الجمعة، ٢٣ أبريل ٢٠١٠

قصتى مع السرير !!


قصتى مع السرير !!

بقلم / د ممدوح المنير *


نشر فى : اخوان اون لاين ، نافذة مصر


الملاحظ أنه خلال الفترة الماضية ، إزداد حجم بطش النظام بمعارضيه ، مع توقع أن يستمر – البطش - خلال الفترة المقبلة أيضا ، كنتيجة للحراك السياسى الذى تمر به مصر حاليا و الذى يأتى بدوره فى لحظة فارقة  فى تاريخها الحديث .


ما أعنيه بالبطش هنا هو إزدياد القسوة الأمنية فى قمع المعارضة بكافة أشكالها فأصبح الضرب و السحل و هتك العرض و التعذيب من الأمور الإعتيادية الحاصلة فى التعامل مع المعارضة و تزداد هذه القسوة حين يكون المعارض محسوب على جماعة الإخوان المسلمين ، حينها تتضاعف حجم المعاناة الممارسة من قبل النظام تجاه من يقع تحت يدها منهم .


و إذا عددنا فقط  بعض الحوادث خلال الفترة الماضية للتدليل على هذا الطرح سرعان ما نجد أن الألفاظ التى إستخدمتها للتعبير عن حقيقة الوضع هى ( مهذبة ) و أن الوضع أسوء بكثير مما يحتمله اللفظ .


على سبيل المثال

1) اختطاف و تعذيب واعتداء جنسي بحق 11 طالب اخوان بكلية الهندسة بمنوف ، بتاريخ 30 / 3 / 2010 .


2) الإعتداء على بعض بنات و نساء الإخوان فى فى أكثر من مكان أثناء مداهمات و احتكاكات بالأجهزة الأمنية ، كان آخرها اعتداء  قائد حرس إحدى الكليات علي الطالبة الاخوانية بسمة محمود بعجر وتمزيق حجابها واحداث بعض الكدمات في يدها اليسري .


3) اشتباكات وضرب وتعذيب واعتقالات عشوائية  بالجملة للإخوان  أثناء هبّات نصرة الأقصى و فى يوم 6 إبريل الماضى (2010 ) لكافة الناشطين من جميع الإتجاهات .


4) اختطاف الطالب طارق محمد محمود خضر - كلية العلوم جامعة الإسكندرية -  من داخل كليته ظهر يوم السبت الموافق 27 -3 بواسطة الأمن بالكلية منذ نحو ثلاثة أسابيع و لم يظهر حتى الآن .


حين تقرأ هذه الحوادث و غيرها الكثير ، سرعان ما ينتابك شعور بالغضب أو الضيق من هذه الممارسات ، و قد ينتابك  و يسيطر عليك الخوف  من أن يحدث لك أو لشخص عزيز عليك ما  حدث لهؤلاء .


و الذى أريد أن أقوله هنا أن سياسة ( الخوف ) هى السياسة التى يحاول النظام فرضها على الجميع حتى يشعر المتابع لهذه الأخبار  بالفزع و الرعب و ينزوى أكثر على ذاته ، لذلك لعلى لا أكون مبالغا إذا قلت ، أن النظام قد يحرص أحيانا على ( نشر ) هذه الأخبار حتى يثبت مشاعر ( الرعب و الفزع ) لديك ، فتصاب بشلل فى التفكير و الحركة  ، و بهذا  يكون النظام قد نجح فى بسط سيطرته على العقول .

و حتى يستطيع المرأ أن يتجاوز و يقاوم هذا التأثير النفسى  السلبى المراد له ، فلا يوجد من علاج ناجع مثل حسن الصلة بالله :

أولا : لأنه علاج حقيقى و ناجع و مجرب مئة بالمائة و هناك آلاف الشواهد من الحياة التى تؤكد على هذا المعنى .


ثانيا : لأنه قادر على تحويل هذه المشاعر السلبية التى يراد فرضها عليك إلى مشاعر إيجابية مثل رفض هذه الممارسات و فضحها و العمل على إنهاء السياسات المسببة لها من خلال النضال السلمى المشروع بكافة أشكاله و ألوانه .


ثالثا :  لأنه قادر على قلب الكفة لصالحك ، لأنك بحسن صلتك بالله تكون قد إرتكنت إلى ركن شديد  فهو و حده النافع الضار و المعز و المذل فلا يصير فى ملك الله إلا ما يريده الله ، فالله يقول فى كتابه { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } فالضار هو الله و ليس النظام أو الأمن فما هما إلا أدوات لتنفيذ قدر الله الغالب ، و لكنه لا يضرّك إلا لينفعك  فى الدنيا أو الآخرة ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الحديث الصحيح لسيدنا عبدالله بن عباس و هو رديفه

(( احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ))  .

تحكى لنا السيرة النبوية مشهد من المشاهد الذى كثيرا ما يستدعيه المرأ من الذاكرة حين يشعر بقسوة الواقع من حوله ، ويزداد حجم بطش النظام بمعارضيه ، فى غزوة مؤته كما يروى ابن اسحاق ((  ولما أصيب القوم قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فيما بلغني: " أخذ زيد بن حارثة الراية فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم أخذها جعفر فقاتل  بها حتى قتل شهيداً " ؛ قال: ثم صمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، ثم قال: " ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيداً "؛ ثم قال: " لقد رفعوا إلىّ في الجنة، فيما يرى النائم، على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازوراراً- ميلا - عن سريري صاحبيه فقلت:

" عم هذا ؟ فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بعض التردد، ثم مضى )) .

 لقد تردد سيدنا عبدالله بن رواحه بضع لحظات ، تردد وهو فى الميدان و هو يحمل الراية ، لم يتردد و هو ينام على فراشه الوثير أو فى مسكنه الجميل أو  وسط تجارته و أبناءه ، لقد تردد فى الميدان و هو ينافح و يناضل فى سبيل رفعة الإسلام  و إقامة الحق و العدل و الحرية .


يالله  تردد لحظة ، فكان سريره فى الجنة مائلا لأسفل عن سرير صاحبيه الكريمين !! ، لم يشفع له كونه من الصحابة ، لم يشفع له أنه مقبل غير مدبر ، لم يشفع له أنه مات شهيدا فى سبيل الله ، نعم لقد دخل رضى الله عنه الجنة و فى أعلى درجاتها ، لكنه تردد لحظة من الزمن ، فكان الميل فى سريره ، فبقدر ترددك يكون ميل سريرك فى الجنة و كلما زاد التردد  زاد الميل .


أمامى وأمامك الخيار إما أن تحسم موقفك  و تختار أن تكون خانعا جبانا سلبيا ترضى بالدون و يملأ الخوف قلبك و عندها لا تهتم بمقدار ميل سريرك فى الجنة ، بل إحمل همّ إذا كنت ستدخل الجنة أم لا ، أو تختار طريق الأنبياء و أصحاب الدعوات و المصلحين فى كل عصر و مصر ، حينها  فقط سيحدوك الأمل فى أن يكون لك سرير فى الجنة و بقدر عزمك تكون درجة ميلك !! ، اللهم ارزقنا  العزيمة فى الأمر و نسألك الثبات  حتى الممات ،  قل آمين .


* كاتب و باحث



3 Comments:

حفــــــيدة البـنـــــــــأ said...

غــــــــرباء .. هــــكذا الأحـــــرار فى دنيــــا "العبيـــــــد "

غير معرف said...

اميييييييييييين .. لم اجد شئ اقوله بالاضافه الى امين سوى قول ابن تيميه "ماذا يفعل أعدائى بى؟ إن جنتى فى صدرى وإن قتلى شهادة وإن سجنى خلوة وإن نفيى سياحة فى أرض الله تعالى" ويقول آخر "لا تجزع لأحداث الليالى ولا تنام سوى خالى البال فبين عين وانتباهتها يغير الله الدنيا من حال إلى حال"

غير معرف said...

اميييييييييييين .. لم اجد شئ اقوله بالاضافه الى امين سوى قول ابن تيميه "ماذا يفعل أعدائى بى؟ إن جنتى فى صدرى وإن قتلى شهادة وإن سجنى خلوة وإن نفيى سياحة فى أرض الله تعالى" ويقول آخر "لا تجزع لأحداث الليالى ولا تنام سوى خالى البال فبين عين وانتباهتها يغير الله الدنيا من حال إلى حال"

blogger templates | Make Money Online