الأربعاء، ٣ فبراير ٢٠١٠

العقل الأمريكى كيف يفكر ؟

العقل الأمريكى كيف يفكر ؟

نشر فى: بر مصر ، نافذه مصر




يذهب كثير من الباحثين إلى أن الولايات المتحدة المريكية ( تغيرت ) بعد الحادى عشر من سبتمبر ، بل يذهب البعض لتقسيم العالم تاريخيا إلى ما قبل الحادى عشر من سبتمبر و ما بعده ، للتدليل على مدى تأثير الحدث فى الولايات المتحدة و مدى ( تأثرنا ) به . لذلك حتى نفهم جيدا الرؤية الاستراتيجية الأمريكية للعالم، بشكل عام، وللعالم العربي بشكل خاص، لابد من الإشارة إلى ملاحظة مهمة، أكد عليها الكثير من المتخصصين ، وعلى رأسهم عالم السياسة الأمريكي “هانز مورجنتاو” و التى تقول (( أن مفهوم الهيمنة والسيطرة على العالم، والذي يعكس في باطنه شعورا دفينا بالتميز والتفوق الحضاري والثقافي” كان المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية، وأن هذا المفهوم يعد المفتاح الرئيسي، لفهم السياسة الخارجية الأمريكية منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الآن )) . نما هذا الشعور بالتفوق و التميز الحضارى عقب الحرب العالمية الثانية و خروج الولايات المتحدة منها كقوى عظمى ، ضمن قطبين مع الإتحاد السوفيتى ، ثم سعيها الدائم و الدؤوب للتخلص منه هذا حتى ( تتفرد ) بالتميز و الإستعلاء الحضارى حتى تحقق ذلك بالفعل فى مطلع التسعينات بإنهيار الإتحاد السوفيتى ، فأصبح العالم كله بالنسبة لها منطقة نفوذ يحق لها وحدها أن تتدخل فيه . إستراتيجية المشروع فى رأيى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتغير بعد الحادى عشر من سبتمبر كما يحلو للبعض ان يقول ، و لكنها أرادت لنا أن نتغير نحن لا هى !! ، فرؤية الولايات المتحدة لذاتها و للآخر لا تتشكل وفق تصنيفات عرقية أو إثنية أو دينية أو تبعا لسياسية رد الفعل ، و إنما من خلال معايير موضوعية موحدة و ثابتة لدورها وأهدافها و مصالحها فى العالم ، بمعنى أن الولايات المتحدة حين تتعامل مع ( الآخر ) فإنها تتعامل معه من خلال مدى تفهمه لتلك الرؤية و مدى تحقيقه لأهدافها و مصالحها. من خلال فهم ( السيكولوجية – الإستراتيجية ) نستطيع أن نفهم كيف تدير الولايات المتحدة ( مشروعها ) ، فالولايات المتحدة مثلا لم تجد غضاضة فى التعامل مع إخوان العراق رغم كونهم ( إخوان مسلمين ) ، و لكنها تعاملت معهم وفق كونهم يحققون مصلحة مباشر لها فى حينها من خلال إضفاء المشروعية على حكومة بريمر وقتها و الحكومات الأخرى لاحقا ، فى حين أنها لا تتعامل مع ( حماس ) وتسعى لتصفيتها لأن وجودها يتعارض مع ( مصلحة ) مباشرة لها. مثال آخر ، فى الحقبة السوفيتية كان الإتحاد السوفيتى ( الشيوعى ) العدو اللدود لأنه كان يتعارض مع رؤية الولايات المتحدة لذاتها كإمبراطورية عالمية، فى حين أن تعاملها مع الصين ( الشيوعى كذلك ) كان و لا زال ودودا للغاية - رغم توجسها منه - إذا ما قورن بالإتحاد السوفيتى . مثال ثالث ، رعت الولايات المتحدة الكثير من الأنظمة العربية الدكتاتورية وقدمت لهم العون بحيث أصبح إستمرارهم مرتبط بتواصل دعمها لهم ، فى حين أنها حاربت ديمقراطية ( فنزويلا ) و تقاطعت تماما مع الديمقراطية التى جاءت بحماس أو الإخوان فى مصر ، و على نقيض ذلك قبلت بديمقراطية تركيا و تعاملت معها لأنها شكلت توافقا مع مصالحها فى حينها. ما نريد أن نقوله هنا هو أن الولايات المتحدة فى تعاملنا معها لا بد أن ندرك أن محددات العلاقة هى ( الإمبراطورية - المصلحة ) لا ( المبدأ – القيم ) قد يختلف معى البعض فى هذا الطرح ، على ضوء المتغيرات الواقعة على الأرض بين حقبة بوش و حقبة أوباما ، لكن الواقع أنه إختلاف فى ( الآلية ) و ليس (الإستراتيجية ) ، فحقبة بوش مثّلت ( الأسلوب الخش ) فى حين أن حقبة أوباما أريد لها أن تمثل ( الأسلوب الناعم ) فى تحقيق الإستراتيجية و تحسين صورة ( البطل) الأمريكى فالتغيير كان فى ( السيناريو و الإخراج ) لا الفكرة ذاتها ، فهل من متعظ ؟!.

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online