نفسها .
مع الأخذ في عين الاعتبار أنه ليس متوقعا أن تنخفض الأسعار على المدى القريب لسببين جوهريين
أ‌- الارتفاع الجنوني في الأسعار على المستوى العالم و ليس في مصر وحدها و بالتالي فجزء أساسي من المشكلة خارج سيطرة الدولة .
ب‌- ثانيا أن طبيعة نظام الحكم المصري لا تجعله قادرا من الناحية الإدارية على التعامل مع الأزمات فهو نظام يجيد صنع الأزمات و هو عاجز تماما عن التعامل معها و بالتالي فالمتوقع أن تستمر الأزمة في التصاعد بوتيرة أعلى و بسرعة غير متوقعة .
3- الإضراب أصبح كذلك نواه لإضراب عام في كافة أنحاء مصر ، وجه الدعوى له العديد من القوى السياسية و الحزبية والشخصيات العامة و وجدت الدعوة للإضراب العام من يساندها و ينشرها وخاصة في فضاء الإنترنت الذي لا يخضع للسيطرة الأمنية كما أن ظروف الاقتصادية و السياسية الضاغطة على المواطن مثلت البيئة الخصبة لانتشار هذه الدعوى على نطاق واسع.
4- أمر آخر الإضراب الوحيد المؤكد حدوثه في 6 إبريل هو إضراب عمال شركة مصر بالمحلة و المؤكد نجاحه بغض النظر عن معنى النجاح في الفترة الحالية ، و بالتالي هو الوحيد اليقيني حتى الآن و الباقي ظني الحدوث ، كما أنه سيكون الأكبر حجما و الأشد تأثيرا .
5- الإضراب المتوقع سيحظى بتغطية إعلامية واسعة لذا فالحضور الإعلامي الكثيف و المستمر للحدث سوف يكون السمة الغالب على الموضوع مما سينقل الإضراب من بؤرة المحلية إلى النطاق الدولي و لدينا سابقة في الإضراب المحلة الكبرى الأخير الذي غطته عدد كبير من وسائل الإعلام على مستوى العالم بل خرجت مظاهرات في دول أجنبية للتضامن مع الإضراب و أعلنت جهات عمالية و حقوقية دولية تضامنها مع إضراب المحلة.
6- لا حظ أيضا أن الإضراب سيكون قبل موعد انتخابات المحليات بيوم واحد فقط و بالتالي النظام سيكون في حالة إستنفار لأقصى مدى .
7- كذلك يتم الإضراب دون وجود قيادة واضحة تقوده و توجهه و خاصة و قد أعلن الإخوان المسلمين الجهة الوحيدة المؤهلة لقيادة إضراب عام و تحريكه و توجيه ، أعلنت أنها تدعمه وتسانده ولكنها لا تقوده .
8- يتم الإضراب أيضا دون أهداف واضحة و محددة و آليات للعمل و تنسيق بين القوى المختلفة على الساحة السياسية ، مما يجعل الإضراب في خطر كبير في حالة حدوث فوضى أو أحداث عنف سنخسر حينها جميعا حكاما و محكومين ، لذا أدعوا كافة القوى الداعية للإضراب أن تكون رسالتها واضحة بأن يكون الإضراب سلميا و حضاريا للحفاظ على مؤسسات الدولة وحتى لا نوفر ذريعة للنظام لاستخدام العنف .
أمر أخير كيف سيتعامل النظام مع الحدث ، اعتقد شخصيا أن أسلوب المسكنات و الوعود الزائفة هو المطروح حاليا فالقمع بالقوة له تكلفته العالية داخليا و خارجيا ، كذلك عدم التجاوب سيطيل أمل الإضراب و بالتالي يزداد حجم التأييد و التعاطف معه ، لذلك لا يستطيع المرأ أن يجزم بما سيحدث فالفوضى لا قانون لها و كذلك نظام الحكم عندنا ، و لكن المبشر في الموضوع أن كرة الثلج قد تحركت و بسرعة عالية ، و لا نملك في النهاية إلا قول اللهم إنا لا نسألك رد القضاء و لكنا نسألك اللطف فيه ، اللهم آمين .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online