
نشر فى : الشعب ، إخوان أون لاين ، نافذة مصر ، بر مصر ، المركز الفلسطينى للإعلام ، صحيفة الأمان اللبنانية
mam.almuneer@gmail.com
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ٥:٥٠ ص 0 التعليقات
التسميات: http://www.blogger.com/img/blank.gifمقالات فى الشأن الخارجى
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ٢:٤٥ ص 0 التعليقات
التسميات: مقالات فى الشأن الخارجى
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ١١:٢٠ م 0 التعليقات
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ١١:١٧ م 0 التعليقات
بقلم / د ممدوح المنير
نشر فى : المركز الفلسطينى للإعلام ، الشعب ، اخوان اون لاين ، بر مصر ، نافذه مصر
فى البداية أقدم إعتذارى لصاحب سلسلة رجل المستحيل الروائية لإقتباس إسم المقال من عنوان سلسلته ، لكن الرجل الذى أتحدث عنه اليوم لم يكن أسطورة كبطل الرواية و لكنه رجل حقيقى من لحم ودم و روح ، هو صانع المستحيل بلا مبالغة بل هو سيّد المستحيل إن جاز التعبير .
صباح يوم الجمعة الموافق الخامس من يناير 1996 سيظل دائما حاضرا فى ذاكرة التاريخ الفلسطينى و العربى والإسلامى بل العالم أجمع لأن هناك الكثير من البشر يعيشون فى هذه الحياة و هم أموات وآخرون بباطن الأرض ولكنهم أحياء .
تعود المرأ حين يكتب عن سيرة إنسان عظيم أن يطبع كلامه بطابع الحزن على ألم الفراق و لكن لا أدرى ربما كان الثعلب هو الرجل الوحيد الذى يكتب عنه المرأ و هو يشعر بالنشوة و الفرح !! ، بل ينتابه شعور مفرط بالحماسة و الأمل !!.
أعلم أن مقدمة المقال قد تكون طويلة بعض الشىء و لكن طبيعة الرجل الذى فى حضرتنا الآن تقتضى تلك التهيئة النفسية للقارىء فرجل مثل يحيى عياش يجب أن يقدم طويلا سواء كان حيا أم شهيدا .
لم تكن صفات مثل ( الثعلب ، العبقري ، الرجل ذو الألف وجه ، الأستاذ ، المهندس ، أبو القنبلة البشرية ) لم تكن هذه النعوت و الصفات مما جادت به قريحة محب و لكنها من إعداد و إخراج العدو نفسه !! ، نعم كانت قيادات الجيش الإسرائيلى معجبة أشد الإعجاب بعدوها الأول كما كانوا يطلقون عليه ، حتى قال عنه أحد قادتهم "إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع" !.
وُلِد يحيى عيَّاش في السادس من مارس 1966، في قرية "رافات" جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة . ، كان معروف عنه دقة حفظه و ذكاءه الحاد هذا مع هدوءه و خجله الشديد و لكنه على ما يبدو كان الهدوء الذى يسبق العاصفة !!.
حفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره، و تخرج من الثانوية العامة بتقدير 93% تقريبا ، إلتحق بجامعة بيرزيت وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في العام 1988 ، و لكنه نبغ كذلك فى الكيمياء ، حاول بعد تخرجه السفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا، ورفض الاحتلال طلبه، وعلق على ذلك "يعكوف بيرس" رئيس المخابرات حينها قائلاً: "لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحًا بالإضافة إلى مليون دولار" !!.
تزوَّج المهندس بعد تخرجه من ابنة عمته، ورزقه الله البراء و يحيى و عبداللطيف.
إنضم المهندس مبكرا للحركة الإسلامية فى فلسطين حتى أعلن تأسيس حركة حماس – 1987 م - القوة الضاربة لجماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين ، كما يقول موقع الحركة على الإنترنت ، طلب المهندس فى رسالة كتبها لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحماس الإنضمام للكتائب ووضح لهم خطته فى تنفيذ عمليات نوعية ستقلب كيان العدو الإسرائيلى و سرعان ما انضم للكتائب حتى اصبح فارسها الأول بلا منازع .
أشرف المهندس منذ البداية على تنفيذ العمليات الإستشهادية فى الذكرى الأولى لمذبحة الحرم الإبراهيمى فى فبراير 1994، حيث فجَّر الاستشهادي "رائد زكارنة" حقيبة المهندس في مدينة العفولة؛ ليمزق معه ثمانية من الصهاينة ويصيب العشرات.
وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر "عمار العمارنة" نفسه؛ لتسقط خمس جثث أخرى من القتلة.
وبعد أقل من شهر عجَّل جيش الاحتلال الانسحاب من غزة، وتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في العمليات التى أشرف عليها المهندس حينها 76 صهيونيًّا، و400 جريح.
جن جنون العدو الإسرائيلى من عمليات المهندس الإستشهادية حتى قال عنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحق رابين: " أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست". وقوله أيضًا: "لا أشك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها" أما "موشيه شاحاك" وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق فقال عنه : "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عيَّاش إلا بالمعجزة؛ فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدًّا لعملياته التخريبية".
و أصبح كذلك النجم الأول فى كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية و أصبح يتصدر الصفحات الأول تحت عنوان "اعرف عدوك رقم 1 .. يحيى عيَّاش" و تحتها صور مختلفة له ، لأن المهندس كان معروفا عنه أنه يملك قدرة خرافية على التنكر لذلك أطلقوا عليه ( صاحب الألف وجه) .
أصبح المهندس المطارد رقم واحد فى إسرائيل لأكثر من ثلاث سنوات حيث كان لا يستطيع البقاء أكثر من ساعات معدودة فى المكان الواحد ، قام العدو الإسرائيلى بتجنيد مئات العملاء للتتبع حركته واصطياده و لكنه كان دائما يفلت بعون الله حتى حان موعد لقاءه بربه و فى عملية معقدة و خسيسة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 / يناير 1996 إنفجر هاتف نقال فى رأسه و هو يتحدث مع والده و يسقط شهيدا و لكن بعد أن ترك خلفه مئات التلاميذ الذين أصبحوا الآن أساتذة كبار فى العبقرية والصمود و التحدى .
بعد هذه الإطلالة السريعة والواجبة على حياة هذا المجاهد العظيم تبقى كلمة لا بد منها ما الذى خلق من هذا الإنسان الذى كان يوصف بالخجل و الهدوء الشديد ، هذا القائد الفذ ؟ ، أترك الإجابة لأحد الباحثين الإسرائيليين الذين كتبوا عن المهندس- فالحق ما شهدت به الأعداء - حيث يقول (إن المشكلة في البيئة العقائدية الأصولية التي يتنفس المهندس من رئتها ، فهي التي تفرز ظاهرة المهندس وظاهرة الرجال المستعدين للموت في سبيل عقيدتهم) إنه الإسلام و لا شىء غيره ، هو المحضن الطبيعى لإيجاد هؤلاء البناءين العظام ، إنها رسالة موجزة للحكام و الشعوب إذا أرادوا الرفعة بين الأمم ، عليهم أن يعودوا إلى ربهم و ينصلحوا معه حتى يصلح الله حالهم ، أما يحيى عياش فلا نملك إلا أن نقول له سلام عليك ألف سلام
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ١١:٠٦ م 0 التعليقات
نشر فى : اخوان اون لاين ، بر مصر
نحاول من خلال هذا الطرح الذى بدأناه فى المقال السابق أن نجيب عن السؤال التالى لماذا يبدو أمام عين المتابع أن جماعة الإخوان المسلمين تتعرض بشكل مستمر لإنتقادات ( كثيرة ) و ( قاسية ) من قبل وسائل الإعلام بمختلف إتجاهاتها ، و خلصنا فى المقال السابق لنتيجة مفادها أن كل وسائل الإعلام تقريبا المقروؤة و المسموعة و المرئية تختلف فكريا مع جماعة الإخوان ، فى حين لا يسمح النظام المصرى أو حتى العالمى بوجود و سيلة إعلامية إخوانية أو حتى إسلامية بالمطلق تهتم بالشأن العام أو السياسة بالأساس ، نعم قد يسمح النظام بوجود فضائية إسلامية أو صحيفة كذلك و لكنها تكون فى الأساس وعظية و ليس لها علاقة بالشأن العام أو الإشتباك معه ، اللهم إلا النذر اليسير الذى لا يمكن الإحتجاج به أو القياس عليه .
من الأمور الأخرى التى تظهر الجماعة بشكل سلبى لدى الرأى العام بلا موضوعية ، ما تقوم به بعض وسائل الإعلام فى بعض البرامج من إستدعاء ضيف من الإخوان كممثل للرأى الآخر ، حتى يتسم الحوار بالموضوعية الظاهرة، فى حين يكون الضيف الإخوانى ليس له خبرة فى الوقوف أمام الكاميرات فتجده يصاب بما يعرف ( برهاب الكاميرا ) فتجده رغما عنه فى حالة إرتباك فيشعر المشاهد أن الإرتباك لضعف الحُجة و ليس لرهاب الكاميرا ، فى حين يكون الضيف الآخر محترف و متمرس على مواجهة الجمهور و الكاميرات ، لكن للموضوعية هذا التكتيك لا تستخدمه كافة البرامج ، فهناك برامج تجد الطرفين أكفاء و تجد ندية فى الحوار ، مما يتيح أمام المشاهد أن يقيّم الموقفين بصورة متوازنة .
من الأمور الأخرى التى تسهم بشكل أو بآخر فى ( كثرة ) الإنتقادات التى تتعرض لها الجماعة هى عدم قدرة الجماعة على الإفصاح عن كل ما لديها من طاقات و إمكانيات ، نتيجة للضغوط الأمنية الهائلة التى تتعرض لها ، فتجد البعض مثلا يتهمها بإهمال مشاكل المجتمع الأساسية و عدم إهتمامها بالطبقات الفقيرة ، لكن الجماعة فى واقع الأمر تولى هذا الأمر أهمية بالغة ، لكنها لا تستطيع أن تذكر أرقام أو إحصائيات أو مؤسسات أو أفراد تبين حجم المجهود الهائل فى هذا المجال ، حتى لا يتم تجميده من قبل السلطات و مستشفى الجمعية الطبية الإسلامية المركزي الخيري بالقاهرة و الذى تكلف نحو أربعين مليون جنيه دليل حىّ على ما نقول به و الذى هدم خلال الأيام القليلة الماضية ( 7/ 12/ 2009 ) نظرا لكونه محسوب على الإخوان !! ، تجد هذا الموقف يتكرر فى حالات كثيرة يُهاجم الإخوان فى موضوع ما ، و لا يستطيع الإخوان الدفاع بشكل واضح و صريح عن موقفهم نظرا لتقديرات و حسابات أخرى قد لا يعيها المشاهد أو المتابع فيبدأ فى التجريح أو النقد القاسى للجماعة ، و لا تملك الجماعة سوى الصمت أو الرد العام الذى لا يدخل فى تفاصيل قد تضر أكثر مما تنفع .
أمر أخير هو النقد الذى يوجه للجماعة من داخلها و الذى يعنينى منه هنا هو ما يصل إلى وسائل الإعلام فمنه ما يعتبر نقد ذاتى حين يكون على يد أحد قادتها و رموزها و منه ما يكون فى شكل إتهام يصل إلى حد التجريح ، النوع الأول لا تعقيب لى عليه فهو مطلوب و مرغوب ، أم ما يشتمل على تجريح ، فعلى الرغم من أنّ حسن النصيحة لا يقتضى التجريح و الإتهام بغير دليل أو بينة ، لكن لنفترض جدلا صحة هذا النقد القاسى ، أليس من الأمانة فى النقد أن يعرف الناقد أن المنقود – الإخوان – سوف يحظون بنفس فرصة الناقد فى الرد عليه ؟! .
فكثيرا ما يحدث و هذا هو الغالب الأعم أن من ينتقد الإخوان و خاصة إذا كان محسوبا عليهم ، تفتح له أبواب الصحف و الفضائيات الخاصة منها و الرسمية على مصراعيها و تصبح كلماته عناوين رئيسية فى مانشيتات الصحف و إتهاماته للجماعة الخبر الرئيسى فى برامج التوك شو !! ، فى حين لا تتاح للإخوان الفرصة و بقدر من التساوى فى الرد على هذه الإتهامات .
فعادة لا تنشر الصحف أو الفضائيات رد الإخوان على هذه الإتهامات إلا النذر اليسير من الصحف و البرامج المحترمة التى تعد على أصابع اليد الواحدة .
لذلك أرى أن من الأمانة أن من يفكر فى إنتقاد الجماعة و هذا حقه الذى لا تسريب عليه ، أن يفكر أولا هل ستتاح للجماعة نفس الفرصة و بنفس الحجم فى الرد ؟ ، أم ستستغل فى تشويه الصورة الذهنية للجماعة فقط ؟، بحيث يجد الناقد نفسه قد تحول – دون قصد منه - لمجرد أداة تستخدم فى تشويه صورتها فقط لا غير .
تبقى كلمة أخيرة لا بد منها ، يجب كذلك على مؤسسات الجماعة المختلفة أن تعمل على الرد على كل ما يعنّ من تساؤلات قد تدور فى عقل منتسبيها أو محبيها قدر المستطاع ، و من النماذج الطيبة التى تستحق أن تحتذى فى هذا المجال حركة حماس الصامدة الصابرة ، فلا تجد إتهاما أو نقدا تلوكه الألسنة عنها ، إلا و تجد الرد الفورى عليه دون إبطاء ، فتموت الفتن فى مهدها ، لذلك أتمنى على الجماعة الأم أن تجد لنفسها الآلية ( السريعة ) التى تتناسب مع حجمها و مكانتها فى الرد على الإتهامات التى تواجهها ، هذا و الله أعلم
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ١١:٠٣ م 0 التعليقات
كثيرة هى الإنتقادات التى تتعرض لها جماعة الإخوان المسلمين بين الفينة و الأخرى ، و هذه الإنتقادات تتفاوت فى حدة إتهاماتها بين الخطأ و الخطيئة ، و بين قائليها بين الإعتدال و التطرف فى النقد ، حتى أصبح المرأ لا يجد و سيلة إعلامية مقروؤة أو مسموعة أو مرئية لا يكون إنتقاد الإخوان خبزها اليومى سواء فى العناوين الرئيسية أو الفرعية أو تحليلات كتابها ، و هذا فى حد ذاته دليل معبر عن حيوية الحركة ، إن لم يعنى بالضرورة دليل صحة أو خطأ . لكنّ الملاحظ أن جانب النقد السلبى الموجه للجماعة يزيد كثيرا عن جانب النقد الإيجابى أو البنّاء الذى تقابل به مجمل مواقفها ، كما يلاحظ كذلك أن أسلوب النقد الموجه يتصف بالحدة الشديدة و التى تحول الخطأ – إن صحّ – إلى خطيئة ، و الصغيرة إلى كبيرة !! ، مما يسهم بشكل كبير فى تشويه الصورة العامة للجماعة سواء قصد صاحب النقد ذلك أو لم يقصد . و التساؤل الذى يطرح نفسه هنا ، هل هذه الكثرة فى الإنتقادات السلبية ، دليل حقيقى على تعثر و تخبط و كثرة أخطاء الجماعة أم ماذا ؟ . و حتى نستطيع أن نجيب عن هذا التساؤل ، يجب علينا بداهة أن نفرق بداية بين أمرين : أولا : أن ( حدوث ) الخطأ أمر حتمى و بديهى ، بل هو سنة من سنن الله فى الكون ، فليس محور حديثى هنا هو هل يخطىء الإخوان أم لا ؟! ، لأن الإجابة الحتمية و المنطقية على هذا التساؤل هو نعم بكل تأكيد ، ومن ينكر ذلك فهو شخص قد أعماه التعصب ، بل لعلى لا أكون متجاوزا إذا قلت أن لديه خلل فى الإيمان إن إعتقد أن الإخوان لا يخطئون . ثانيا : مدى ( صحة ) الخطأ ، أو بمعنى آخر هل إعتبار موقف الإخوان من قضية ما خاطئاَ ، يعنى بالضرورة صحة هذا الموقف ؟ بالطبع لا ، لأنه أيضا من سنن الله فى كونه أنه يستحيل أن يجتمع ( الجميع ) على رأى واحد ، فنحن لسنا جميعا على مستوى واحد من التعليم أو الثقافة أو الفكر أو التجربة أو الخبرة أو حتى النضج ، بل إننا كبشر إختلفنا كذلك فى الحقيقة المطلقة الكبرى فى هذا الكون ألا و هى ( الله ) فمنهم من أنكر و جوده رغم أنه هو الذى أوجده ! و منهم من أقر بوجوده و لم يقر بوحدانيته بل جعل له شركاء ، و منهم من جعله بشرا ! ، ومنهم من جعله حجارة ! ... إلخ . فإذا كانوا قد ( إختلفوا ) حول الله ، أيتفقون إذن على الإخوان أو مواقفهم صحة أو خطأ ؟! ، إذن يجب أن يدرك كل مهتم بالشأن الإخوانى سلبا أو إيجابا أن رأيه مهما بلغت وجاهته بالنسبة إليه ، فهو رأى يحتمل الصواب ، بالقدر الذى يحتمل به الخطأ . يبقى التساؤل الأساسى الذى طرحناه هل ( كثرة ) النقد السلبى للجماعة دليل حقيقى على تخبط الجماعة ؟ فى الحقيقة أعتقد أن الإجابة التى أقتنع بها شخصيا هى ( لا ) بكل تأكيد ، لماذا ؟ لأن جماعة الإخوان المسلمين نتيجة أنها تعمل فى بيئة عمل ( رسمية ) رافضه لها بالمطلق سواء داخل مصر أو خارجها ، أصبحت تعانى من ( ندرة ) المنابر الإعلامية التى تعبر بها عن مواقفها أو تدافع عنها ، فى حين تتوافر لمنتقديها ( مئات إن لم يكن آلاف المنابر ) الإعلامية القوية التى تهاجم الجماعة ، فالجماعة الأم فى مصر على سبيل المثال لا توجد صحيفة أو قناة فضائية أو إذاعية تعبر عنها أو عن مواقفها ، و هذا بالطبع هدفه الحفاظ على الصورة الذهنية السلبية عن الإخوان فى عقول المواطنين . طبعا الصورة ليست بهذه السوداوية ، فهناك ( بعض ) الإختراقات ! التى ينجح فيها الإخوان فى التعبير عن مواقفهم من خلال هذه المنابر و لكن يظل هذا هو الإستثناء و ليس الأصل ، بل لعلى لا أكون مبالغا إذا قلت أن هذه الإختراقات – إن صح التعبير – تكون بغرض ( الإيحاء ) بالموضوعية من قبل الوسيلة الإعلامية ، كيف ؟ بالمثال يتضح المقال ، أذكر أن المهندس سعد الحسينى النائب بالبرلمان المصرى و عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان قد حكى لى أحد هذه المواقف حين تلقى دعوة بأن يكون ضيفا على أحد برامج التوك شو الشهيرة فى مصر و الوطن العربى ، قال لى ما إن وصلت إلى الإستوديو حتى فوجئت بمقدمة البرنامج تقول له نصا ( أنا سوف أظلمك اليوم فى الحلقة !! ) بمعنى لن تتيح له فرصة كافية للرد على الإتهامات ، و فعلا لم تعطه الكلمة مثل باقى الضيوف بل تعمد المخرج تغييب صورته و صوته عن المشاهدين حتى لا تبدو إحتجاجاته من منعه من الرد ، بحيث تبدو الصورة أمام المشاهد كالتالى البرنامج موضوعى لأن هناك الرأى و الرأى الآخر ، لكن موقف ممثل الإخوان ( ضعيف ) لأنه لم يستطع الرد على الإتهامات !!) . أمر آخر يلاحظه أى مهتم بالشأن الإعلامى حين يجد أنه لا يوجد منبر إعلامى إسلامى و ليس إخوانى فحسب يهتم بالشأن العام أو السياسة – عدا الإنترنت - فى حين أن الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام تجدها إما علمانية التوجه أو ليبرالية أو حزبية أو نحوه ، بالطبع هناك عدد من الكتاب المحترمين الذى يتصفون بالموضوعية و الحياد فى هذه المنابر ، لكنه حياد من وجهة نظر صاحبه الذى يختلف معها فكريا و إن إتفق معها تكتيكيا ، ما أقصده هنا أن الإخوان يظلون حتى مع و جود هؤلاء الكتاب المحترمين فى عوز شديد إلى منابر إعلامية تمكنهم من التواصل مع الجماهير و هو خط أحمر يحرص النظام المصرى على عدم تجاوزه . بالتالى تصبح المحصلة النهائية التى تصل إلى ذهن المشاهد أن هناك عشرات و مئات المنابر الإعلامية التى تهاجم الإخوان ، مما يرسخ فى العقل فكرة مفادها أن هناك رفض كبير لمواقف الجماعة ، و تتحول بقدرة قادر أخطاء الإخوان - إن صحت - إلى خطايا كبرى مع كثرة الإلحاح المتواصل و المركز على عقل المشاهد . لكن هل هذه هى فقط الأسباب التى تزيد من حجم النقد السلبى للجماعة أم هناك أسباب أخرى ؟ ، هذا ما نحاول الإجابة عنه فى المقال القادم بإذن الله .
* كاتب مصرى
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ١٠:١٤ م 1 التعليقات