الجمعة، ١٣ نوفمبر ٢٠٠٩

عز إس إم إس !!

عز إس إم إس !!
د / ممدوح المنير نشر فى : بر مصر ، نافذة مصر بداية أتوجه بخالص الشكر للنائب – بشرطة – أحمد عز ، فالرجل قدم لى خدمة جليلة بكلمته التى القاها فى مؤتمر الحزن الوطنى الإستعباطى الذى نطلق عليه مجازا الحزب الوطنى الديمقراطى ، و سبب الشكر أننى للأسف كنت على وشك الإصابة بالإكتئاب الحاد من كثرة الكوارث الحكومية التى تحلّ علينا صباح مساء ، حتى سمعت كلمته ، عندها فقط إختفى الإكتئاب وو جدتنى أدخل فى فاصل من الضحك المتصل حتى و صلت إلى مرحلة القهقهة ! ، عندها شعرت بالحرج و أخذت أكتم القهقهات - رغم أنى لست من أهلها - ما أستطعت إلى ذلك سبيلا !! ، و منبع الضحك ليس فقط من مضمون كلمته و لكن أسلوبه الذى يشعرك أن الرجل إندمج فى الدور جامد ، لدرجة إنه بدأ يصدق نفسه !! . الرجل على ما يبدو وجد أن مؤتمر الحزب لا يحظى بالتغطية الإعلامية المناسبة ، فأراد أن ينقذ الموقف ، فدخل فى فاصل من الردح المتصل يهاجم فيه الإخوان ، حتى تحظى كلمته بتغطية إعلامية مناسبة و نجح فى ذلك بالفعل ! . قال عز ( إن التيارات المتطرفة لا تمارس التسامح السياسى، بل ترفع الأحذية تحت قبة البرلمان، ولا تمارس السياسة بصورة أكثر وداً، بل تشكل ميليشيات من طلبة الجامعات، ولا تمارس السياسة بإيجابية، بل تنسحب من جلسات البرلمان أو تعتصم خارج أسواره ) . فعلا الإخوان ( المتطرفون ) لا يمارسون التسامح السياسى و الدليل أن أجهزة الأمن المصرية إعتقلت أكثر من عشرة آلاف عضو و قيادى من الإخوان فى السنوات الماضية و رغم ذلك لم يخرج أحد منهم عن النهج السلمى للجماعة ، أو يخرب شىء من الممتلكات العامة ، أو يقف أحد منهم أمام قاضيه الطبيعى المدنى فى التهم المعتادة إلا وتبرأ المحكمة ساحته . أما عن أن الإخوان لا يمارسون السياسة بصورة أكثر ودية ، فهذه و الله نعم كبيرة نشكر الله عليها ، فالسياسة الودية التى يتحدث عنها النائب المحترم و تمارسها حكومته بإخلاص و تفانى ، فهى سياسة السحل و الضرب و الإعتقال و التعذيب و تلفيق القضايا و كبت الحريات و ترويع الآمنين و ميلشيات البلطجية فى الإنتخابات التشريعية و الطلابية هذه هى السياسة الودية التى يتحدث عنها النائب المحترم !! . أما عن الإنسحاب من جلسات البرلمان ، فهو وسيلة إحتجاجية متعارف عليها فى كافة دول العالم و لا تلجأ إليها المعارضة البرلمانية إلا عندما تشعر بأن رأيها يصادر و كلماتها لا تحترم ، فتلجأ إلى هذا الأسلوب لتنزع الشرعية عن ممارسات لا تخدم الوطن أو المواطن . ثم يمضى النائب الميمون فى كلمته قائلا فى حبور ( من يراعِ مصلحة الوطن لا يفضل المسلم غير المصرى على المصرى غير المسلم ) الحمد لله أنه لم يتهم الإخوان بإغراق المصريين فى البحار أو حرقهم فى القطارات أو بقضايا الدعارة التى تطال كبار قيادات حزبه ، الحمد لله أنه لم يتهمهم كذلك بأنهم السبب فى تفشى السرطان و أمراض الكبد و السكر و الضغط و الإنفلونزا بجميع أنواعها طيور و خنازير و ما الله به عليم !! ، فهذه الكوارث و الأمراض توكيل حصرى للحزب الوطنى الديمقراطى !! . هذه العبارة ( من يراعِ مصلحة الوطن لا يفضل المسلم غير المصرى على المصرى غير المسلم ) ، تجعلك ترفع القبعة إحتراما و إجلالا لحامى حمى الوطنية أحمد عز باشا ، كان فقط ينقصه أن يقول ( لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا !! ) ، أما دليل هذه الوطنية التى أصابته فجأة فسأل عنها المصريون فى الخارج قبل الداخل و المعاملة الرائعة التى تصل إلى حد الإمتهان أمام سفارات مصر فى الخارج !! ، أو المصريون فى الداخل الذين يفضلون الموت غرقا على أن يعيشوا قهرا داخل وطنهم المقهور ، هذه هى وطنية أحمد عز و الحزب الوطنى أعازنا الله و إياكم منها . أما عن الوطنية مع الأشقاء فأبرز تجلياتها هو ما يحدث على حدودنا الشرقية فالإسرائيلى يدخل مصر للإستجمام بالبطاقة الشخصية و الفلسطينى العربى المسلم يموت على البوابات جوعا أو مرضا أو ضربا و سلام كبير هذه للوطنية العزّاوية ، نسبة إلى أحمد عز . ثم يقول مكملا حديثه قائلا ( والديمقراطية لن تأتى من مكتب الإرشاد، فهى ديمقراطية تقوم عندهم على مبدأ مواطن واحد وصوت واحد لمرة واحدة، وبعدها يختفى الصوت إلى الأبد، وهذه التيارات لا تفرض توجهاً اقتصادياً معيناً، بل تفرض زياً موحداً للرجال والنساء، وديناً واحداً لكل القيادات، ومن يخالفها لا يصبح معارضاً سياسياً بل معارضاً دينياً لمن يحكم بأمر الله.. ومن القادر على معارضة الحاكم بأمر الله؟! ) فالنفرض جدلا أن هذه الخزعبلات التى تقولها صحيحة ، أتمنى عليك يا سيد عز أن يفعل حزبك هذه الخزعبلات !! و لو مرة واحدة فى حياتك و قبل مماتك ، إجعلها لا فضّ فوك ديمقراطية مواطن واحد و صوت واحد و مرة واحدة و لكن رجاءا أترك المواطن يصوت بحرية و لو لمرة واحدة و أنا على يقين أنك لو فعلتها ستختفى أنت من مقعدك البرلمانى للأبد !. أما عن أن الإخوان لا يفرضون توجها إقتصاديا معينا ، فقل لى بربك أيها الرجل الحكيم كيف ( يفرض ) الإخوان توجها إقتصاديا معينا و هم لم يشكّلوا حكومة بعد ؟! كان من الأنسب أن تقول لم ( يقترحوا ) أو ( يتبنّوا ) ، ثم عن أى إقتصاد تتحدث ؟! ، إقتصاد الإحتكار الذى تتزعمه ، أم إقتصاد الإنهيار الذى نغرق فيه ؟! ، أم إقتصاد بيع الجمل بما حمل ؟! ، أم إقتصاد الفقر المدقع الذى يحيى فيه غالبية المصريون ، أم البطالة المفجعة التى يعانى منها الشباب ؟! أما بقية الكلمة من أن الإخوان سوف يفرضون ( زياً موحداً للرجال والنساء، وديناً واحداً لكل القيادات، ومن يخالفها لا يصبح معارضاً سياسياً بل معارضاً دينياً لمن يحكم بأمر الله.. ومن القادر على معارضة الحاكم بأمر الله؟! ) فيبدو أن أحمد عز بيضرب الودع أو ربما ذهب إلى عراف او كاهن فأنبئه بالغيب أو ربما كشف عنه الحجاب و نحن لا نعلم ، بصراحة يا أخ أحمد هذه الإتهامات الأخيرة ( واسعة شوية ) صراحة لم أجد أنسب من هذا اللفظ العامى للتعبير عن هذا التجنى المرسل بلا دليل . كنت أتمنى منك أن تكون كلماتك أكثر حنكة لكن يبدوا أن من كتب لك هذه الكلمة ليس بمخلص ، لذا أقترح عليك فى النهاية أن تكتفى بدورك المميز تحت القبة من إرسال رسائل نصية لتليفونات نواب الأغلبية للحضور فى جلسات التصويت و رفع الأيدى بالموافقة ، هذا دور مميز أدعوك للإستمرار فيه ، و دع عنك هذه الكلمات الحنجورية التى لا ينطلى كذبها و افترائها على أحد .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online