نشر فى : مجلة المجتمع الكويتية ، موقع المصريون
د। ممدوح المنير
كنت فيما سبق أظن و بعض الظن حسن ! أن الدول العربية التي تنصاع و تنقاد لتعليمات البيت الأبيض كان بدافع الخوف و المصلحة الشخصية في المقام الأول و لكن يبدوا أنني كنت ساذجا بالفعل فلم يكن الأمر مجرد خوف أو مصلحة بالوصل الأمر للحب والهيام بأمريكا ، تتبع بنفسك الجولات الميمونة للضيف الميمون جورج بوش فى بلادنا العربية وانظر إلى حجم الحفاوة البالغة التى قوبل بها و العناق الحار بينه و بين الزعماء العرب و المبالغة فى نيل رضاه من ، صفقات بمليارات لسيد البيت الأبيض ، قرابين الدم من أبناءنا فى غزة تقدم على أعتاب السيد الكبير بل إنى فى حقيقة لم أتخيل أن دولة عربية يمكن أن تعطى مواطنيها أجازة إجبارية للقطاع العام و الخاص ترحيبا ببوش !! و عندما تكون هذه الأجازة فى دولة مثل الإمارات التى يكن لها المرء تقديرا عاليا و عندما تكون فى إمارة مثل دبى إحدى أنشط الأماكن الإقتصادية فى العالم أجمع تكون الدهشه أكبر .عندها عادت بى الذاكرة لمئات السنين أحببت أن استشرف فيها المستقبل و لكن بعين الماضى و ياليتنى ما فعلت ! ، تذكرت أبيات وقف فيها ابن حيان " - مؤرخ الأندلس - يستشف ما وراء الحجب ويقول لأبناء جنسه : يا أهل أندلس شدوا رواحلكم ** فمـا المـقام بها إلا من الغلـطالثوب ينسل من أطرافه وأرى ** ثوب الجزيرة منسولا من الوسطمن جاور الشر لا يأمن بوائقه ** كيف الحياة مع الحيات في سفطكأنه رحمه الله كتب هذه الأبيات اليوم ، نفس السيناريوا يتكرر اللهم إلا تغيير فى الأماكن و الأشخاص !! ، يذكرنا تاريخ سقوط الأندلس بابن الأحمر أحد آخر ملوك الأندلس فى آخر عهدها و لن أتعجب يوما إذا علمت أن نسب أبو مازن – وبعض من حكامنا - يمتد إليه ! .إقرأ معى ما كتبه د عبد الحليم عويس مؤرخا لتلك الفترة من تاريخ الأمة ( قام ابن الأحمر مؤسس مملكة غرناطة بمهادنة ملك قشتالة الصليبي، وأن يعقد معه صلحا لمدة عشرين سنة ، وأن يسلم له - بناء على شروط الصلح - مدينة جيان وما يلحق بها من الحصون والمعاقل ، .. واعترف بالطاعة لملك قشتالة وتعهد بأن يؤدي إليه جزية سنوية قدرها مائة وخمسون ألف مرافيدي ( العملة الإسبانية ) وأن يعاونه في حروبه ضد أعدائه ( المسلمين ) ! وعندها استغل ملك قشتالة هذا الصلح ليتفرغ لضرب المسلمين الآخرين ، هاجم مدينة إشبيلية قاعدة غربي الأندلس كله .. وكانت هناك كتيبة إسلامية أرسلها ابن الأحمر تهاجمها معه ( باسم التقدمية !!) فسرعان ما سقطت إشبيلية الإسلامية حاضرة الثقافة الإسلامية الرفيعة - بيد فرناندو الثالث ملك قشتالة سنة 646هـ وبمعونة ابن الأحمر- مؤسس مملكة غرناطة العظيم ، .. ولم تعد إشبيلية إلى الإسلام منذ ذلك اليوم !! .. لقد وقف أهل إشبيلية الشرفاء نحوا من سنة يدافعون الحصار النصراني المدعوم من ابن الأحمر .. وقد نجحوا في إيقاع النصارى في أكثر من كمين وأصابوهم بالهزيمة غير مرة ، وقد حاولوا - وهم في حصارهم ، الاستنجاد بالمغرب دون جدوى .. بينما توالت النجدات على النصارى ، حتى نجحوا بسببها في منع المؤن عن المسلمين المحاصرين في إشبيلية .. فنفدت الأقوات وبدأ شبح الجوع يدب في أوصال المدينة المجهدة ... !! وكان قضاء الله .. وخرج المسلمون الإشبيليون من مدينتهم وفق شروط المعاهدة .. خرجوا نازحين إلى مدن إسلامية أسبانية أخرى لم تلبث أن أسقطت !! ) انتهى ، إنها دورة التاريخ عندما نبتعد عن الإسلام و يصبح شعار المرحلة الخضوع و الركوع ، عندها تكون النهاية و يأتى السقوط المروع ثم الإستبدال (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) و لكنى على يقين بإذن الله أنها لن تكون نفس النهاية لنا و إذا سألتنى لماذا ؟ قلت لأنه عندنا اليوم رجال يحبون الموت أكثر مما يحبون الحياة و يكفى أن تتطلع إلى الدكتور محمود الزهار و هو رابط الجأش مرتفع القامة بعد إستشهاد قرة عينه حتى تطمئن نفسك و توقن بنصر الله عاجلا أم آجلا .
0 Comments:
Post a Comment