الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

أيها السادة الكبار

أيها السادة الكبار
بقلم د / ممدوح المنير أصحاب الفخامة و السعادة و السمو ، بداية أرحب بكم على أرض سيناء المصرية التى عانت من نير الإحتلال الإسرائيلى فى الماضى القريب ، حتى إستطاعت القوات المصرية بعون الله أولاَ و سواعد أبنائها ثانياَ أن تنتصر على الجيش الإسرائيلى و تُجلى الإحتلال عن أرض مصر فى معركة العاشر من رمضان ، معركة الكرامة . كان لابد أيها السادة من هذه المقدمة ، حتى يتضح للجميع أن الأرض التى يجلس عليها فخامتكم الآن حررتها المقاومة الشريفة بالسلاح لا بالمفاوضات العبثية بقطرة الدم لا بالتنسيق الأمنى ، هذا هو فقط أيها السادة الأفاضل ما يحرر الأرض و يحفظ العرض و يصون الكرامة . أصحاب السعادة و الفخامة و السمو ، أصارحكم أننى أتوجس َ من إجتماعكم هذا ، هل تجتمع بضع و سبعين دولة من مشارق الأرض و مغاربها من أجل إعمار غزة المكلومة ؟ ما كل هذا النبل و الوفاء ؟ و لكن مبعث قلقى أيها الكبار أنه ألم يكن من الأجدى أن يكون إجتماعكم الموقر هذا أثناء العدوان ؟ ليقف وقفة حازمة يرفض فيها الحرب النكراء التى شنّها الإحتلال على الأطفال و النساء و المرضى ؟ ، لماذا الآن فقط أيها السادة الكبار ؟. هل يستطيع مؤتمركم هذا أن يعيد لجميلة بنت العشر سنين ساقيها ؟! ، هل يستطيع مؤتمركم هذا أن يحيى الموتى و يشفى المرضى ؟ ! ، آسف أيها السادة على تعكير مزاجكم و لكن الحقيقة دائماَ قاسية و التاريخ لا يرحم ، لقد قتل الإحتلال أكثر من 1500 شهيد و جرح أكثر من خمسة آلاف جريح ، و ترك جراح لا تندمل فى قلب و عقل كل فلسطينى و عربى و مسلم و حر ، فهل تستطيعون سيادتكم أن تداووا هذه الجراح الغائرة ؟ . أريد أن أكون واضحاَ معكم غاية الوضوح لأن هذا هو وقت الحقيقة ، عليكم أن تدركوا جيداَ أن أموال العالم كله لن تستطيع أن أن تطبب جراح و آلام النفوس و القلوب ، فقط الوقوف بجوار الحق و التصدى للظلم بلا خداع هو من يشفى الجراح و يعيد البسمة للوجوه . أمر آخر أيها السادة الكبار هل من الحكمة و العقل أن تهدم إسرائيل و أنتم تعيدون البناء ؟ ، أليس من منطق العقل أن من تسبب فى هذه الكارثة هو المطالب بحلها ؟ أم أنه فى بؤرة الشعور لديكم تشعرون بأنكم مسئولين مسئولية مباشرة عن هذه الكارثة ؟! بسكوتكم تارة و دعمكم تارة أخرى ، ألا يحق للفلسطينيين أن يطالبوا الإحتلال بتعويضات عادلة عن الدمار و الخراب الذى حدث ؟ أليست اليهود إلى يومنا هذا يجعلون من الهولكوست بقرتهم الحلوب التى تدر عليهم المليارات سنويا َ ؟ أليس من حقنا أن تكون لنا حتى و لو عنزة صغيرة ؟! ، آسف أيها السادة عن سخريتى هذه و لكنه العلقم الذى يملاْ فمى. أيها السادة الكبار ، عليكم أن تفرقوا جيداَ - حين تضعون أموالكم - بين اليد النظيفة و اليد الملوثة بالفساد و الإستبداد ، أنتم تعلمون جيدا فى قرارة أنفسكم من هو الشريف و من هو المجرم ؟ من يدخل الأموال إلى غزة و من يهربها إلى بنوككم أنتم ؟ كل هذا معلوم لديكم ، فلا تضحكوا على أنفسكم أو علينا ، إلا إذا كنتم قد أتيتم بنوايا أخرى ظاهرها الرحمة و باطنها من قبلكم العذاب . أيها السادة الكبار ، عذرا للإطالة فوقتكم سمين غالى و لكن أعذرونى ، فأنا أكتب بحجم المأساة التى تتسع لها موسوعات لا بضعة سطور ، مأساة أكبر من أعماركم جميعاَ ، و لكنها بصمود أهلها و ثباتهم و رعاية الله لهم ستظل أبد الدهر ملحمة الفخار التى تفجر أروع آيات البطولة و أسمى آيات الفداء ، و السلام ختام .

0 Comments:

blogger templates | Make Money Online