د. عمرو الشوبكى و هجومه على الإخوان ( 2 - 3 )
بقلم د / ممدوح المنير
نشر فى : بر مصر ، نافذة مصر
تحدثنا فى المقال السابق عن أولى النقاط التى هاجم بها د عمرو الشوبكى الإخوان فى مقاله بالمصرى اليوم و نحاول فى هذا المقال أن نتحدث عن باقى النقاط التى أثارها فى مقاله .
2 ) يمضى بنا الكاتب فى حديثه فيقول ( الإخوان يستخدمون لغة ( تخوينية ) بحق معارضيهم و يقسمون الإتجاهات الأخرى إلى محورين ( محور المقاومة ) من أمثال حزب الله و حماس – كما يرى الكاتب - و محور ( الإعتدال ) الذى يضم الدولة العميلة ) ، ثم يدلل على زيف هذا الإدعاء - الذى أفترضه هو - بقوله (هذا التصور عكس فهما أيديولوجيا ساذجا للواقع المعاش الأكثر تعقيدا بكثير من تلك الرؤى المبسطة، فلا مقاومو حماس ملائكة نجحوا فى تحرير فلسطين .......، ولا محور الاعتدال مشكلته فى « اعتداله » إنما فى انهيار أدائه واستبداد حكامه، وإلا بماذا نفسر الدور المشرف والكفء لدولة معتدلة مثل تركيا قبل وأثناء وبعد العدوان الإسرائيلى على غزة؟! ) .
إذا كان الإخوان بحق يستخدمون لغة تخوينية بحق معارضيهم ، فلماذا يتحالف الإخوان معهم فى الأمور التى فيها مصلحة عامة للوطن آخرها الجبهة التى تأسست لرفض التوريث ؟!ّ ، ثم ما دلائل و إمارات هذه الخيانة التى ينسبها الإخوان إلى هؤلاء المعارضين ؟! .
مرة أخرى يصر الدكتور عمرو على تسطيح الأمور و عدم توثيق كلامه مما يفقده الكثيرمن المصداقية و الموضوعية . ثم يمضى بنا الكاتب يتحدث عن الإخوان يقسمون الإتجاهات الأخرى إلى محور إعتدال و محور مقاومة !! .
لا أدرى فى الحقيقة من أين إستقى هذا الكلام ؟! ، ثم ألا يعلم سيادته و هو الباحث السياسى الشهير أن صاحب هذه التقسيمات هى الإدارة الأمريكية و كانت بدايتها عقب الحادى عشر من سبتمبر حين أعلن بوش أنه من ليس معنا فهو ضدنا و أطلق على عدة دول تعارض السياسات الأمريكية مسمى محور الشر.
ثم إختمرت هذه النظرية لديهم ، حين أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس فى حوار نشر لها بصحيفة وول ستريت جورنال 23/10/2006 عن و جود محور الإعتدال و محور الإرهاب ( الدول الممانعة ) .
ثم أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس ارتسام معالم حلف المعتدلين ( الدول المتعاونة معهم )في أكتوبر/تشرين الأول 2006،حينما اجتمعت بالعديد من وزراء الخارجية العرب في القاهرة عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان ، هذه هى أصل التسمية التى نسبها الكاتب إلى الإخوان بلا دليل .
3 ) ثم يقول الكاتب فى مقاله ( تشابه ثان بين الاثنين يتمثل فى نجاح كل من الحزب الوطنى والإخوان بعبقرية شديدة فى فقدان الغالبية العظمى من أنصارهم داخل صفوف النخبة المصرية ، أما داخل الإخوان فقد احتل التيار المحافظ مكان شلة التوريث فى الحزب الوطنى، وسيطر على مقدرات الجماعة «وليس البلد»، وأصبحت قدرتهم على التعايش مع التيارات الإصلاحية داخل الجماعة وخارجها غير موجودة ثم يصف المجموعة المحافظة بأنها منغلقة لم تر نور الحياة العامة، وبقيت داخل دهاليز الجماعة، فلم ترشح نفسها فى انتخابات تشريعية أو نقابية أو طلابية، إنما بقيت حارسة للتنظيم لأكثر من 80 عاما حتى أوصلته إلى فشل سياسى رغم قوة تأثيره الدينى والدعوى .
عن أى نخبة يتحدث الدكتور عمرو ؟! و هل هة نخبة واحدة أم عدة نخب ؟ إذا كنت تقصد أن الإخوان خسروا مثلا النخب المطبعة مع إسرائيل أو النخب التى تتعامل مع الأجهزة الأمنية بأكثر مما تتعامل معهم أم النخب العلمانية التى تتقاطع تماما مع الفكرة الإسلامية فلا أعتقد أن الإخوان خسروا شيئا بفقدانهم ، إلا إذا كنت أنت تعتبرهم مكسب !! .؟
ثم لماذا كل هذا التحامل على بعض القيادات داخل الجماعة و إعتبارها أوصلت الجماعة لمرحلة فشل السياسى ، إذا كان الفوز بعشرين فى المائة من مقاعد البرلمان المصرى رغم التزوير فى سابقة هى الأولى من نوعها لقوى معارضة مصرية منذ تأسيس النظام الجمهورى فى مصر ، فما هو النجاح السياسى إذا ؟ ! .
ثم من الذى قاد المظاهرات الوطنية أثناء التعديلات الدستورية أو العدوان على غزة و العراق و لبنان ، ثم من الذى قدم برنامج سياسى حزبى متكامل كان محور إهتمام من الجميع سواء الإعلام أو النخب ،أليست هذه القيادات جزء من هذا العمل السياسى العام ؟! .
إن الفشل السياسى أيها الكاتب المحترم يقاس بقوة الحزب أو الجماعة مقارنة بالقوى السياسية الأخرى فى المجتمع ، و لا أعتقد أنك تنكر أن الجماعة هى قوى المعارضة السياسية الرئيسية فى الساحة المصرية ، كما تقاس بقدرة الحركة على العمل تحت الضغوط الهائلة التى تتعرض لها و التى حولت معظم الأحزاب المصرية إلى أحزاب كرتونية فى حين احتفظت هى – بفضل الله – بمجمل قوتها الحركية رغم أنها الأكثر تعرضا للتضييق .
فى المقال الأخير بإذن الله نكمل ما تبقى من الإتهامات الأخرى التى حفل بها مقال الدكتور عمرو الشوبكى .
السبت، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٩
د. عمرو الشوبكى و هجومه على الإخوان ( 2 - 3 )
مرسلة بواسطة د ممدوح المنير في ٦:٢٨ م
التسميات: مقالات فى الشأن الداخلى
Subscribe to:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 Comments:
Post a Comment