الاثنين، ٣١ مارس ٢٠٠٨

العراق الجرح النازف


نشر فى شبكة محيط الإخبارية ، العرب نيوز ، نافذة مصر
بقلم/ د ممدوح المنير
أعترف أننا قصرنا كثيرا في تناول الشأن العراقي ، فكم الكتابات التي تعالج الأزمة الكارثية في العراق لا يتناسب إطلاقا مع حجم الجرح النازف هناك ، رغم أنى أعتقد أن من يتابع مجريات الأحداث سيكتشف سريعا أن الخطر في العراق أكبر منه في فلسطين ، أعلم أن البعض قد يختلف معي في هذا ، على اعتبار أن قضية فلسطين فيها من الرمز و المقدس الكثير ففيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة و الحرم الإبراهيمي ومراقد الأنبياء و عدد من الصحابة و هي أرض المحشر ... الخ ، مما يعجلها في مقدمة الأحداث على الدوام ولا غضاضة لدى في ذلك ، لكن من قال أن المقدس في الإسلام هو الحجر أيا كان قيمته ؟ لقد تعلمنا منذ الصغر أن هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم إمرىء مسلم ولكن يبدو أننا سرعان ما ننسى أو نتناسى ذلك بمعنى أصح ! ‘ لم تعد مشاهد القتل و لا صرخات النساء و لا دموع الأطفال تثير عاطفة لدينا أو حتى تحرك فينا ساكنا ، بل أصبح الكثير منا عندما يجد أخبار العراق تذاع على شاشة التلفاز ، سرعان ما يغير القناة حتى لا يتعكر مزاجه أو حتى لا يصاب بالملل !!.

أكثر من مليون قتيل حتى الآن ، عشرات الآلاف من العلماء تم اغتيالهم ، مليارات الدولارات نهبت ، ثروات نفطية لا تعد و لا تحصى تقوم الناقلات الأمريكية و حلفاءها بنهبها يوميا ، فتن كقطع الليل المظلم ، سنة و شيعة و أكراد ، أكثر من نصف الشعب عاطل عن العمل و النصف الآخر لا يجد قوت يومه ، نساء حرائر أجبرن على ممارسة الدعارة بالإكراه أو سعيا وراء لقمة العيش بعد أن مات الأخ و الزوج و الأب و تركن وحدهم يصارعن الموت في بلد أصبح الموت فيه أصلا و الحياة استثناء ! ، مياه شرب لا توجد ، الكهرباء رفاهية لا تتاح للجميع ، مقاومة بألوان الطيف فمن يقاوم الاحتلال و من يقاوم الطائفة ومن يقاوم الدين و من يقاوم حتى نفسه ! ، خونة و عملاء بالجملة في كافة مرافق الدولة ، تعذيب وحشي سادى لا مثيل له في التاريخ البشرى من الاحتلال و أعوانه ، أمراض وأوبئة و أدوية فاسدة ، خوف و رعب و سيارات مفخخة في وقت و كل شبر من أرض العراق ، ملايين اللاجئين الذين يفترشون الأرض و يلتحفون السماء ، هذا هو العراق بعد الاحتلال ، لا تجد هناك للحقيقة وجها واحدا بالعدة أوجه ، إننا أمام عملية إعدام لأمة بكاملها على الهواء مباشرة مع فاصل إعلاني للترويح عن النفس !! .

المفجع في الموضوع أننا – الشعوب العربية و الإسلامية - و لأول مرة نتفق مع حكمانا - الذين نلعنهم كل صباح – في صمت المخزي و التجاهل المريب ، خرج مئات الألوف حول العالم للاحتجاج على احتلال العراق في ذكرى الغزو الأمريكي له ، جمعيات حقوقية و نشطاء غربيين يطوفون العالم للتنديد بالجريمة وكشف أوجه المأساة فيها بينما لم تخرج مظاهرة واحدة في العالم الإسلامي للتنديد بالجريمة !! ، تواطئنا جميعا على الصمت ( شعوب ، جمعيات حقوقية ، إعلام ، كتاب ، حكام ) لماذا صمتنا جميعا ؟ حقيقة لا أعرف ، لكن ما أعرفه جيدا أننا جميعا مشتركون في الجرم و سندفع الثمن عاجلا أو آجلا ، وما يحدث في السودان و لبنان ومصر هو جزء من الثمن الذي سيطال الجميع شئنا أم أبينا .

فرصتنا الوحيدة للنجاة هي أن نتذكر أننا أمة واحدة ، كالجسد الواحد ، إذا تداعى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ، أعلم جيدا أن الحديث عن الأمة الواحدة في زمن تتفكك فيه الدولة الواحدة إلى دويلات قد يعد في نظر البعض نوع من المجاز أو الدعابة و هذا شأنهم و لا تثريب عليهم ، أما نحن فندرك جيدا أنه لن تكون هناك نجاة إلا بعد أن يقدم مفهوم الأمة على مفهوم الفرد حينها نتحرر جميعا من أنانيتنا المقيتة إلى رحاب الأمة العظيمة
( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)

أحمد ياسين سلام عليك

نشر فى : المركزالفلسطينى للإعلام ، إخوان أون لين ‘ نافذة مصر ، فلسطين الآن ، العرب نيوز


بقلم/ د. ممدوح المنير

لا زلت أذكر ليلة استشهاده وكأنها حدثت منذ لحظات، كنت حينها جالسًا مع ثُلِّة من الأصحاب في جلسة سمر يغلب عليها الترويح عن النفس بعد يوم حافل بالتعب والمشاقِّ، وفجأةً ونحن نضحك إذ بسحابةٍ من الحزن تغيِّم عليَّ، وإذا بي أصابُ باكتئابٍ شديدٍ ثم تتساقط دموعي رغمًا عني، وسط دهشة الخلان الذي بوغتوا بما لا يتوقَّعون؛ فالجو كان جو مرح ولم يحدث ما يعكِّر مجرى الحديث، وحاولوا أن يستفسروا مني عن السبب وأنا لا أعرف ماذا أقول لهم؛ فأنا شخصيًّا لم يكن لديَّ جواب!!.

واحترامًا لحالة الحزن التي طرأت عليَّ انسحب أصدقائي من حولي وتركوني وحيدًا لأنفجر في موجةٍ من البكاء الحاد الذي لم يتوقَّف حتى مطلع الفجر بعد أن هجرني النوم ثم نزلت لصلاة الفجر وأنا أدعو الله أن يفرِّج عني ما أنا فيه، وبعد أداء الصلاة بدقائق دقَّ جرس الهاتف وارتفعت معه دقات قلبي وإذا بالخبر ينزل عليَّ كالصاعقة: "استُشهد شيخ المجاهدين أحمد ياسين بصاروخ مباشر وهو خارج من المسجد عقب أدائه صلاة الفجر" ومادت بي الأرض، وسقطتُ في بحرٍ من اللوعة والحزن على فراقِ الحبيب الغالي.

أدرك جيدًا أن هذه المشاعر لم تكن حكرًا عليَّ، بل شاركني فيها الملايين في شتى مشارق الأرض ومغاربها.

كان حادث استشهاده- رحمه الله- أقوى من أن يحتمله المرء، لم يكن الشيخ- رحمه الله- مجرد مجاهد رغم علو منزلة المجاهدين، لم يكن كذلك رمزًا لقضية نبيلة فحسب، بل كان روحًا تسري في الأمة تبعث فيها الحياة من جديد؛ حياة العزة والكرامة، حياةٌ لا تعرف الانكسار إلا لله، حياة ملأها ألمٌ على واقعنا المرير وأملٌ كبير في مستقبلنا.

عندما تنظر إليه على كرسيه يتحسَّر المرء على حاله.. هذا الشيخ المقعد الضعيف الواهن استطاع رغم عجزه ومرضه والظروف القاسية التي عاش فيها، استطاع أن يبنيَ هذا الصرح الشامخ (حماس) الذي تتكسَّر الآن على صخرته مؤامرات وعواصف لولاه- بعد الله عز وجل- لانتهت القضية الفلسطينية منذ أمد بعيد، بينما نحن الأصحَّاء نقف عاجزين أمام ما يحاك لأمتنا من فتن كقطع الليل المظلم.

قصة حياته- رحمه الله- هي قصة فلسطين باختصار، بل قصة أمة بكاملها.. وُلد عام 1938م في قرية الجورة- قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، ثم استقرَّ في قطاع غزة مع أسرته بعد نكبة 1948م، وكان عمره حينها 12 عامًا، عانت أسرته كثيرًا من ألم الجوع والحرمان، فاضْطُرَّ إلى ترك الدراسة لمدة عام ليعيل أسرته المكوَّنة من سبعة أفراد، فعمل بأحد المطاعم بغزة ثم أكمل دراسته مرةً أخرى حتى أصيب في حادث على أحد شواطئ غزة أثناء ممارسته للرياضة، وهو لا يزال في مقتبل الشباب نتج عنه شلل كلي في جميع أطرافه، ثم اشتعل بالتدريس بعد تخرُّجه، ثم عمل خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة حتى أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة؛ لأنه كان لا يخشى في الحق لومة لائم.

شارك الشيخ الشهيد في المظاهرات التي اندلعت في غزة؛ احتجاجًا على العدوان الثلاثي على مصر، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية عالية؛ مما وضعه تحت عين المخابرات المصرية في غزة، فتمَّ اعتقاله أكثر من مرة عام 1965م بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، خاصةً أن الحملةَ على إخوان مصر كانت على أشدها في ذلك الوقت.

تمَّ اختيار الشيخ أحمد ياسين في العام 1968م لقيادة الإخوان المسلمين في فلسطين، فأسَّس الجمعية الإسلامية ثم المجمع الإسلامي، وساهم بشكلٍ كبيرٍ في تأسيس الجامعة الإسلامية.

اعتُقل الشيخ في عام 1983م لحيازة السلاح وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض على إزالة "إسرائيل" من الوجود، وقد حُكِم عليه من قِبل محكمة صهيونية بالسجن لمدة 13 عامًا، ثم أُفرج عنه عام 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن أمضى 11 شهرًا في السجن.

أسَّس الشيخ مع مجموعةٍ من قيادات الإخوان والنشطاء الإسلاميين في فلسطين عام 1987م حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القوة الضاربة لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين كما يقول موقع الحركة على الإنترنت، بعد أن قام سائق شاحنة صهيوني في 6 ديسمبر 1987م بدهس سيارةٍ صغيرةٍ يستقلها عمَّال عرب، فاستشهد أربعة من أبناء الشعب الفلسطيني، فكان الرد إعلان النفير العام.

وصدر البيان الأول عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يوم الخامس عشر من ديسمبر 1987م إيذانًا ببدء الجهاد المسلَّح المنظَّم ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم.

داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزل الشيخ أواخر شهر أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهدَّدته بدفعه من مقعده المتحرِّك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان.

وفي ليلة 18/5/1989م قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولةٍ لوقف المقاومة المسلَّحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء.

في 16/10/1991م أصدرت محكمة عسكرية صهيونية حكمًا بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عامًا على الشيخ أحمد ياسين بعد أن وجَّهت له لائحة اتهام تتضمن 9 بنود؛ منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة، وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني.

في 13/12/1992م قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الصهيونية بينهم مرضى ومسنون ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان، إلا أن الحكومة الصهيونية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي؛ مما أدَّى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل استشهاد أبطال المجموعة الفدائية.

أُفرج عنه فجر يوم الأربعاء 1/10/1997م بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن و"إسرائيل" للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلَين صهيونيين اعتُقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرَّض لها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.

وتستمر رحلة الكفاح الدامي ضد عدو غاشم يملك كل أسباب القوة الغاشمة، وتقف وراءه دول عظمى ولديه في الداخل الفلسطيني خونة وعملاء يملكون السلطة والنفوذ والفساد الأخلاقي والمالي، ووسط محيط عربي رسمي خانع وخاضع للحلف الصهيوني الأمريكي حتى تحين لحظة استشهاده لينال أمنية حياته التي طالما انتظرها بعد أن اطمأنَّ أن هناك خلفه الآلاف من الأبطال الذين يحبون الموت أكثر من حبهم للحياة.

ربما تتشابه مسيرة حياة الشيخ الشهيد مع الكثير من العظماء عبر التاريخ، ولكن ما يميزه عن غيره ويجعله متفردًا في زمانه أنه بدأ جهاده متجردًا خاشعًا خاضعًا لله، وربما كان هذا السبب الذي من أجله لم تُصَب عنقُه بالشلل حتى يستطيع أن يتطلَّع باستمرار إلى أعلى.. إلى السماء؛ موطنه الطبيعي ومصدر الشوق المتجدِّد لديه.

إنها سلسةٌ تبدأ بسيد الشهداء سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وتمتد حتى قيام الساعة، ولكن هذه السلسة بين حلقاتها لآلئ تشع نورًا سرمديًّا يخطف الأبصار ويدهش العقول، وأحسب أنا شيخنا الشهيد إحدى هذه اللآلئ التي سيظل نورها ينير لنا الدرب.

إعتذار للعار !!


نشر فى نافذة مصر


بقلم/ د ممدوح المنير


كنت قد كتبت مقالا سابقا مطلع الشهر (3/2008) بعنوان العار ، أعلق فيه على مشاهد العار التي تعامل بها النظام المصري مع جرحى مذبحة غزة الأخيرة حين رفضت الحكومة المصرية استقبال مئات الجرحى و الأعداد القليلة التي سمحت بدخولهم بعد ضغط - كشكل إعلامي ليس إلا - تركتهم على الأسرة في مستشفيات العريش دون أن تداوى جراحهم حتى لفظوا أنفاسهم ، اعتبرت في مقالي هذا عارا يجب أن نستحي منه ولكني الآن اقدم كامل اعتذاري للعار ! بعد أن تضاءلت الكلمة أمام الحدث الجديد الذي تواترت به الأنباء ، أن النظام المصري قد أحسن استقبال أهل غزة المحاصرين بعد هدم السور الحدودي ، فقام نظامنا المبجل بعمل حفلات استقبال رائعة لهم وخاصة المنتمين لكتائب القسام أو حماس من وصلات تعذيب مختلفة تبدأ من السباب الذي يندى له الجبين ومرورا بالضرب المبرح و التعرية الكاملة من الملابس و التجويع لعشرات الأيام من دون ماء وانتهاء بالصعق بالكهرباء في مواقع حساسة من الجسد ، كل هذا أثناء جلسات تحقيق عن أماكن قيادات القسام و أماكن تصنيع الصواريخ !! ، ماذا تسمى هذه المصيبة ؟ أنا شخصيا لا أعرف كلمة في قاموس اللغة العربية تعبر عما يعتمل بداخلي من مرارة و سخط و غضب تكفى لارتفاع كامل للضغط إن لم ينتهي بنزيف في المخ !! .
أعلم جيدا أن النظام المصري منذ فترة طويلة قد سلم نفسه و باع عرضه للحلف الصهيوني الأمريكي ، أعلم كذلك أن أجندة إسرائيل و أمريكا تتلاقى كثيرا مع أجندة النظام المصري ، أعلم أيضا أن النظام المصري يقوم بدور الكلب الوفي الذي يدافع عن صاحبه و ولي نعمته و سبب بقاءه أمريكا ، التي تطلقه على أعداءها فيقوم بالنباح – شاهدنا ذلك في حملة الردح التي أطلقها النظام المصري في وسائل إعلامه على حماس – و ربما قام – الكلب - بالعض و نهش لحوم ضحاياه الأبرياء ثم يعود فرحا يهز زيله لسيده بعد أن أنجز المهمة ! هذا هو واقع النظام المصري للأسف الشديد ، لا أعرف كيف يتعايش رجال النظام مع هذه الجريمة الشنعاء ، نحن أمام جريمة عمالة بامتياز أو سمها إن شئت خيانة للأرض و الوطن و الدين ، خيانة لكل معاني الإنسانية جمعاء ، خيانة لشعب مناضل صابر أو سمها إن شئت خنجر مسموم في ظهر شرفاء هذا العصر ، كل هذا من أجل كراسي قد تدوم طويلا و لكن من يجلس عليها مصيره إلى الفناء عاجلا أم آجلا .
اعتذار آخر أدين به لأهلنا في فلسطين أقول لهم إن هذا النظام لا يمت لهذا الشعب بصلة سوى في شهادة الميلاد – للأسف - أما في الشعور و السلوك و الحضارة و التاريخ فهو نبت شيطاني نتبرأ إلى و نعوذ بالله من أفعاله ، أقول لأهلنا في غزة كلنا في الهم سواء إن التعذيب الذي مورس بحق الحمساويين هو روتين يومي لجهاز الأمن المصري مع الشعب المصري أضف إليها الإلقاء من الشرفات أو الإغراق في المياه أو الخازوق أو الاعتداء الجنسي أو الطرد من الوظيفة و غيرها الكثير من الممارسات التي أصبح بعض رجال الشرطة في مصر يتفاخرون بها الآن .
اعتذار أخير أقدمه بصدق للكلاب التي شبهت سلوكيات نظامنا الميمون بها و أرجوا منهم أن يغفروا لي – الكلاب - هذه السقطة التي أعرف جيدا أنها إهانة بالغة لهم !!.

الجيش المصري ومعركة الخبز!!

نشر فى إخوان أون لين


د/ ممدوح المنير

تعود الكُتَّاب على توصيف أزمة الخبز التي يعاني منها الشعب المصري منذ فترة طويلة بالمعركة مجازًا لتوضيح حجم الكارثة الواقعة، وخاصةً بعد أن أصبح لها ضحايا ومصابون.

ولكني أعتقد أنه لم يدُر بخلد كاتب أو صحفي أن تتعامل حكومتنا الموقرة مع المجاز على أنه حقيقة تستدعي تدخُّل القوات المسلحة لحسم المعركة! وتصبح إحدى المهام الجليلة التي أصبح جيشنا العظيم مكلفًا بها هي النصر في معركة الخبز الدائرة حاليًا، هل تدخُّل الجيش المصري يعتبر اعترافًا عمليًّا من النظام بفشل الحكومة في احتواء الأزمة؟ وإذا فشلت حكومة في احتواء أزمة كهذه فما المنتظر منها أن تفعله مع أزمات أخرى في الطريق؟ الكثير منها يدق الأبواب والبعض دخل بالفعل!

أمر آخر لافت للانتباه لماذا لا تستقيل الحكومة؟ بلاش الحكومة.. لماذا لا يستقيل الوزير الذي فشل في حل الأزمة؟ إن لم تكن سياساته في الأصل هي أحد أسباب الأزمة الحالية فلماذا لا يستقيل؟! أعرف أن بعض من يقرأ المقال الآن ربما انقلب على ظهره من الضحك من الحديث عن مطالبتي للحكومة بالاستقالة، وأُطمئن القارئ العزيز أني شخصيًّا انقلبت من الضحك منذ زمن بعيد!.

من المتسبب في الأزمة السياسة أم الاقتصاد؟ سؤال غير بريء بطبيعة الحال، السياسة هي التي تصنع الاقتصاد، حقيقة لا مراء فيها والمشكلة عندنا في مصر أنه لا سياسة ولا اقتصاد! فقط سنج ومطاوي وخراطيم المياه وخوازيق ونحو ذلك وما الله به عليم.

لذا فإني صراحةً أشفق على المحللين المختصين في الشأن السياسي أو الاقتصادي أثناء تناولهم للحالة المصرية التي ليس لها مثال سابق أو لاحق يمكن القياس عليه، كما أنها لم تدرس في كتاب أو تذكر في مرجع أو حتى تصبح أضغاث أحلام لدى البعض، ولكني أعتقد أن أفضل من يحلل هذه الظاهرة أو الحالة هو الأخ شعبان عبد الرحيم مع كامل احترامي لأهل الحل والعقد.

سؤال آخر إذا كان النظام استدعى الجيش من أجل القيام بالخبز والعجن فماذا سيفعل النظام مع أزمة المياه وارتفاع الأسعار والمواصلات والتعليم؟ أخشى ما أخشاه أن يستهلك الجيش في العجن، فيتم استدعاء قوات أجنبية لمواجهة باقي الأزمات!!.

سؤال غير بريء أيضًا ماذا سيحدث إذا فشل الجيش في حل الأزمة؟ وهذا هو المتوقع لأن الموضوع خارج اختصاصه بالأساس، كما أن الأزمة سياسية أكثر منها تموينية، أزمة ضمير قبل أن تكون أزمة طوابير، أزمة نفوس قبل أن تكون فلوس، أزمة وطن استنجد به عمر بن الخطاب في عام المجاعة؛ فأرسل والي مصر قوافل الحبوب والغذاء أولها عند قدم سيدنا عمر في المدينة وآخرها عند قدم والي مصر، هذا هو لبُّ الأزمة باختصار، وطن هو منبع الخيرات يحكمه ثلة هي منبع الشرور.

مكمن الخطر الكبير في الأزمة أن النظام أدخل الجيش المصري في لبِّ الحياة المدنية بتفاصيلها المعقدة؛ مما جعله ينتقل من درجة المشاهد للفاعل، والفاعل يحاسب على سلوكه، وهنا الخطر من يحاسب الجيش إذا لم ينجح في تجاوز الأزمة التي لم يكن طرفًا فيها بطبيعة الحال؟! وماذا سيفعل النظام مع الشعب إذا استمرت الأزمة في التصاعد واستمرت وتيرة الغضب في الارتفاع؟!

أخشى ما أخشاه أن يكون تدخل الجيش لعجن الدقيق مقدمة لعجن المواطن الذي لن تتوقف ثورته خاصة أن الشائعات تملأ مصر من أن الجيش المصري يستعد الآن لصد الثورة المتوقعة من الشعب على تدهور الأوضاع وهذه هي أم الكوارث بحق إن صحت هذه الشائعات التي أتمنى من كل قلبي أن تكون خاطئةً وألا يكون لها نصيب من الصحة.

ولكنَّ نظامنا الأبله وضع الجيش في موقف حرج للغاية، فجيش مصر العظيم الذي نفخر به جميعًا ليس من واجبه الخبز والعجن بل حماية الثغور والذود عن الوطن والكرامة ولكن دخوله في المعادلة السياسية سيجعل منه طرفًا شاء البعض أم أبى، لذا فإني أخاطب العقلاء في النظام- نفسي أعرف واحدًا منهم!!- أن يتقوا الله في جيش مصر وشعب مصر.

أمر أخير لا أجد له تفسيرًا، وأعجب له غاية التعجب، معظم دول الخليج دول ملكية تقوم على توريث الحكم، وهذا أمر يتنافى مع الديمقراطية والإسلام، ورغم هذا تحرص هذه الأنظمة على إراحة شعبها وتوفير احتياجاته الأساسية والتكميلية كذلك، فلماذا لا يفعل نظامنا ذلك وسيبايعه الشعب لألف سنة قادمة؟!

هنا قد يعترض البعض ويقول هذه دول نفطية تسبح على بحور من الذهب الأسود، وردي على ذلك أنه من فكر وقدر سيدرك جيدًا أنها مسألة نفوس كما قلت وليست مسألة فلوس.

ألف مبروك يا باشا !!


نشر فى نافذة مصر ، إخوان أون لين ، الشعب

بقلم / د ممدوح المنير

مع غلق باب الترشيح للمحليات و نجاح النظام في الإقصاء الكلى للمعارضة و على رأسهم مرشحي الإخوان ، مستخدما كافة الوسائل القذرة التي أتوقع أن يقدم الشيطان نفسه استقالته بعد أن أصبح موقفه حرجا من تدنى مستواه أمام أبالسة و شياطين النظام المصري .
ذكرني ذلك بمشهد زعيم العصابة ( الباشا ) في السينما المصرية وهو جالس خلف مكتبه و ظهره للكاميرا و يمسك سماعة الهاتف بيده اليمنى و السيجار الفاخر الذي يتصاعد منه الدخان في يده اليسرى بينما المكتب يلفه الظلام في مشهد يبعث الغموض و الرهبة وصوت صبى الباشا يأتيه عبر سماعة الهاتف و هو يقول للباشا ( ألف مبروك يا باشا ، مفيش حد من الإخوان عرف يترشح ، كله تمام يا باشا ، كله من بركة سعادتك ، المهم عندنا رضاك يا باشا ) و يضحك الباشا ضحكاته الساخرة إنتشاءا بالفوز الرخيص الذي حققه على شعبه ثم يظهر الباشا أمامك في الصباح وهو يوزع ابتساماته هنا و هناك و يمنيك بالسمن و العسل ويبشرك بأزهى عصور الديمقراطية !! .

إن المهزلة التي حدثت دليل على أن النظام المصري يسير بمصر إلى الهاوية ، بل هي بالفعل على وشك السقوط فيها ، أفهم أن هناك فئة تعشق السلطة و المال إلى حد الشبق لذا فهي تستأثر لنفسها بكل شيء و تلقى لنا الفتات ، و لكن ما لا أفهمه أن ينجحوا في جعل كافة مؤسسات الدولة ( الموظفين ، الأمن ) عبيدا لهم أو رافعين الشعار المقيت ( أنا عبد المأمور ) و ليس عبد الله ، مما تخاف الأجهزة التنفيذية التي شاركت في هذه الكارثة ؟ ، تخاف بطش السلطان من اعتقال و تضييق في الأرزاق ألا تعرف هذه الأجهزة أن الجرم الذي ارتكبوه و شاركوا فيها بالسكوت أو الفعل ستنزل عليهم لعناته ، بل اللعنات نزلت بالفعل ستجد في بيت كل واحد منهم مريض بالكبد أو فيروس سي أو السرطان أو السكر أو الضغط ! ، أيهما أفضل لك أن تصاب بالسرطان أو تعتقل شهرين في أسوء الظروف – عادة لا يحدث – و لا تشارك في هذه الجريمة النكراء ؟.

ما المتوقع مما حدث و يحدث و سيحدث ؟!
1- سيزداد حجم الفساد في المحليات بشكل غير مسبوق مع انهيار كلى لكافة مرافق الدولة التي تحت سيطرتهم .
2- استمرار مسلسل نهب المال العام .
3- اليأس من التغيير لدى عامة الشعب مما يسبب ارتفاع معدل الاحتقان العام ، مع وجود آلاف المواطنين لا يجدون متنفسا للتعبير عن آرائهم و توظيف لطاقاتهم .
4- إنفلات – لا أقول ارتفاع – الأسعار بشكل جنوني مما يجعل تناول وجبة الفول التي كنا نتندر بكونها طعام الفقراء ، تصبح نوع من الرفاهية التي لا تطمح إليها أحلامهم !
5- تصاعد وتيرة الإضرابات و الإعتصامات و المظاهرات و تحولها من مطالبات جزئية مثل لقمة العيش إلى مطالب حيوية كالديمقراطية و الحرية ومن الطبقات الفقيرة إلى الطبقات المتوسطة بل فوق المتوسطة كذلك ؟.
6- كسر الرهبة من قوات الأمن و هذا بالطبع أمر يشكر عليه حيث أن النظام بغبائه الشديد جعل تواجد قوات قمعه الأمنية تحت عين المواطن ليل نهار ظنا منه أن هذا كافي لإخافته و لكن الذي حدث بالفعل أن المواطن تعود عليها و أصبح يتعامل معها على أنها جزء من روتين حياته اليومي و بالتالي انكسرت حدة الرهبة منها ، و عندما تحدث لحظة الانفجار من شعب جائع ساخط ، معتل بالأمراض ، لن يخاف حينها من قوات الأمن و لن تنفع حينها خراطيم المياه و الهراوات في إيقاف غضبه .
7- تزايد معدلات العنف و الإرهاب ضد الدولة نتيجة حالة الإحباط العام و شعور بالظلم والقهر من نظام تعفن حتى أوشك على التحلل .
8- انهيار سمعة مصر داخليا و خارجيا نتيجة الفضائح التي لا يتوقف النظام عن ارتكابها ليل نهار .
9- تحول مصر إلى دولة طاردة للاستثمار و بالتالي تراجع معدلات النمو المتراجعة أصلا !!.

هل هذا ما يريده النظام ؟ هل هذا ما يريد أذناب و ذيول النظام ، غاية ما أقوله لأمثالهم إن ظننتم أنكم في مأمن الآن فأذكركم بقوله تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ، وأنتم أردتم الاثنين العلو و الفساد و إذا قلتم أنكم تطيعون الأوامر أذكركم بالرجل الذي جاء لشيخ الإسلام بن تيمية يقول له (( المولى عز و جل يقول( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ) فهل أنا من أعوان الظالمين لأني أحيك ثياب الحاكم الظالم ؟ قال له بن تيمية لا لست من أعوان الظالمين ولكنك من الظالمين أنفسهم ))، و حسبنا الله و نعم الوكيل .

العار !!


نشر فى إخوان أون لين


بقلم / د ممدوح المنير


نعم.. إنه العار؛ تلك الكلمة التي أصبحت سيدةَ كلمات الموقف الرسمي العربي، عارٌ وأي عار!!.
لكن الموقف تجاوز حدود الكلمة بكثير، ولم أصدق نفسي- حتى الآن- أن هناك بشرًا بهذا السلوك المَقيت الذي لا يتصادم فقط مع بديهيات الدين، ولكن مع بديهيات الإنسانية جمعاء، والأكثر إيلامًا أن هذا الكلام ليس المعني به العدو؛ فهو عدو وهو لا يجد سعادته إلا في تعاستنا، أما أن يكون الموقف من إخوة الدين والنسب، والأرض والتاريخ والجغرافيا فهذا هو العار بعينه.

الموقف المعني هنا هو ما حدث مع جرحى المذبحة الصهيونية النكراء في قطاع غزة، وكان ضحيتها أكثر من 120 شهيدًا ومئات الجرحى؛ بينهم عشرات الضحايا من الأطفال، وضاقت مستشفيات غزة بمرضاها، فالتمس الإخوة الفلسطينيون المساعدةَ من مصر لتستقبل فقط الجرحى في مستشفياتها.

لم تطلب حماس أن تفتح الحدود أو يتدخل الجيش المصري لنصرة أهله في فلسطين.. لم يطلبوا حتى من حكومتنا الموقَّرة مجرد الشجب والإدانة.. فقط استقبِلوا الجرحى!!.

وسارعت حينها حكومتنا الرشيدة بأنها ستكون الصدر الحنون والقلب الرحيم بأهلهم في غزة، وأعلنت كذلك أنها على أتمِّ استعداد لاستقبال كافة الجرحى وعلى نفقتها الخاصة!!.. يا له من موقفٍ نبيلٍ تُرفع من أجله القبعات تحيةً وإجلالاً.

ثم كانت المفاجأة من العيار الثقيل: لم تستقبل مصر سوى بضعة وثلاثين جريحًا فلسطينيًّا، وأدخلتهم بشق الأنفس، بينما رفضت استقبالَ مئات الجرحى الآخرين وتركتهم معلَّقين وهم بين الحياة والموت على الحدود!!.

ليس هذا فحسب، بل إن الجرحى الذين سمحوا لهم بالدخول تُركوا ليموتوا على الأسرِّة في مستشفيات العريش حتى مات منهم أكثر من ثمانية جرحى بعد غلْق غرف العمليات في وجوههم!!، وأدانت حماس الموقف، وعبَّرت عن استيائها الشديد من الاستخفاف بأرواح ودماء الجرحى، ولكن لا حياةَ لمَن تُنادي.

أعلم أننا قد نختلف سياسيًّا أو دينيًّا، ولكن لم أتخيل أن يصل حتى الاختلاف إلى مستوى الشعور والحس الإنساني.. ما الذي يضير حكومتنا الرشيدة لو أحسنت استقبالهم وتقديم يد العون لهم؟! وإذا كانت تبيِّت النوايا السوء للتعامل معهم.. فلماذا أصلاً وافقت على دخولهم؟!

غاية ما أستطيع أن أقوله لأهلنا في غزة: "لا تحزنوا كثيرًا من الموقف المصري؛ فما حدث من الحكومة المصرية ليس المعني به أهل غزة فقط، ولكنه الموقف الرسمي للحكومة في التعامل مع الشعب المصري نفسه؛ فلا كرامةَ للمصري في وطنه؛ فحكومتنا الرشيدة المبجَّلة تقتلنا كلَّ يوم ألفَ مرة بفسادها واستبدادها وعجزها.. تقتلنا بالمأكل والمشرب، بل حتى بالهواء تقتلنا به.. تقتلنا في المستشفيات وفي مراكز الشرطة وفي العبَّارات والقطارات والطائرات؛ فهي حكومة مسجَّل "خطر".

أريدكم يا أهل غزة أن تدعوا لنا بأن يرفع عنَّا وعنكم هذه الغُمَّة الجاثمة على الصدور والعقول".

من مشاهد العار كذلك الطفلة المصرية التي قُتلت على الحدود المصرية بنيران صهيونية وهي تلعب أمام منزلها، وأصاب نظامنا الهُمام السكتة اللسانية وكأنه قد أكل "سد حنك"!! فلم نسمع له صوتًا ولم نرَ له موقفًا، فقط الخرس هو سيد الموقف!! بينما عندما عبر إخواننا الفلسطينيون الحدود لينعشوا الاقتصاد المصري تحدَّث وزيرنا الهُمام عن كَسْر الأقدام، ولكن مقتل الطفلة المصرية بنيران "إسرائيلية" لا يستحق حتى "كسرة أو فتحة"!!.

إن مشاهد العار التي نشاهدها كل يوم، والتي لا يتسع المقام لذكرها تدفع المرء إلى التساؤل: وماذا بعد؟! إلى متى يستمر المشهد العربي متشحًا بالهوان؟!
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. اللهم آمين.

عجائب غزة السبعة ! ( 1 )


نشر فى : نافذة مصر ، الشعب ، شبكة محيط الإخبارية
بقلم/ د ممدوح المنير
اعتقد أن قطاع غزة سيظل عبر التاريخ مصدرا للإلهام و رمزا من رموز التحدى التى سيتوقف أمامها البشر كثيرا حين يؤرخوا لهذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن العربى . تعارف البشر منذ عشرات السنين على ما يسمى بعجائب الدنيا السبعة و هى أماكن بلغت القمة فى الإبداع الإنسانى عبر التاريخ بعضها لا زال باقيا كشاهد حى على عبقرية و سمو العقل البشرى الذى خلقه الله فأبدعه و صوره ، لكن الناظر إلى أرض غزة المباركة بعين البصر و البصيرة سرعان ما يكتشف أنها حققت المدهش و العجيب الذى سيظل التاريخ حاضرا و مستقبلا يتوقف أمامه مبهورا بروعة الإنجاز وعبقرية الفعل فى عجائب سبعة تفرد بها قطاع غزة ألا و هى :

1) العجيبة الأولى ، ربما كانت حكومة غزة هى الحكومة الوحيدة فى التاريخ الإنسانى التى يعانى شعبها الجوع و الفقر الشديد و الأزمات الخانقة التى لا تتحملها طاقة البشر و رغم هذا لم يثر الشعب عليها و لم يسقطها بل لا زال يحملها على الأعناق ! ، رغم أن الجميع يحاول جعلها السبب الرئيسى لما يعانى منه أهل غزة ، إنها فعلا عجيبة من عجائب الزمان أن تستمر حكومة تحت هذه الضغوط الهائلة دون أن تسقط أو تسلم الراية بل يحتضنها الشعب و يخفف هو عنها !! و إذا سألتنى ما هو سر هذا الصمود العجيب ؟ قلت لك أنها حكومة مرتبطة إرتباطا وثيقا بشعبها فليس الشعب هو وحده من يعانى كمعظم الأقطار الأخرىعند الأزمات بل هم فى مقدمة من يدفع ضريبة الصمود من قوته و دمه و أبناءه ، ثانيا إن عمقهم الإستراتيجى الداعم لهم - كما يقول أهل السياسة – رأسى و ليس أفقى !! ، أى سماوى الوجهة ربانى التوجه خاصة بعد أن تنكر لهم الأخ و الصديق و هذه هى الإجابة الوحيدة المقنعة لثبات هذه الحكومة المباركة .
2) العجيبة الثانية من عجائب غزة هى أهلها المرابطين الذين يثبتون كل يوم بأن منابع العظمة لديهم لا تنضب بل هى دائمة التجدد ، بل لعلى لا أكون مبالغا إذا قلت أن أهل غزة الذى حاول البعض الصيد فى الماء العكر و تصوير ما حدث على الحدود مع مصر من هدم للسور الحدودى و تدفق لأهل غزة على رفح المصرية لكسر الحصار بأن ذلك منقصة و خطأ غير مقبول ، أقولها بأعلى صوت بل إن ما حدث على الحدود أثبت بشكل قاطع أن أهل غزة هم جزء من شعب يعد من أرقى شعوب الأرض ، نعم أكررها ما حدث من أهل غزة على الحدود المصرية يثبت أنهم أرقى - هذه المرة- شعوب الأرض !! و إذا سألت لماذا ؟! قلت لك تخيل معى شعب محاصر حصارا ظالما و مجحفا لا مثيل له فى العالم ، لا ماء و لا غذاء و لا دواء و لا كهرباء لا يوجد أى شىء على الإطلاق من مقومات الحياة الأساسية التى يحتاجها البشر ليظلوا فقط أحياء ، لا أقول ليعيشوا حياتهم !! و عندما تكسر الحدود و يتدفق مئات الألاف على رفح المصرية فى وقت واحد للتزود بمقومات الحياة رغم هذا كله لم تسجل جريمة سرقة واحدة قام بها فلسطينى فى رفح !! ، لم تتعرض قافلة مساعدات واحدة للسلب و النهب ، بل يضخ هذا الشعب الفقير المحاصر مئات الملايين من الدولارات للإقتصاد المصرى !!! ، أننى أتحدى أن تذهب بسيارة تحمل مساعدات إنسانية لأى دولة عربية تعانى الفقر و تقف بها فى ميدان عام و ترى ما سيحدث لها ، ستختفى المساعدات فى لحظات بل ربما إختفت السيارة و السائق أيضا !! ، أخبرنى بربك هل تعرف شعبا على وجه الأرض يصبه كل هذا الظلم و البغى والعدوان ويتصرف بكل هذا الرقى و التحضر و عزة النفس التى تناطح الجبال؟؟ نعم إن أهل غزة و خلفه شعب فلسطين بكامله هم وحدهم عجيبة من عجائب الزمان التى نقف أمامها كالتلاميذ الصغار نستلهم من صمودهم و جهادهم الدروس و العبر .

عجائب غزة السبعة (2)

نشر فى : نافذة مصر ، الشعب ، شبكة المحيط الإخبارية
بقلم / د ممدوح المنير
العجيبة الثالثة : ملحمة الصمود ، الحديث عن الصمود الفلسطيني على مدار التاريخ يثير في النفس مشاعر من الإجلال والإكبار حتى يظن المرأ في بعض الأحيان أنهم يتنفسون الصمود و الإباء كما نتنفس نحن الهواء إن الواحد منا في حياته العادية كثيرا ما ينغص حياته و يصيبه السخط إذا انقطعت عنه الكهرباء أو الماء ساعات معدودة أو حدث ازدحام في الطريق أو خلل في وسائل المواصلات ... أما إذا فقدنا القريب أو الحبيب أو القريب ربما نظل نبكيه شهورا طويلة ، مع فلسطين تصبح منغصات الحياة هذه هي الأصل ، هي روتين الحياة اليومي الذي يحياه كل رجل و امرأة كل طفل و شيخ على الأرض المباركة ليس هذا فحسب بل ضاعف حجم المعاناة عشرات الأضعاف فالحواجز الإسرائيلية التي لا تنتهي أبدا و التفتيش الذاتي و الاعتقالات اليومية مع نزيف الدماء المتصاعد يوما بعد يوم مع حصار خانق و حانق يتجاوز حدود الإنسانية عبر تاريخها الطويل كل هذا الضغط الهائل و مازال هذا الشعب الصابر يضرب النموذج و القدوة لأمة بكاملها في صمود تنحني أمامه الرؤوس إكبارا صمود لا يعرف التنازل أو الانكسار .
2) العجيبة الرابعة : مصانع الرجال ، تشعر وأنت تشاهد أبطال فلسطين أنك أمام نوعية متفردة من الرجال قلما يجود بهم زمان أو مكان ، إن ملامح الشموخ و نظرات العزة التي تلمع في عيون الواحد منهم و أنت تشاهدهم على شاشات التلفزة كافية لأن تطمئن على مستقبل المسيرة بل تشعر أحيانا بالغيرة أنك لست واحدا منهم ، بل حتى لأنك وطنك الذي تعيش فيه يفتقد إلى – إلا القليل - هذا الطراز النبيل من الأبطال الواحد منهم بألف ممن سواه ، و العجيب أنه رغم صغر أعمارهم إلا أنك تشعر أن من يتحدث له حكمة الشيوخ التي مزجت بحماس الشباب إن أسماء مثل إسماعيل هنية و الزهار و خالد مشعل وموسى أبو مرزوق و سعيد صيام و من الشباب سامي أبو زهري و مشير المصري و غيرهم الكثير و الكثير من أبطال فلسطين القابضين على الجمر هم وحدهم عجيبة من عجائب الزمان فسلام لهم ألف سلام .
3) العجيبة الخامسة : عبقرية البناء ، إن الناظر للبناء التنظيمي الفريد لحركة المقاومة الإسلامية حماس و الذي لا أدعى إحاطتى به و لكن يكفى ما نستشعره من كيان متماسك يتلقى الضربات القاتلة الواحدة تلو الأخرى وهو راسخ كالجبال فحركة حماس يتغلغل تنظيمها العنكبوتى في كل شبر من أرض فلسطين لا لحمل البندقية فقط و لكن لحمل سماعة الطبيب أو قلم الكاتب أو كراسة التلميذ إنه كيان ترك و لا يزال يصبغ كل مجالات الحياة المختلفة في فلسطين من مدارس و مستشفيات و جمعيات خيرية و نوادي و كافة أنشطة العمل الإجتماعى و الخيري إن المذهل في هذا الكيان مدى تماسكه وانضباطه رغم حجم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها كل يوم هذا فضلا عن الخسائر الفادحة في صفوف قادته بشكل مستمر ، فنحن كثيرا ما نقرأ أو نسمع عن حركات انفرط عقدها بموت قادتها و تفرقت شيعا و أحزاب أما عجيبتنا هذه فهي أنه كلما أستشهد قائد خلفه ألف قائد حتى يخال المرأ أنه أمام حركة كلها قادة اللهم لا حسد !
4) العجيبة السادسة : عبقرية الأداء : حركة حماس من يتابع عن كثب مواقفها المختلفة يستطيع أن يجزم أنها استطاعت بحرفية بالغة تحسد عليها أن تتعامل مع تناقضات عدة وظفتها جميعا لصالح مشروعها التحرري ، فهي إخوانية الجذور و التفكير و رغم هذا استطاعت أن تتعامل مع النظام المصري الذي يكره الإخوان أكثر مما يكره إسرائيل و نجحت في الحفاظ بمساحة معقولة من العلاقة بين الطرفين رغم مواقف النظام المصري التي لا تشرف أحدا و التي في غالبها يصنف في خانة الضعف و الانبطاح ، تعاملها كذلك مع سوريا بل ووجود قادة الحركة الأساسيين في دمشق رغم و جود قانون يقضى بإعدام كل من له صلة بالإخوان المسلمين ! ، كذلك تعاملها مع الفصائل الفلسطينية المختلفة و التي تختلف معها في الفكر و الحركة و السلوك و لكن حماس استطاعت بحنكة بالغة أن تحتفظ دائما بأجندة مشتركة يلتف الجميع حولها ، كذلك تعاملها البالغ الذكاء مع قوى الصراع المختلفة في المنطقة و قدرتها على الاحتفاظ دائما بشعرة معاوية مع كافة الأطراف .
5) العجيبة السابعة : المقاومة المتجددة ( صواريخ القسام ، القنبلة البشرية ، قناة الأقصى ) هذه هي مدافع حماس الثلاثة كل واحد منها إعجاز متفرد ، الصواريخ التي تصنع وتطور من وقت لآخر لتثير الرعب الإسرائيلي و تثير حفيظة حلفاءه رغم البساطة الشديدة في صنعها و لكنها تستمد قوتها من إرادة صانعها و رعاية السماء لها ، ليصبح هذا الصاروخ المتواضع هو ميزان الرعب مع العدو الصهيوني ، أما القنبلة البشرية التي تخترق كل الحواجز و الإحتياطات الأمنية الشديدة ليصل الإستشهادى إلى مبتغاه و ينفجر في وجه حفدة القردة و الخنازير إن وصوله لهدفه معجزة وانفجاره معجزة ، تنحني لها رؤوس الرجال حياءا منه ، أما قناة الأقصى هذا الوليد الذي شب كبيرا ، لتتحول القناة في عدة شهور لا أقول سنين إلى قناة ذات مصداقية عالية رغم الضعف الشديد في إمكانياتها و الظروف الأمنية و الفنية الصعبة التي تعمل خلالها ، إلا أنها بعون الله استطاعت أن تلفت الأنظار بسرعة كبيرة و تصبح في قائمة القنوات المفضلة لدى الشارع العربي الذي يتلهف على إعلام مقاوم و نظيف و خاصة مع الكم الهائل من القنوات التي تملأ سماء العالم العربي ، تهدم و لا تبنى .
أعلم أن حماس و غزة ومن وراءهما كل فلسطين : الأرض و الإنسان و التاريخ لا تنضب عجائبهم لأنهم صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه ، إنهم ينيرون لنا الدرب و يفسحون لنا الطريق و يخطبون فينا خطبة بالغة بالفعل لا بالكلام أن طريق النصر تعبده دموع الأسحار و قطرات الدماء في رابعة النهار ‘ فهل من متعظ ؟.

الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٠٨

إنهم يقرعون طبول الحرب والكراهية!!

نشر فى إخوان أون لين ، المركز الفلسطينى للإعلام


بقلم/ ممدوح المنير


هل هي مصادفة أن تجتمع كل هذه الأحداث معًا وفي أوقاتٍ متزامنة؟ سؤال يطرح نفسه وتفرضه الأحداث الجارية في المنطقة العربية، لعلنا نستيقظ من السبات العميق الذي نغط فيه قبل فوات الأوان.

طبول الحرب ارتفع صوتها بشكلٍ ملحوظٍ حتى أصبحت الكلمة متداولة إعلاميًّا وواقعًا بشكلٍ لم نعهده من قبل، وخاصةً أننا أمام واقعٍ عربي يعتبر الكلمة من المحرمات التي لا يجوز الحديث عنها بأي حال، من أمثلة ذلك اغتيال عماد مغنية القيادي العسكري البارز في حزب الله في عملية استخبارتية معقدة قام بها الاحتلال الصهيوني في نقلةٍ نوعيةٍ لطبيعة المعركة لها ما بعدها، تحريك المدمرات الأمريكية (كول) قبالة السواحل اللبنانية في تدخلٍ سافرٍ ومكشوفٍ في الأزمة اللبنانية مع إشاراتٍ لا تُخطئها عين لسوريا مفادها أننا مستعدون للذهاب إلى أبعد حدٍّ إذا لم تدخل سوريا بيت الطاعة الأمريكي كبقية أخواتها من الدول العربية، كذلك تصريحات قيادات لبنانية بالحسم العسكري إذا لم تحل الأزمة الداخلية وفق أجندتهم الخاصة، الاجتياح الصهيوني الحقير الحالي لقطاع غزة ليحصد عشرات الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين مع مئات الجرحى، قتل طفلة مصرية كانت تلعب أمام منزلها بنيران صهيونية على الحدود وسط خرسٍ مصري رسمي على الجريمةِ النكراء، هذا فضلاً عن الحديث عن المحرقة التي أعلنت عنها "إسرائيل" وهي تتوعد قطاع غزة وبدأت في تنفيذها بالفعل)، هذه هي طبول الحرب التي تقرع منذ زمن وتزداد حدتها يومًا بعد يوم.

أما طبول الكراهية فبدأتها الدنمارك بإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في سبعة عشر صحيفة دنماركية بدعوى الحرية التي تبدأ وتنتهي عند المسلمين وحدهم!، ثم مطالبة وزير الداخلية الألمانية لوسائل الإعلام الأوروبية جمعاء بإعادة نشر الصور التي تسيء لنبي الإسلام ولا نعرف سبب هذه الدعوة حتى الآن وإن كان متوقعًا أن تكون الحرية كذلك، ثم نشر كتاب عن الإسلام على نطاقٍ واسعٍ في الولايات المتحدة يشوه بشكلٍ مقيت صورة الإسلام والمسلمين في أعين الغرب، هذا فضلاً عن تزايد مشاهد العنصرية والكراهية تجاه الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا، إلى أي مدى سيستمر قرع الطبول؟ وإلى أي مدى سنظل نستمع ونشاهد سيمفونية الموت والدمار، ونكتفي بمصمصة الشفاه وهز الرءوس، ونتحسر على سالفِ العصر والزمان؟!.

لقد غنَّى العرب أنشودةَ السلام- لا أقول الاستسلام مبالغة في حسن الظن- لفتراتٍ طويلة ومدوا أيديهم بالسلام لسنواتٍ عديدة ولا تزال أيديهم معلقة في الهواء حتى يخال المرء أنها شلت!!.

هل نظرية المؤامرة يصلح تطبيقها على الوضع الحالي؟ نعم بالطبع، إنَّ ما يحدث من حولنا هو نتاج تفاعل المشروع الصهيوني الأمريكي مع تراكمات عنصرية وصليبية بغيضة مع جهلٍ مطبقٍ بثقافة وحضارة العالم الإسلامي شاركنا في تغذيتها بضعفنا للأسف الشديد.

إنَّ الأحداثَ سالفة الذكر تبني قناعات مفادها أننا مقبلون على صيفٍ ملتهبِ الأحداث لا تنفع معه المرطبات التي اعتدنا عليها والتي يحاول حكامنا العرب تسويقها لنا في كل مرةٍ على أنها الحل الناجع لما نحن فيه.

إنَّ المشروعَ الصهيوني الأمريكي يتحرك بخطى حثيثة لإنفاذ مخططاته، ولكنه كلما اعتقد أنه اقترب من النصر تحطمت آماله على صخرةِ المقاومة المتصاعدة من المحيط إلى الخليج، فهو أمام لحظةِ ضعفٍ عربي غير مسبوق وهو يجيد استغلال لحظات الضعف، ولكنه لا يحقق النتائج المرجوة بالنسبة له؛ لذا فقد جُنَّ جنونه وتوحشت أساليبه بشكلٍ غير مسبوق؛ مما يدفعني إلى القول بأن الثبات هو واجب الوقت، نعم إنها لعبة عض الأصابع الشهيرة مَن يصبر أكثر يكن له الفوز في النهاية، قد لا نمتلك أدوات النصر حاليًا ولكننا حقًّا نمتلك كل أدوات الثبات وهو وحده بإذن الله مَن يوصلنا إلى النصر عاجلاً أم آجلاً.

إنَّ الرهان اليوم والغد بعد الله على الشعوب، ربما كنا نعيش مرحلة التيه والضياع، بعد أن اختلطت المشاهد والرؤى وعاش كل إنسانٍ داخل محيطه الشخصي ولم يتجاوز بصره أخمص قدميه، رغم هذا فالأمل ما زال معقودًا على الشعوب العربية والإسلامية لتنهض من كبوتها وتنفض غبار الذل عنها، ترتفع فيها الرءوس عاليًا، ويظهر عصر الفرسان من جديد، فقد علمتنا التجربة أنَّ أشدَّ ساعات الليل ظلمةً هي التي تسبق الفجر، وأشد آلام الحمل هي التي تسبق الميلاد، ويبدو أن الميلاد هذه المرة سيكون من غزة التي تخط اليوم تاريخًا من العزة والصمود، اللهم آمين.

اعتقال أوباما وسحل هيلاري كلينتون!!

نشر فى إخوان أون لين ، الشعب


بقلم: د/ ممدوح المنير

التشويق والإثارة هو شعار الانتخابات الأمريكية الحالية، تَشعُر معها أنك تتابع "ماراثون" في العدْوِ الطويل، مدته عشرة أشهر تقريبًا أو يزيد، وسط مشاهد من كتْم الأنفاس والدهشة أحيانًا من النتائج غير المتوقَّعة، أو التقارب الشديد بين المتنافسين، مع أجواء احتفالية أو درامية، ثم تفاجَأ وأنت تشاهد "الماراثون" أن هناك شيئًا اسمه انتخابات المحليات في مصر!!.

وهذه بالطبع مفاجأة كبرى، ولكنك تفاجأ أنها كذلك حافلةٌ بالتشويق والإثارة، ليس لأنك تشاهد "ماراثون" عَدْو، بل لأنك تشاهد "فيلم أكشن" في أحسن الأحوال أو "فيلم رعب" من عيِّنة مصَّاصي الدماء في واقع الأمر!!.

تخيَّل مثلاً أن مرشحَي الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي في الولايات المتحدة (أوباما وهيلاري كلينتون) ترشَّحا في الانتخابات المصرية وليس الأمريكية، ما الذي سيحدث؟!

أولاً: في البداية سيظهر مسئولٌ بهيُّ الطلعة على شاشة التلفاز، يطالب المواطنين بالقيام بواجبهم في الترشُّح للانتخابات، مع وعدٍ قاطعٍ بالنزاهة والشفافية والديمقراطية والذي منه!!.

ثانيًا: أوباما وهيلاري كلينتون يقدمان أوراق ترشحهما، والبِشر والسرور والتفاؤل يعلو وجهَيهما، أو تُوجَّه لهما تهمة تهديد السلم الاجتماعي، والعمل على قلب نظام الحكم وتعطيل أحكام الدستور أو يعتقلان لمجرد التفكير!!.

ثالثًا: يتم رفض أوراق ترشيحهما لعدم وجود شهادة تُثبت أنهما مصريان!! وعدم الاعتداد بالبطاقة الشخصية وشهادة الميلاد لإثبات ذلك!.

رابعًا: يتوجَّهان إلى قسم الشرطة لفتح محضر بذلك، ويرفض القسم فتح المحضر، مع رياح عاتية تبدأ بالسباب، وتنتهي بالطرد من القسم في أحسن الأحوال!!.

خامسًا: يتوجَّهان إلى النيابة لفتح محضر بالواقعة وينجحان بشق الأنفس في ذلك.

سادسًا: يتم جرجرة كلينتون إلى القسم، والتهديد بتأديبه، وقطع عيشه، إذا لم تتنازل زوجته عن الترشح، مع مكالمات تليفونية نارية لأوباما، تطالبه بسحب أوراق ترشحه وإلا سيرى النجوم في "عزِّ الضهر".

سابعًا: في حالة حدوث المعجزة ونجاحهما في الترشح، تبدأ حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحزب وأنصاره بلا سبب أو سند من قانون!!.

ثامنًا: يُمنعان نهائيًّا من عقد اجتماعات أو مؤتمرات أو الدعاية لحزبهما بأي شكل أو لون.تاسعًا: قبل اليوم الانتخابي بيوم، يظهر المسئول البهيُّ الطلعة مرةً أخرى على شاشة التلفاز، يطالب المواطنين بالقيام بواجبهم الوطني هذه المرة في التصويت في الانتخابات مع وعد قاطع بالنزاهة والشفافية والديمقراطية!!.

عاشرًا: يتوافد المواطنون على اللجان الانتخابية للتصويت وينقلب التصويت إلى (صويت) باللهجة المصرية من كثرة قنابل الغاز المسيلة للدموع والعصا الكهربية والسيوف والمطاوى؛ احتفالاً بقدوم الناخبين، مع غلق كامل للجان، والتصويت نيابةً عنهم، وخاصةً بعد إلغاء الإشراف القضائي، مع كسر كاميرات تصوير الفضائيات، وعجن الصحفيين، وسلخ المواطنين.

حادي عشر: يتم سحل الأخت هيلاري أمام اللجنة الانتخابية من قبل عدد من البلطجية المندسِّين بالطبع مع رعاية أمنية كاملة، ويتم اعتقال الأخ أوباما بتهمة استخدام شعارات دينية تتسبَّب في فتنة طائفية.

ثاني عاشر: يظهر المسئول البهيُّ الطلعة للمرة الثالثة على التلفاز، يشكر المواطنين على حسن أدائهم، ويشيد بنزاهة العملية الانتخابية، ويعلن فوز الحزب الحاكم بأغلبية المقاعد، ويتعهَّد بأن الحزب سيتحمَّل المسئولية التي حمَّله إياها الشعب!!.

تحكي طرفة جميلة أن رئيس روسيا أراد أن يستعين بالخبرة المصرية في تزوير الانتخابات لصالحه؛ فاتصل بمسئول كبير في الحزب الوطني لمساعدته، فأرسل له مئات الخبراء وقبل إعلان النتائج في روسيا، اتصل خبراء التزوير المصريون وهم في روسيا بمسئول الحزب الوطني ليطمئنوه على قيامهم بالواجب مع الصديق الروسي، قائلين: "ألف مبروك يا باشا.. إحنا نجحنا الحزب الوطني"!!، هذا هو حال مصر للأسف.. اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

أيها القاضى قلها و لك عز الدنيا و الآخرة

نشر فى نافذة مصر ، قناة الأقصى


بقلم د/ ممدوح المنير

أيها القاضى إنه قدرك أن تكون من القلائل فى هذا العصر من تشكل فرقا و تصنع تاريخا ، لا لنفسك فقط و لكن لأمة بكاملها ، أمامك فرصة سانحه قلما يجود الزمان بمثلها على أحد قد ترتفع بها إلى عنان السماء أو تهبط بك إلى قاع الأرض ، نعم سيدى القاضى كلانا يعلم أن المحاكمة العسكرية لا نصيب فيه لشىء من عدالة السماء أو حتى عدالة الأرض و حسبك أن محكمتين مدنيتين قبلك برأت المتهمين من التهم المنسوبة إليهم !! ، حسبك سيدى القاضى أن تهمة غسيل الأموال التى اتهموا بها برأتهم منها أجهزة الدولة جملة و تفصيلا ، حسبك أن الكتب التى وجدت عندهم و قيل أنها تبعث على الكراهية و التطرف و الإرهاب قال الأزهر الشريف الذى يتحكمون فى كل شبر فيه أنها تحض على الفضيلة و دعا لنشرها على نفقة الدولة لتعم الفائدة !! ،حسبك أن كافة وسائل الإعلام و الحقوقيين منعوا من حضور جلساتها حتى لا يكتشفوا الفضيحة المدوية ، حسبك تضارب الشهادات و تغيير الأقوال و تعديل التهم !! ، حسبك سيدى القاضى أن من يقفون أمامك فى قفص الإتهام ليسوا رجال فحسب و لكنهم فرسان نبلاء أو سمهم إن شئت البنائين العظام لن يضرهم الحبس أو حتى الموت سيدى القاضى ، أتعلم لماذا سيدى القاضى ؟ لأنهم نبلاء و الرجل النبيل تزيده المحن نبلا و عظمة ، أنظر سيدى القاضى إلى ( نيلسون مانديلا ) نبيل جنوب أفريقيا الذى أمضى فى محبسه عشرات السنين من أجل قضيته النبيلة مثله ليخرج بعدها من المحبس إلى كرسى الرئاسة !! إنه التاريخ سيدى القاضى يجلى الحقيقة و ينصف المظلوم و لو بعد حين ، ما الذى خلد إسم مانديلا برأيك سيدى القاضى ؟ كرسى الرئاسة الذى تركه بمحض إرادته أم الحبس مكرها عشرات السنين ؟؟ إذا أردت سيدى القاضى أن تعرف الإجابة فسأل نفسك هذا السؤال من هو رئيس جنوب أفريقيا الحالى ؟؟ لن تعرفه سيدى القاضى ، فقط من غيب فى غياهب السجن هو من يعرفه القاصى والدانى ، سيدى القاضى لماذا نذهب إلى جنوب أفريقيا ؟! أتعلم سيدى القاضى أن من النبلاء الذين يقفون أمامك العالم الجليل أ. د خالد عبد القادر عودة الذى لو فصلت فى مكارمه ما اتسع المقام هنا ، لكن ليس هو الشاهد من كلامى و لكن والده رحمه الله و يا لها من مفارقة مهيبة يشيب لها الولدان لو اتعظ منها المرأ لكفته ، أتعلم سيدى القاضى أن والده العالم الفذ أ . د عبدالقادر عودة رحمه الله و أسكنه فسيح جناته وقف نفس الموقف و فى نفس القضية و بنفس التهمة !! أيام عبدالناصر فما الذى حدث ؟ مات القاضى و عاش العالم الجليل رغم أن الحكم كان بالإعدام !! نعم سيدى القاضى مات القاضى حين نطق بالحكم الجائر لأنه حينها حكم عليه الشهيد عبدالقادرعوده هو الأخر بالإعدام حين قال "أشكر الله الذي منحني الشهادة.. إن دمي سينفجر على الثورة، وسيكون لعنةً عليها". و نزلت اللعنة التى أيدتها السماء على القاضى و من كتب له الحكم و من نفذه فكان دمه لعنةً عليهم، فلم يفلت أحد منهم من انتقام الله في الدنيا قبل الأخرة ؛ فأصيب أحدهم بمرض عصبي، و آخر تتوقف كليتاه ويحتبس بوله ويموت بالتسمم، وآخر حكم عليه بالمؤبد، وآخر مات منتحرًا أو مسمومًا، و آخر تصدمه شاحنة فيتناثر لحمه في العراء، ومنهم يُعثر عليه قتيلاً بين الحقول، وغيره هاجمه جمل له وقضم رقبته فقتله، وغيرهم الذين أرانا الله فيهم عجائب قدرته، بل حتى كبير الظلمة "عبد الناصر" أوكسه الله بعد الحكم الظالم فكان الاعتداء الثلاثي على مصر واحتلال الكيان الصهيوني لسيناء وبورسعيد ثم توالت نكباته حتى مات و هو يعيش فى خوف متصل حتى طفحت المجاري على قبره فكان عبرةً لمن يعتبر، أيها القاضى يا لها من عظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ، قلها أيها القاضى وأعلنها مدوية .. هؤلاء النبلاء العظام أحرى بهم أن يقفوا على منصة التتويج لا فى قفص الإتهام ، تبرأ ساحاتهم لا يلقوا فى غياهب الجب ، يحملوا فوق الأعناق لا توضع فى أيديهم الأغلال ، تدرس سيرة حياتهم فى الكتب ، و لا تخط اسماءهم فى كشوف الإعتقال .. أيها القاضى قلها و لك عز الدنيا و الأخرة و إلا .. أنصحك ألا تنظر إلى عيونهم بعد النطق بالحكم بل حتى إياك أن ترفع نظرك إلى السماء لأنك حينها لا تدرى من أين موضع ستصب عليك لعنات السماء ( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) . اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

إلا رسول الله ؟؟

نشر فى : المصريون ،المركز الفلسطينى للإعلام ، نافذة مصر ، الشعب، العرب نيوز


بقلم / د ممدوح المنير

كشفت الأزمة الدنماركية الجديدة المستور إن صح القول فى العلاقة بين الغرب و الإسلام ، وبين المسلمين و الإسلام كذلك !! ، لعل اللافت فى النظر أن الأزمة لم تحرك ساكنا فى الشارع العربى من المحيط للخليج إلا بعض الفعاليات البسيطة والمتواضعة هنا او هناك والتى لا تتناسب فى حجمها على الإطلاق مع جلال الحدث ، لماذا سكت العرب هذه المرة ؟؟ لقد كنا نعانى فى مواجهة الأزمة السابقة من المبالغة فى الإحتجاج الذى وصل لحد إستخدام العنف !!! و الآن نعانى من العكس من المبالغة فى الصمت المزرى !! على الرغم من أن شكل الإهانة و حجمها تتضاعف سبعة عشر مرة !! بعد أن أعادت نشر الصور المسيئة سبعة عشر صحيفة دنماركية كبرى فى توقيت واحد !! هل ما يقال عن أن الشعوب العربية عاطفية بطبعها تثور قليلا ثم تهدأ طويلا صحيح ؟! و لكن إذا كان الأمر كذلك فلماذا مظاهرات لقمة العيش و حبة الأرز لا تزال تجد لها جمهورا فى عالمنا العربى ؟ ، رغم أنها للأسف بلا نتيجة فى أغلب الأحيان ، اعتقد من وجهة نظرى أن الإعلام هو الفاعل الرئيسى و المؤثر فى القضية ، فالإعلام يلعب دورا مؤثرا و مركزيا فى تشكيل وعى و إدراك بل حتى حركة الشعوب نفسها و كلما وجدت قضية صدى لدى وسائل الإعلام تجد ذلك ينعكس فورا على الشعوب و كلما زاد تسليط الضوء على حدث ما ، زاد تجاوب الشعوب مع الحدث ، ومما يدعم هذه النظرية الإجتماع الميمون لوزراء الإعلام العرب فى القاهرة لتكميم أفواه الفضائيات العربية و لذلك لم يكن مبالغا الدكتور على عزت بيجوفيتش - رحمه الله - رئيس البوسنة السابق عندما وصف الإعلام بالسلطة الرابعة ، لذا يتوجب علينا أن نضع الإعلام على قائمة إهتمامنا إن لم يكن فى المقدمة منها لتفعيل قضايانا لأننا مقدمون على أيام عجاف و تحديات جسام .
أمر آخر كشفه الحدث فى علاقة الغرب بلإسلام ، تكشف عنه الحكمة القائلة ( لا يصعد أحد فوق ظهرك إلا إذا كنت منحنيا ) و نحن للأسف لم ننحنى فقط و لكننا إنبطحنا كذلك فى تخلفنا الحضارى على كافة المستويات حتى أصبحنا لقمة سائغة تلوكها ألسنة كل ناقم أو جاحد ، فهم ينظرونا إلينا شذرا هذا إن كلفوا أنفسهم أصلا عناء النظر إلينا ، و يكفى للتدليل على هذه المقولة الحرائق التى أشعلها شباب المهاجرين العرب فى الدنمارك إحتجاجا على العنصرية البالغة و الإحتقار الواضح فى تعامل الدولة و المواطنين هناك معهم ، بل يكفى السكوت المشين على حصار شعب بأكمله و تجويعه فى حرب إبادة جماعية فى غزة ، كل هذه دلائل كافية على ما اعتقد للتدليل على نظرتهم لنا و كذلك حتى نعيد النظر بعلاقتنا بالغرب أولا و نظرتنا لأنفسنا ثانيا .
أمر آخر ، أثناء الأزمة الأولى انقسم المسلمين فى التعامل مع الحدث إلى رأيين ، رأى تزعمه العلامه الدكتور يوسف القرضاوى و خلفه عدد كبير من العلماء يرى أن نتخذ موقف صلب و قوى تجاه الأزمة و رأى آخر تزعمه الأستاذ عمرو خالد و معه كوكبه أيضا من العلماء و الدعاه رأى أن نستخدم اللين و الرفق فى التعامل مع الأزمة وانقسمت الأمة حينها بين الفريقين و لكنى اعتقد أن الأزمة الجديدة حسمت القضية لصالح الرأى الذى تبناه العلامة القرضاوى و هو الموقف الذى يجب أن نتوحد جميعا خلفه و نعمل على بلورته ووضع آليات لتنفيذه تتناسب مع حجم هذه الكارثة التى يجب ألا تمر مرور الكرام و إلا سنبوء جميعا بالإثم عند الله و الخزى عند الناس .

رسول الله أم الحكام العرب؟!!


نشر فى إخوان أون لين ، نافذة مصر ، الشعب
بقلم/ د ممدوح المنير

بالطبع السؤال في العنوان استنكاري وليس استفهاميًّا بطبيعة الحال، ولكن ما دفعني إلى كتابة هذا السؤال هو المفارقة العجيبة التي حدثت في وقتٍ واحدٍ لتكشف عن المدى الذي انحدرنا إليه।

الخبر الأول هو اجتماع وزراء الإعلام العرب في القاهرة في اجتماعٍ وُصف بالاستثنائي، أما الموضوع الجلل الذي اجتمعوا من أجله فكان تنظيم عمل الفضائيات!!، هكذا قيل، وكانت التوصية الجامعة والمانعة هي عدم التعرُّض بالنقد للحكام العرب في الفضائيات من قريبٍ أو بعيد، وبُرِّر ذلك بأن الحاكم العربي له من الحصانة والمكانة المانعة من أي نقد؛ نظرًا لجلال المنصب السامي الذي تتضاءل أمامه أحلام الرجال!!.

على الجانب الآخر وفي نفس التوقيت أعلنت سبع عشرة صحيفةً دنماركيةً أنها ستُعيد نشرَ الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- تلك الصور التي أثارت عاصفةً من الغضب في العالم الإسلامي عند نشرها لأول مرة، وبرَّرت الصحف ذلك بأنه ردٌّ على المجموعة الإرهابية- هكذا قيل- التي ألقت الشرطة الدنماركية القبض عليها بتهمة محاولة قتل الرسام الذي رسم الصور المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم!!.

والسؤال الذي أوجهِّه إلى وزراء الإعلام العرب هنا: مَن الأحق بالحماية والصيانة: الزعماء العرب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!! مَن الأحق بأن يُعقد لأجله الوزراء العرب اجتماعًا استثنائيًّا: الزعماء أم الرسول الكريم؟!!

العجيب أن القرار الذي صدر بحق تناول الزعماء العرب في الفضائيات وتحريم نقدهم هو في الحقيقة تقنين لوضعٍ قائمٍ بالفعل مع المزيد من الاستبداد والسيطرة।

المفجع كذلك أن الوزراء لم تصدر عنهم مجرد إدانة للإساءة الجديدة للنبي الكريم يحفظوا بها ماء وجههم أمام الله وأمام شعوبهم!!.

الأزمة الدنماركية الجديدة أثبتت أن السجال الحضاري بين الشرق والغرب مستمرٌّ، وإن بدا واضحًا للجميع أن الاستفزاز أصبح في غالبه غربيًا، ليس هذا فحسب ولكنه تجاوز المحرَّم؛ كالحجاب أو النبي صلى الله عليه وسلم أو حتى الله نفسه!!.

المؤسف أيضًا أن الصحف التي قرَّرت نشر الصور المسيئة تحظى بدعم الحكومة الدنماركية بحجة الحفاظ على الحرية والديمقراطية الغربية، ما عدا- بالطبع- معاداة السامية التي هي الخط الأحمر الذي تقف أمامه كل الحريات!!.

فهل يحظى الرسول- صلى الله عليه وسلم- بهذا الدعم الحكومي من حكامنا ووزرائنا؟! أم أن للرسول ربًّا يحميه؟!!.
أمر أخير.. ليس المعاتَب على تقاعسه فقط وزراء الإعلام وحدهم؛ فنحن لا نعوِّل عليهم كثيرًا، حتى أصبحت خيبة الأمل بالنسبة لهم هي الأصل، أما الأمل فهو الاستثناء، أما الشعوب فعوَّدتنا- على العكس- أن الأمل فيها أصيل، أما اليأس منها فعارض وربما كان معدومًا؛ لذا فواجب الوقت على الجميع أن يصبح شعار المرحلة "فداك أبي وأمي يا رسول الله" علنًا ننال بها رضا الله؛ فمن أعزُّ على الله جل وعلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

الرجل الذى أحيا فكرته بموته !!


نشر فى إخوان أون لين ، نافذة مصر


بقلم: د. ممدوح المنير


كان فيه من الساسة دهاؤهم، ومن القادة قوتهم، ومن العلماء حججهم، ومن الصوفية إيمانهم، ومن الرياضيين حماسهم، ومن الفلاسفة مقاييسهم، ومن الخطباء لباقتهم، ومن الكتاب رسالتهم، وكان كل جانب من هذه الجوانب يبرز كطابعٍ خاص في الوقت المناسب) "روبير جاكسون".

ونحن نحتفل بذكرى استشهاد الإمام حسن البنا (12 فبراير) كان لا بد من كشف حساب، ومراجعة لفكر هذا الرجل الذي يمثل في حياته ومماته قيمةً من النادر أن تتكرر في التاريخ.

أزعم أن المساحة تضيق عن الإحاطة بهذا العنوان الكبير، ولكن حسبنا أن نومض ومضات سريعة عن الرجل وأتباعه، نعرف من خلالها أين نقف من هذا المشروع الذي تجاوز حدود الزمان والمكان، ليملأ كذلك القلوب والعقولأحب أن أشير بداهةً واحترامًا مني لعقلية القارئ أنني لا أستطيع، وأنا أكتب عن هذا الرجل العظيم أن أكون محايدًا، حقيقة ينبغي أن يعيها القارئ جيدًا، وأزعم أنني لستُ وحدي كذلك.

لا شك أن الرجل كان متميزًا غاية التميز في شخصيته وأنا لا أتحدث عن إعجاب أتباعه من أبناء حركة الإخوان المسلمين، ولكنه إعجاب كل صاحب فكرة، ورسالة ومنهج أين كان اتجاهه أو مشروعه فهو نموذج بالغة الروعة لكل صاحب قضية عادلة يناضل من أجلها، وتزداد الروعة ويعلو بريقها إذا كان هذا المشروع إسلامي الأساس، رباني التوجه، يتصالح مع الواقع ولا يتصادم معه، يستوعب الأحداث، ولا تستوعبه، يؤثر فيها أكثر مما تُؤثر هي فيه.

الرجل الكاريزما
أعتقد أن أحد الصفات الأساسية والحيوية التي يحتاجها أي زعيمٍ سياسي أو مصلح اجتماعي في عصرنا هي صفة الكاريزما تلك الصفة الآثرة التي يستطيع بها الرجل أن يملك العقول والقلوب ويوجهها الوجه الصحيحة بدونها سنظل نتحرك بسرعة السلحفاة في المشروع الإصلاحي، وأنا هنا لا أتفق مع الذي يربطون وجود هذه الصفة بتاريخٍ نضالي طويل، وعريض لصاحب هذه الصفة، وإن كنت لا أنكر أهميتها ولكن حسن البنا في طريقه للقلوب، والعقول لم يكن يملك هذا التاريخ لسبب بسيط أنه كان يصنعه حينها!!.

ولكن أزعم أن خمس صفات توافرت فيه شكلت الكاريزما الخاصة به أعتقد أنها كانت كافية لتفيض على غيرها من الصفات (إخلاص عميق لفكرته، استيعاب كامل للبيئة التي يعيش فيها، تضحية بلا حدود، ضبط عالٍ لإيقاع الأحداث وحسن التعامل معها، فهم عميق لطبائع النفس البشرية مع معرفة لغة الخطاب المناسبة لكل فئة مما يسهل قيادتها وتوجيهها).

المشروع السياسي لحسن البنا
من الممكن تقسيم المشروع السياسي لحسن البنا إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:
أولاً- معركة التحرر الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر ابتداءً من الدعم المعنوي والمادي والاحتضان لكافة حركات التحرر الوطني في العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وانتهاءً بتكوين النظام الخاص الذي كانت مهمته القيام بالعمليات الفدائية ضد المصالح البريطانية في مصر إلى المشاركة بحرب فلسطين، وإذا تتبعنا هذا المسار نجد أنه حتى بعد وفاة المؤسس ظل هذا النهج الجهادي المسلح متصلاً ومستمرًا في الفكر الإخواني في كافة الدول العربية والإسلامية الواقعة تحت الاحتلال فقط لا غير مثل (أفغانستان- الشيشان- فلسطين- لبنان- العراق)، وغيرهم مما لا يتسع المقام لذكره يبين مدى أهمية هذا العنصر في المشروع السياسي للجماعة.
ثانيًا- كان الاتجاه الثاني أو محور الحركة لدى (البنا- الجماعة) هو النضال السلمي أو المعارضة السياسية ضد الأنظمة الحاكمة، ومطالبتها الدءوبة والمستمرة بالحكم بالشريعة الإسلامية والتي هي لب المشروع السياسي للإخوان وعندما نقرأ للبنا (أستطيع أن أجهر صراحةً بأن المسلم لن يتم إسلامه إلا إذا كان سياسيًّا بعيد النظر في شئون أمته، مهتمًا بها غيورًا عليها.. وأعتقد أن على كل جمعية إسلامية أن تضع في رأس برنامجها الاهتمام بشئون أمتها السياسية، وإلا كانت هي نفسها تحتاج إلى أن تفهم الإسلام".

بهذا الكلمات الواضحة والقاطعة حدد حسن البنا موقع المعارضة السياسية السلمية من فكرته، ومشروعه الإصلاحي للأمة؛ ولكن لماذا كان هذا الاهتمام البالغ بهذا المحور في مشروعه؟

أعتقد أن سقوط الخلافة الإسلامية كان بمثابة الحجر الضخم الذي حرَّك الماء الراكد في النفوس، والشعور، وكان يوم السقوط هو نفسه يوم الميلاد لهذه الفكرة التي ما زالت لاعبًا رئيسيًّا على الساحة العربية والدولية (الإخوان المسلمون) كان حلم المؤسس وقتها يتجاوز قدرات الفهم والاستيعاب حينها، وأعتقد ونحن نحتفل بذكرى استشهاده أنها لا تزال كذلك!.

فالحديث حول عودة الخلافة الإسلامية، وأستاذية العالم ما زال محل دهشة واستغراب واستنكار لدى الكثيرين ولكن على أرض الواقع هل تبتعد الجماعة أم تقترب من تحقيق حلم مؤسسها، والذي أصبح فيما بعد فكرة أساسية في مشروعها الحضاري؟.

مما لا شك فيه أن الطموح السياسي للإخوان تعرض لكثير من التحديات والعقبات لأنه كان طبيعيًّا أن تقف الدول الغربية في طريقه فلم يكن سهلاً عليها أن تجد من يتحدث من جديد عن عودة الخلافة بعد أن استراحوا منها بعد جهد جهيد منهم ومنا للأسف! لذلك عندما رشَّح حسن البنا نفسه في الانتخابات النيابية كانت الضغوط الهائلة من الغرب على القصر وقتها لوقف هذا التقدم ولا يزال!.

وطبعًا لم تكن الدول الغربية وحدها بل كافة الأنظمة العربية الحاكمة وإلى الآن اعتبرت الإخوان المسلمين يمثلون تهديدًا مباشرًا لوجودهم فاستخدمت تلك الأنظمة كافة الوسائل لكبح جماح الإخوان بدءًا من الحل إلى التضييق إلى التشويه إلى السجن إلى التعذيب إلى القتل إلى الضرب بالصواريخ من أجل الإبادة- أحداث حماة في سوريا- وما حدث في الحقبة الناصرية والساداتية والمباركية ليس منا ببعيد! ولكن بعد مرور عشرات السنين على هذه الحادثة- ترشح البنا- عندما ننظر الآن على أرض الواقع نجد أن الإخوان تجاوزا هذه المرحلة، أو المراحل أو بمعنى أدق كان الاكتساح النسبي لمعظم المجالس النيابية في الوطن العربي بل العالم الإسلامي من الإخوان المسلمين خاصة والإسلاميين عامة.

ثم كانت مفاجآت العيار الثقيل عندما شكَّل الإسلاميون في تركيا العلمانية الحكومة- رغم التحفظ على أدائها في بعض المواقف- إلى المفاجأة الكبرى بتشكيل الحكومة الفلسطينية من قبل حركة حماس الإخوانية الجذور، فهل اقترب الإخوان من تحقيق الحلم أم ستنجح الضغوط في وقف المد الإخواني؟ أعتقد أن مَن يجيب عن هذا العنوان هي الفيزياء! التي تعلمنا أن الضغط يزيد من تقارب الجزيئات، وكلما زاد الضغط زاد التقارب حتى يصل الضغط إلى نقطة اللاعودة وعندها يحدث الانفجار والذي يكون في عكس اتجاه الضغط، ومن حسن حظنا أن هذه حقيقة علمية، وليست نظرية قابلة للتغيير.
ثالثًا- الاتجاه الثالث في المشروع السياسي للإخوان هو التحرك في وسط المجتمع ومحاولة توعيته دينيًّا أو كما يقول الإخوان في أدبياتهم إيقاظ الإيمان المخدر، بحيث تكون المحصلة النهائية أن الشعوب هي نفسها التي تشتاق للفكرة الإسلامية، وتطالب بعودتها إلى موقع الصدارة في حياتها وتترجم الإسلام إلى سلوكٍ عملي في حياتها.

وإذا تتبعنا هذا المحور تاريخيًّا نجد أن الإخوان قد حققوا فيه نجاحات باهرة، وقدموا الكثير من العلماء والدعاة الذين أخذوا على عاتقهم القيام بهذا الدور سواء المنتمين تنظيميًّا للجماعة أو المتعاطفين فكريًّا معها منهم الشيوخ والعلماء محمد الغزالي، سيد سابق، سيد قطب، يوسف القرضاوي، عبد القادر عودة، محمد قطب، محمد عمارة؛ عمرو خالد، كشك؛ زغلول النجار، فيصل مولوي؛ وغيرهم الكثير في كافة أنحاء العالم الإسلامي؛ لذا نجد أن الصحوة الإسلامية الحالية أصبحت هي الأصل، وغيرها هو الاستثناء، كذلك حاول الإخوان تغيير أنماط الحياة لتتلاءم مع مشروعهم الإصلاحي الإسلامي فساهموا في إنشاء البنوك والمصارف الإسلامية والتي أصبحت تكسب كل يوم أرضًا جديدةً.

كذلك في الفن أنشأوا الفرق والمسارح الإسلامية والروايات الإسلامية وغيرها من كافة أنماط الحياة، وهكذا يستطيع المرء أن يقول إن الإخوان المسلمين تحركوا في المسارات الثلاثة في توازن شديد مما يجعلنا نطمع أن حلم هذا الرجل العظيم ربما نفاجأ ذات يوم أنه أصبح حقيقةً واقعةً وليس أضغاث أحلام، اللهم آمين

الإعلام المصرى و حملة الردح الرسمى !!


نشر فى نافذة مصر ، الشعب ، إخوان أون لين


بقلم / د ممدوح المنير


كلما قرأت مقالا أو تحليلا فى صحيفة رسمية أو قناة حكومية عن أحداث غزة ، أتعجب من المدى الذين يمكن أن يصل إليه عمى البصر و البصيرة ، نفس الإتهامات و لغة التحريض التى تبث هنا و هناك بلا سند أو دليل إلا ظلام فى النفس و قسوة فى القلب و غياب للضمير ، يظل الواحد منهم يكذب و يتحرى الكذب حتى يظن نفسه صادقا !! عجبا أمر هذه الحياة ، و الله لولا أن الله نهانا عن تمنى الموت لتمناه المرأ حتى لا يحيى فى هذا الزمن العجيب ، إخواننا هناك يموتون جوعا و نحن هنا نقذفهم بأقذع الأوصاف ، يجاهدون عدوا شرس و نحن ننعتهم بأشنع التهم ، يدفعون كل يوم ثمن الحرية المستحق من دماءهم و نحن هنا نرميهم بباطل القول ، يحبون الموت فى سبيل الله أكثر من حبهم للحياة و نحن هنا نقول عليهم طلاب دنيا و سلطة !! ، من حق المرأ أن يتساءل لماذا كل هذا الظلم ؟؟ ، ما الذى يعد له النظام المصرى ، حتى يوجه هذه الحملة الشرسة على حماس أو الفلسطينيين ؟؟ ، كيف يستطيع النظام المصرى بعد الآن أن يصلح ذات البين بين فتح و حماس ؟؟ كيف سيقوم بدور الوسيط النزيه بين الطرفين ؟؟
اعتقد أن النظام المصرى يهدف من وراء هذه الحملة الشعناء إلى عدة أمور :-
1) غسل يديه من عبأ غزة و تحمل تبعاتها و خاصة أن أجندة النظام المصرى تتلاقى مع المشروع الصهيونى الأمريكى أكثر بكثير من الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى .
2) تبرير أى تحركات مصرية مستقبلية للضغط على حماس فى غزة لمحاولة تركيعها ، و بالتالى يعملون على أن يترسب فى وعى الشعب المصرى أن هذا ما تستحقه حماس نتيجة طبيعية للحملة الإعلامية المستعرة حاليا .
3) إستجابة واضحة للضغوط الأمريكية و الصهيونية و يبدو أن النظام المصرى تلقى تأنيبات شديدة اللهجة من أمريكا و إسرائيل .
4) محاولة إخلاء مسئوليتها من أى شكل من أشكال دعم المقاومة الفلسطينية ، و توصيل رسالة لأمريكا و إسرائيل أنها حريصه مثلهما تماما على أمن إسرائيل !! .
5) إستعمال ورقة حماس و غزة للتخفيف من حدة الإتهامات و الضغوط التى يتعرض لها النظام المصرى بين الحين و الآخر فى مجال حقوق الإنسان و الظهور أمام أمريكا بمظهر أننى رجلكم الأول فى المنطقة و بالتالى لا داعى للضغط إما أنا أو حماس .
6) كسر التعاطف الشعبى مع حماس و خاصة و أن جذورها إخوانية و بالتالى فزيادة التعاطف معها يعنى المزيد من التعاطف مع الإخوان و هو ما يرفضه النظام لفظا و موضوعا .
7) قرب إنتخابات المحليات فى مصر لذا يعمل النظام على الحد من زيادة شعبية الإخوان نتيجة التعاطف مع حماس .
8) توجيه رسالة إلى المعارضة المصرية مفادها أنها لن تسمح بأى شكل من أشكال التعاطف مع حماس و خاصة التظاهر لأن النظام يعمل حاليا دون كلل على تهيأة الأجواء لتمرير ملف التوريث و بالتالى فالمظاهرات و الإعتصامات لن تصب فى صالحه و لذلك لن يتهاون معها .
9) محاولة الظهور بموقف الدولة القوية التى تدافع عن حدودها و سيادتها و هذا شىء جميل و محمود و لكن ألا تتذكر مصر أنها دولة ذات سيادة إلا على إخواننا الفلسطينيين و يصبها الصمم و البكم إذا كان المتجاوز إسرائيل فهذا هو العار بعينه .


ربما كانت هذه بعض الأسباب للحملة الغير شريفة التى يقوم بها النظام المصرى ضد حماس و لكن المؤكد أنها ستفشل حتما لأن الشعب المصرى به من الحكمة ما يكفى للتفريق بين من يقدم إبنه وريثا و من يقدم إبنه شهيدا .

أسامة سرايا وعالم الأقزام !!


نشر فى المركز الفلسطينى للإعلام ، الشعب ، نافذة مصر


بقلم / د ممدوح المنير


لا شك أن الحملة التى يقودها الإعلام المصرى و تابعيه ضد حركة حماس و الشعب الفلسطينى هى نوع بالغ الحقارة والتدنى من أقلام تعيش فى كنف السلطان ، تجيد عمليات لعق أحذية الأسياد والتمسح بأعتابهم ، يدركون جيدا أنهم بلا قيمة و لا وزن إلا بالباب العالى و حاشيته ، ليس لهم رصيد من علم أو ثقافة أو نضال أو تاريخ ...
قد يعتبر البعض هذا الكلام قاسيا و لكنى أقول أن هذا أقل ما يقال فى حق هذه الفئة ، بل ربما كان قاموس الشتائم الشعبى التى يعاف المرأ من ذكرها هى الوصف المريح لأمثال هؤلاء .
أننى قد أتفهم أن يختلف البعض مع حماس أو مواقفها أو حتى يدينها و لا تثريب على أحد فى ذلك ما دام هذا الرأى صادر عن إقتناع و موقف حقيقى حتى لو إختلفنا معه ، فالكل حر فيما يذهب إليه ، أما أن تبدأ هذه الحملة النكراء مرة واحدة وعلى مختلف الأصعدة فى الإعلام الرسمى المصرى المقروء و المسموع والمرئى و نفس الكلام يكرر هنا و هناك فى توقيت واحد و بنفس الدرجة من الزيف و الكذب و التضليل الذى يتصادم مع أبجديات الواقع و المنطق و التاريخ و فى توقيت بالغ الحساسية يحتاج فيه الشعب الفلسطينى لكل كلمة و موقف داعم للقضية و مساند لها .
تقرأ على سبيل المثال المقال الذى كتبه المدعوا أسامة سرايا – نسبة إلى ( سرايا ) عابدين ! - فى أهرام الجمعة الماضية ( 1/2/2008 ) عن حركة حماس ستدرك جيدا أنى لم ابالغ فيما بدأت به المقال !! ، الرجل تاريخه لا يسمح له أن يكتب موضوع تعبير فى مجلة مدرسية !! ، و رغم هذا يتطاول على عمالقة بحجم حماس أو الشعب الفلسطينى المجاهد فيتحدث عن أنها - حماس - سبب كوارث الشعب الفلسطينى و أنه لولا الصواريخ التى يصفها بالألعاب لعاش الشعب الفلسطينى فى سبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات !! كما يقول هذا الرجيل و نسى هذا المدعو أن هذه الألعاب هى ترتجف أوصال إسرائيل منها و أنها وحدها التى حررت قطاع غزة من الإحتلال ، أظن أن أسامة سرايا يظن أنه يكتب هذا الكلام لمجموعة من المغفلين و ليس لأصحاب عقول سوية أو ربما ظن أن الجميع مثله فى تدنى مستوى الذكاء !! .
أنسى أن الضفة ليس فيها صواريخ تطلق وأن هناك حكومة عميلة بامتياز لإسرائيل و فتح تسلم أسلحتها للصهاينة فى الضفة و رغم هذا تعانى الضفة الأمرين من إسرائيل و أبو مازن !! ، أهى عقدة الأقزام إذا ؟!! ، تلك العقدة أو مركب النقص التى يصاب بها بعض الأقزام حيث لا يجد راحته إلا عندما يصعد على أكتاف غيره فيبدو طويلا ، حينها يشعر بالسعادة و الرضا ، لذا تجد العديد منهم يعيش فى الأماكن الشاهقة ، و مكاتبهم فى أعلى الأمكان ، لكن المشكلة هنا أنه فى داخله يظل يشعر بالقزامة و إن حاول أن يبدو طويلا عملاقا ، هنا يصبح الحل الوحيد أمامه لا أن يصعد على أكتاف غيره و لكن يحاول تحطيمه ، حتى يتصدر هو الواجه و المشهد !! .
المصيبة أن من يحاول معهم ذلك ، فشل عمالقة العالم من أمريكا و تابعتها إسرائيل و الإتحاد الأوربى بل حتى مجلس الأمن و الأمم المتحدة فى كسرهم أو تركيعهم و لم يتركوا سلاحا أو وسيلة من حصار و تجويع و تشويه إلا واستخدموها و فشلوا بامتياز ، فهل ينجح الأقزام فى ذلك ؟ ، ربما يحدثوا ضجيجا و صخبا عاليا لفترة ما و لكنهم حتما لن ينالوا سوى الكراهية من الشعبين المصرى و الفلسطينى على حدا سواء فالشعوب أذكى بكثير من أن تقع فى هذا الشرك المسموم الساعى لإفقاد حماس الحب و المصداقية التى تتمتع بهما فى قلوب المصريين قبل الفلسطينيين ، إن حركة حماس بنت مصداقيتها بالدماء و الدموع و الصمود و لن يستطيع مداد الزيف فى العالم كله أن يمحى ما تكتبه الدماء و تباركه السماء )

الخيانة العظمى


نشر فى قناة الأقصى ، المركز الفلسطينى للإعلام ، نافذة مصر ، جبهة إنقاذ مصر ، إخوان أون لين


بقلم/ د ممدوح المنير


تعارفت الدول على اعتبار من يخون بلده أنه من الخونة الذين يجب في حقهم تطبيق حكم الإعدام هذا فضلا على العار الذي يلحق به و بأسرته طيلة و جودهم في هذه الحياة و حتى بعد مماتهم ، هذا هو المعروف و المقرر في حياة الأمم و الشعوب ، لكن على ما يبدو أن تعريف الخيانة قد طرأ عليه تغيرات أساسية في عصرنا الحالي تجعل من المدهش و من العجيب أن تصدق أنه سيمتد بك العمر حتى تعيش هذه اللحظة الاستثنائية من عمر البشرية التي ستظل تتحفنا دائما بما لا يتصوره عقل أو يخطر على قلب بشر ، خذ عندك على سبيل المثال الحملة الشرسة التي يقودها الإعلام المصري الرسمي لتشويه نضال الشعب الفلسطيني عامة و نضال حركة حماس خاصة هذا فضلا عن محاولة الزج باسم جماعة الإخوان المسلمين في أتون هذه الحرب القذرة التي يخوضها نظام متطفل على شعب منهك القوى ، معتل الجسد ، خائر العزائم ، من كثرة ما أحدث به نظام لا يرعى في مؤمنا إلا و لا ذمة ، تخيل عزيزي القارئ معي هذا المشهد : الاستشهاديان من كتائب القسام و هم في طريقهما لتنفيذ عملية ديمونة الفدائية ضد العدو الصهيوني العدو الرسمي و الأزلي للأمة العربية و الإسلامية ، تخيل و هم يستعدون لدفع ضريبة الدم يتخلون فيها عن حياة تمدد أمامهما عشرات السنين فيها من أيام الشباب و الفرح ما فيها ، يضحون فيها بصحبة الأهل و الزوجة و الأبناء و الخلان من أجل أمل قد يطول تحقيقه و لكنه قادم لا محالة بإذن الله ، تخيل نفسك موضع هذين البطلين و أنت تختلط عليك كل هذه المشاعر ، ثم فجأة تسمع أو تشاهد من أخيك المصري على شاشة التلفاز أنك من ضيعت القضية ، و سفكت الدماء ، ورملت النساء و يتمت الأطفال و قتلت شعبك جوعا و عطشا لأنك ترفض أن تسلم سلاحك أو تحمل غصن الزيتون رمز السلام حتى لو كان غصنا محروقا من أثر الاحتلال!! ، كيف سيكون شعورك ؟؟ وهذا الخنجر المسموم يأتيك في ظهرك ومن أخيك الذي يقال عنه أيضا الأخ الأكبر !! ، إنني عندما أتخيل نفسي مكانهما يصيبني إحساس بالغ بالأسى و الحزن على أمة أضح أبطالها خونة و خائنوها أبطال !! إن لم تكن هذه خيانة للأمة و الأرض و الدين و التاريخ فما هي الخيانة إذن ؟؟ إن النظام الحاكم في مصر الذي يهدد و يتوعد إخواننا الفلسطينيين - إخوان الدم و العرق و الدين – بالويل و الثبور و عظائم الأمور على الإصابات التي حدثت للأمن المصري على الحدود و نحن بالطبع نرفضه بطبيعة الحال ، ينسى هذا النظام أنه استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السفاح أولمرت بالأحضان و القبلات على أرض مصر في نفس الأسبوع الذي قتل فيه ثلاثة من جنودنا المصريين على الحدود دون مبرر و لم نسمع له صوتا حينها و تبادل الضيف الإسرائيلي مع نظيره المصري الابتسامات أمام الكاميرات حينها رغم أن يده كانت لا تزال تقطر بدماء جنودنا الثلاث ، فلماذا هذه الشجاعة و القوة أمام شعب مقهور يدافع عنا قبل أن يدافع عن نفسه ؟ و لماذا هذا الذل و التخاذل و الانبطاح أمام عدو نتقرب إلى الله ببغضه ؟ أترك لك أخي القارئ إجابة السؤال التالي من فى رأيك الخائن من يقدم نفسه شهيدا أم من يقدم نفسه عميلا ؟

الخطر الأكبر في أحداث غزة


نشر فى إخوان أون لين ، المركز الفلسطينى للإعلام ، فلسطين الآن


بقلم / د ممدوح المنير

عندما نسترجع المشاهد المؤلمة التي صوَّرت حجم المعاناة التي يتعرَّض لها أهل غزة؛ من حصار وتجويع وقتل ومنع لإمدادات الوقود والقطع الكلي للكهرباء، وتداعيات ذلك على كافة المرافق في القطاع، من مستشفيات ومياه الشرب والصرف الصحي والمخابز وغيرها من مرافق الحياة الأساسية، نجد أنفسنا أمام المشهد الدرامي التآمري التالي: شعب تحت حصار لم يسبق له مثيل في التاريخ، كافة المعابر مغلقة بالكلية، لا توجد حركة من أو إلى القطاع، سواء للمواطنين أو للمساعدات، يثور الشعب الفلسطيني وتثور معه الشعوب العربية للاحتجاج على ما يحدث، وتتحرك وسائل الإعلام لتغطية الأحداث، والكشف عن حجم المأساة، ثم تبدأ المظاهرات العفوية والمنطقية والمتوقعة للضغط على مصر؛ لفتح المعبر، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لنجدة أهالي القطاع، إلى آخر سيناريو الأحداث المتتالية التي يراقبها الجميع.

هنا فقط يبرز الخطر الأكبر، والمؤامرة الكبرى التي تحاك بليل لتصفية القضية الفلسطينية تمامًا، ألا وهي (التقزيم)، بمكر شيطاني صهيوني على مدار التاريخ نجد عملية (التقزيم) تسير على قدم وساق،؛ فالبداية كان أمل العرب هو تحرير فلسطين كل فلسطين، ولا مكان على الأرض لصهيوني! هذا كان سقف الطموح العربي الرسمي في البداية، ثم بدأ الصهاينة في التقزيم وصدر قرار التقسيم في عام 1948، وأصبح أمل العرب بعد هزيمة 48 أن يتم التقسيم مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني!!.

ثم كانت هزيمة 67 واحتلال الجولان، وسيناء، والقدس، وباقي الأراضي الفلسطينية؛ لتبدأ مرحلة التقزيم الثالثة ليصبح أمل العرب عدة آمال: أمل تحرير الجولان، وأمل تحرير سيناء، وأمل تحرير القدس الشرقية، والقطاع والضفة!! وتختفي كلمة تحرير فلسطين من القاموس الرسمي العربي، وتنشغل كل دولة عربية بمشروعها الخاص، وتنجح مصر في استعادة الأرض، ولكن لا تنجح في استعادة السيادة في 73.

وتبدأ مرحلة التقزيم الرابعة بمعاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل"؛ ليتحول الكيان الصهيوني- ولأول مرة في التاريخ- إلى صديق، ويرتفع العلَم "الإسرائيلي" في سماء القاهرة؛ "عاصمة الدولة القائدة والزعيمة"!!.

ثم تمضي عجلة التقزيم بعقد اتفاقية أوسلو، وإنشاء السلطة الفلسطينية، ويتم شطب العمل على إزالة "إسرائيل" من الوجود من القاموس الفلسطيني الفتحاوي، ويستبعد الإسلام بشكل رسمي وقسري من الصراع كشرط أساسي لإقامة السلطة بلا سلطان!!.

وتمضي عجلة التقزيم بشكل لا يصدَّق؛ فالكيان الصهيوني يبني في هدوء آلاف المستوطنات، وينهب الأراضي المتبقية من الحلم العربي الرسمي (الضفة والقطاع والقدس الشرقية!!) لتغيِّر وقائع الجغرافيا والتاريخ، وتدخل في ألاعيب شيطانية مع سلطة بلا إرادة، وتعقد المؤتمرات واللقاءات والمفاوضات السرية والعلنية، وتلتقط الكاميرات الابتسامات المشتركة بين العرب و"الإسرائيليين"؛ لينتقل التقزيم من الأرض والتاريخ إلى الوجدان والقلوب!!.

ويهرول العربُ إلى السلام مع الصهاينة، وعقد الاتفاقيات، والمعاهدات معها، ويصبح السلام هو خيار العرب الإستراتيجي؛ ليصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم!!.

ويمضي التقزيم في الشعور والوجدان، فيسكب الزعماء العرب الدموع والآهات على قبور قادة "إسرائيل"!! ويترحَّمون على موتاهم!!.

ويستمر التقزيم على الأرض ليصبح الهمُّ أن يكون هناك مطار وشرطة مسلحة للسلطة الفلسطينية، أو تحويل مسار الجدار الفاصل الذي نسيه الجميع؛ لتصبح المشكلة مجرد تغيير مسار جدار!! وتسقط قضايا حق العودة، والأسرى، وغيرها من القضايا، ويصبح الحديث عنها من باب ذرِّ الرماد في العيون، واصطناع بطولات وهمية بلا أساس أو مضمون.

ثم يأتي أبو مازن ليريح الجميع من تعب الترقُّب والانتظار، ويأتي بسوابق لم يسبقه إليها أحدٌ من العالمين!! ويمضي بعجلة التقزيم بسرعة لا تحتملها وعورة الطريق، ويرتمي أبو مازن بالكلية في أحضان الكيان الصهيوني وأمريكا؛ ليصبح ألدُّ الأعداء هو الوليَّ الحميمَ، ويصبح الأخ والصديق هو الشيطان الرجيم!! وتصبح المقاومة إرهابًا!! وجرائم الحرب الصهيونية اليومية دفاعًا عن النفس!! ويصبح شارون وأولمرت رجلي سلام!! ويصبح رجال وقادة المقاومة الفلسطينية مجرمي حرب ومثيري فتنة وإرهابيين وانقلابيين!! لينقل الكيان بعملية التقزيم لمرحلة أخطر وأعمق بزيارة بوش للمنطقة عندما يؤكد على يهودية الدولة (الإسرائيلية)!! والتفاوض على أساس الوقائع التي على الأرض!! وتوطين اللاجئين، ليشطب ملايين الفلسطينيين من ذمة الحاضر والتاريخ، وتلفظ البقية الباقية من الفلسطينيين خارج دولة "إسرائيل" الصديقة!! ويستمر التقزيم ليصل إلى مراحله النهائية، والمتمثل في الحصار المضروب حاليًّا على قطاع غزة لينزل بسقف الطموح الفلسطيني والعربي؛ ليصبح مجرد السماح بدخول قطرة الماء أو البنزين أو لقمة العيش إلى القطاع إنجازًا ضخمًا ونصرًا مؤزَّرًا!! يشكر ويحمد عليه القادة العرب!!.

على الجانب الآخر تقف المقاومة الفلسطينية- وعلى رأسها حماس- تفعل المستحيل والمعجز لوقف عجلة التقزيم، وتصر على المقاومة مهما كانت التضحيات كخيار إستراتيجي، تؤكد على الثوابت التي نسيها، أو تناساه الجميع (فلسطين من البحر إلى النهر، حق العودة، الدولة كاملة السيادة، الأسرى، القدس)، ربما تكون الأحداث والحسابات الإقليمية والدولية تفوق قدرات حماس بمراحل؛ ولكن من ظن أن النصر يعتمد فقط على حسابات الأرض فهو واهِمٌ؛ لأن هناك حسابات السماء، وهي عادة محسومة مسبقًا، فقط تراقب- السماء- وتنتظر وتتدخل في النهاية لتحسم القضية من حيث لا يتوقَّع أحد ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)﴾ (الحج)، ومن لا يصدِّق يطالع كتب التاريخ، وسيدرك سريعًا أن التاريخ لا يكذب ولا يتجمَّل!!.

الإخوان المسلمون وفلسطين


نشر فى موقع نافذة مصر


بقلم / الدكتور ممدوح المنير


حاول البعض الصيد فى الماء العكر و المزايدة على الإخوان فى موقفها من القضية الفلسطينية و اتهموا الجماعة بأنها لم تكن على مستوى الحدث الأخير الخاص بحصار قطاع غزة و قالوا أن الإخوان تأخروا فى النزول للشارع للتعبير و الإحتجاج عن ما يحدث فى القطاع ، واعترف أننى تعجبت كثيرا من أصحاب هذا الرأى لأنى اعتقد أن القضية الفلسطينية هى القضية الوحيدة و المركزية التى لا يستطيع أحد أن يزايد الإخوان عليها و قبل الخوض فى الحديث ينبغى أن أنوه على عدة أمور بديهية قبل مناقشة الموضوع أولاها أن موقف الإخوان من قضية فلسطين ليس منة منها على أحد بل هو واجب حتمى و فريضة شرعية و ضرورة وطنية و إنسانية و بالتالى فالإخوان بالنسبة لقضية فلسطين لا يملكون رفاهية الإختيار أو التراجع .
ثانيا ليس الإخوان وحدهم من ضحى و بذل من أجل فلسطين بل يوجد الكثيرون الذين بذلوا و لا زالوا يبذلون أرواحهم و أموالهم ووقتهم من أجل فلسطين و أنا هنا لا أعنى الإسلاميين و حدهم بالطبع ، بل أعنى الجميع من كافة الطوائف والإتجاهات و التيارات و لا ينكر هذا إلا جاحد أو قصير النظر .
ثالثا هذا لا يمنع أن هناك أخطاء أو تقصير فلا يوجد على وجه الأرض تجربة إنسانية كاملة ، فالكمال و الجلال لله و حده و لكنى أزعم أن أى تقصير أو خطأ حدث لم يصل إلى درجة الخطيئة أو الكبيرة و لكنها أخطاء قد تكون فردية أو تكتيكية و ليس فى المنهج أو فى الأطر العامة للحركة .
أما عن موقف الإخوان من فلسطين فهو قديم قدم القضية نفسها بل أنى لا أبالغ إذا قلت أن بداية المشكلة الفلسطينية كان المقدمة التى من أجلها أنشأت جماعة الإخوان المسلمين !! فمع إنهيار الخلافة العثمانية اتضحت الأزمة الفلسطينية بشكل كبير و على أثر هذا الحدث الجلل نشأت الجماعة ليكون أحد أهدافها الرئيسية هو تحرير فلسطين حتى قال من أرخوا لهذه المرحلة أن أول مظاهرة خرجت فى العالم الإسلامى من أجل فلسطين كانت من الإخوان و أول قطرة دم تسقط فى العالم الإسلامى من أجل فلسطين كانت كذلك من الإخوان والكتائب التى أرسلها الإمام البنا فى عام 1948 لفلسطين و البطولات التى حققتها معلومة للجميع و سيق الإخوان و قتها من ساحات القتال إلى غياهب السجون فى موقف خيانة و ندالة لا يتسع المقام للحديث عنه الآن .
أمر آخر معروف للجميع هو أن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) هى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين و من يدخل على التعريف بحماس فى موقعها على الشبكة العنكبوتية يجد السطر التالى ( حركة المقاومة الإسلامية حماس هى القوة الضاربة لجماعة الإخوان المسلمين ) بل إن هذا الموضوع أصبح من البديهيات المعلومة للجميع و التى يتحدث عنها قادة حماس أنفسهم كأمر عادى كان آخرهم الدكتور إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى فى خطابه بمناسبة مرور 30 عاما على إنشاء حماس حيث قال أكثر من مرة فى خطابه ( حركة حماس هى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين ) ، و بالتالى فأى حديث عن تقصير هو أمر مستغرب و مستهجن ، فكيف يتخلى الإخوان عن أنفسهم أو قضيتهم !! ، ثم من يزايد على حركة حماس فى جهادها و نضالها و تضحياتها ليس فقط من أجل فلسطين و لكن من الوقوف أمام المشروع الصهيونى الأمريكى فى المنطقة بأكملها .
أمر آخر ، الحركة الإسلامية فيما وراء الخط الأخضر أو الكيان المسمى ( إسرائيل ) بقيادة الشيخ المجاهد رائد صلاح ، معروف عنها كذلك أنهم الإخوان المسلمون فى إسرائيل و هم الآن فى صراع ليس له مثيل ضد الإحتلال الصهيونى الغاشم للحفاظ على الهوية الإسلامية و العربية للمدينة المقدسة كما أنهم يسيرون يوميا و على مدار العام نحو 100 حافلة على فترتين إلى المسجد الأقصى محملة بآلف العرب المسلمين فى إسرائيل للحفاظ على المسجد الأقصى و ضمان وجود عدد كبير و دائم من المصلين فى المسجد على مدار العام تحسبا لأى مؤامرة قد تحاك ضده ، كما أن الحركة تقوم بكفالة عشرات الآلاف من الأيتام فى فلسطين و كذلك إغاثة إخوانهم فى الضفة و القطاع ، هذا فضلا عن الحفاظ على الوجود الإسلامى فى القدس و حتى تعرف قيمة ما يقدمه أبناء الحركة فى الأرض المحتلة تجد رئيس الوزراء اإسرائيلى و بوش حريصون على تأكيد يهودية الدولة الإسرائيلية حتى يتسنى لهم التخلص من الصداع الذى تسببه لهم الحركة داخل الخط الأخضر.
أنظر كذلك إلى ( معظم ) و لا أقول ( كافة ) الفعاليات ( المعتبرة كما و كيفا ) من مؤتمرات أو مظاهرات أو إغاثات شعبية أو نقابية فى كافة العالم الإسلامى ستجدها من مؤسسات إخوانية أو يقودها أو يشارك فيها إخوان وعلى سبيل المثال لا الحصر لجنة الإغاثة الإنسانية فى مصر أو جبهة العمل الإسلامى فى الأردن أو الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين و عدد كبير من المراكز الإسلامية فى أوربا و أمريكا كل هذه نماذج بسيطة من آلاف المؤسسات الإخوانية أو التى يشارك فيها الإخوان ليس لدعم القضية الفلسطينية فحسب و لكن لإحياء المشروع الحضارى الإسلامى من جديد ، أما عن أزمة غزة الحالية فيكفى أن أقول ان هناك أكثر من ألفين معتقل فى مصر من الإخوان فى أسبوع واحد من أجل غزة ولا تزال القائمة مرشحة للزيادة و للعلم عدد المعتقلين فقط يساوى تقريبا عدد أعضاء كافة الأحزاب المصرية عدا الحزب الوطنى بالطبع الذى احتكر لنفسة كافة المصريين حتى قبل أن يولدوا ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .

الخميس، ٢٧ مارس ٢٠٠٨

عندما تقلد عدوك نيشان البطولة!!!


نشر فى موقع إخوان أون لين


بقلم: د/ممدوح المنير


جاءني جندي مصري وهو ساخط على وطنه أُسر في حرب 73 بعد أن قدَّمه جيش الاحتلال كفأر تجارب لطلبة كليات الطب "الإسرائيلية" حتى أُفرج عنه واستلمه الصليب الأحمر الدولي، وكان نتيجة الأسر أن أُصيب بالسرطان والفشل الكلوي والعديد من الأمراض!!.

وعبثًا حاول الحصول على رعايةٍ طبيةٍ على نفقة الدولة التي قدَّم نفسه فداءً لها، ولكنه فشل ولا زال حتى الآن يتسوَّل العلاج من هنا أو هناك، ولا حياةَ لمَن تنادي!!.

يبدو أنه أصبح من واجبات المرء في هذا الزمان أن يكون متبلَّدَ المشاعر، أو بمعنى أرق أن يتعلَّم البرود الإنجليزي الشهير؛ حتى يستطيع أن يستقبل الصدمات المتتالية الواحدة منها تلو الأخرى!!.

عندما تابعتُ- كغيري- زيارة المدعو جورج بوش إلى المنطقة لم أتخيل- ولو في الأحلام- أن يقابَل بمثل هذا القدر من الابتهاج والفرح الذي قُوبل به، في حين قُوبل الجندي المصري في وطنه بكل هذا الصدود، والمثير في الموضوع هو كمُّ النياشين والأوسمة التي حظي بها الرئيس الأمريكي!!، والمستغرب أن هذه النياشين عادةً ما تقدَّم لمَن أدوا خدماتٍ جليلة للوطن، وأنا لا أعلم أن الرئيس الأمريكي قدَّم خدماتٍ جليلة لوطنه هو، فكيف يقدِّمها لنا؟!!.

إن الرئيس الأمريكي يعاني من فشلٍ ذريعٍ داخليًّا وخارجيًّا ويحظى بقدرٍ كبيرٍ من الكراهية في وطنه، ونحن- بالطبع- نكرهه بالقدر الذي نكره به الشيطان نفسه، فكيف يُستقبَل بالنياشين والأوسمة في كافة الدول العربية التي زارها؟!.

ويزداد عجبُك- وربما سألت الله أن أمك لم تلدك- عندما تعرف أن النياشين ليست للرئيس الأمريكي فحسب، ولكن لحاشيته كذلك؛ فالرئيس حسني مبارك- رئيس أكبر دولة عربية توصف بالرائدة والقائدة والمحورية... إلخ!!- حريصٌ كلَّ الحرص على أن يقلِّد قادة الجيش الأمريكي أوسمة الاستحقاق من الدرجة الأولى على جهودهم المشكورة في قتل مليون عراقي وإرجاعه إلى ما قبل التاريخ في كل شيء!!، وكان آخر مَن منحهم وسام الاستحقاق من هؤلاء الجنرال جون أبي زيد، قائد القيادة المركزية الأمريكية في العراق!!.

أعلم أننا في الزمان الذي قال عنه النبي- صلى الله عليه و سلم-: "يأتي على الناس زمانٌ يصبح الحليم فيه حيران"، ولكن ما يحدث يتجاوز الحيرة إلى الجنون!!.

إن هناك الآلاف من المصريين والعرب الذين يستحقون عن جدارةٍ كلَّ نياشين البطولة، ألا يستحق رجال المقاومة الفلسطينية أو العراقية نيشانًا من زعيم عربي؟! ألا تستحق مثلاً أم نضال الفلسطينية نيشانًا أو وسامًا على جهادها وتضحياتها؟! ألا يستحق الدكتور محمود الزهار وسامًا وهو الذي قدَّم أبناءه للشهادة الواحد تلو الآخر في سبيل الحق والعدل والحرية؟! ألا يستحق مئات بل آلاف العلماء والقادة الذين تنكَّرت لهم أوطانهم وسامًا أو نيشانًا؛ تكريمًا لهم؟!!.

إن المشير أحمد أبو إسماعيل (قائد الجيش المصري في حرب 73) توفِّي معه- رحمه الله- في عام 1974 أحد المطربين المشاهير (لا أدري.. عبد الحليم حافظ، أو فريد الأطرش، وأعتذر لضعف معلوماتي الفنية)، ولا تزال الدولة المصرية كل عام تقوم ولا تقعد؛ احتفالاً بذكرى المطرب الشهير، وتذرف الدموع على أيامه الخالية، ولا ذكرى للقائد البطل المشير أحمد أبو إسماعيل- رحمه الله-.

في مصر تساوى الجميع: قادةً وجنودًا في نكران الجميل، ولكن يبدو أن هؤلاء الأبطال أكبر من أي نيشان أو وسام، بل أكبر من هؤلاء الأدعياء الذين باعوا أوطانهم من أجل كراسيهم، إنهم لا يستحقون شرف تكريم هؤلاء الأبطال!!.

إن الأمة التي تكرِّم أعداءها، وترصِّع صدورهم بالأوسمة والنياشين في الوقت الذي تتنكَّر فيه لأبنائها وأبطالها لجديرةٌ بأن تتبوأ مقعدها في مزابل التاريخ، أما هؤلاء الأبطال في مصر وفلسطين وفي كل الأقطار العربية والإسلامية، فيكفيهم تكريم التاريخ والسماء.. ويا له من تكريم!!.

عزيزي بوش أذهب إلى الجحيم


نشر فى : مجلة المجتمع الكويتية ، موقع المصريون


د। ممدوح المنير


كنت فيما سبق أظن و بعض الظن حسن ! أن الدول العربية التي تنصاع و تنقاد لتعليمات البيت الأبيض كان بدافع الخوف و المصلحة الشخصية في المقام الأول و لكن يبدوا أنني كنت ساذجا بالفعل فلم يكن الأمر مجرد خوف أو مصلحة بالوصل الأمر للحب والهيام بأمريكا ، تتبع بنفسك الجولات الميمونة للضيف الميمون جورج بوش فى بلادنا العربية وانظر إلى حجم الحفاوة البالغة التى قوبل بها و العناق الحار بينه و بين الزعماء العرب و المبالغة فى نيل رضاه من ، صفقات بمليارات لسيد البيت الأبيض ، قرابين الدم من أبناءنا فى غزة تقدم على أعتاب السيد الكبير بل إنى فى حقيقة لم أتخيل أن دولة عربية يمكن أن تعطى مواطنيها أجازة إجبارية للقطاع العام و الخاص ترحيبا ببوش !! و عندما تكون هذه الأجازة فى دولة مثل الإمارات التى يكن لها المرء تقديرا عاليا و عندما تكون فى إمارة مثل دبى إحدى أنشط الأماكن الإقتصادية فى العالم أجمع تكون الدهشه أكبر .عندها عادت بى الذاكرة لمئات السنين أحببت أن استشرف فيها المستقبل و لكن بعين الماضى و ياليتنى ما فعلت ! ، تذكرت أبيات وقف فيها ابن حيان ‏"‏ - مؤرخ الأندلس - يستشف ما وراء الحجب ويقول لأبناء جنسه ‏:‏ يا أهل أندلس شدوا رواحلكم ** فمـا المـقام بها إلا من الغلـطالثوب ينسل من أطرافه وأرى ** ثوب الجزيرة منسولا من الوسطمن جاور الشر لا يأمن بوائقه ** كيف الحياة مع الحيات في سفطكأنه رحمه الله كتب هذه الأبيات اليوم ، نفس السيناريوا يتكرر اللهم إلا تغيير فى الأماكن و الأشخاص !! ، يذكرنا تاريخ سقوط الأندلس بابن الأحمر أحد آخر ملوك الأندلس فى آخر عهدها و لن أتعجب يوما إذا علمت أن نسب أبو مازن – وبعض من حكامنا - يمتد إليه ! .إقرأ معى ما كتبه د عبد الحليم عويس مؤرخا لتلك الفترة من تاريخ الأمة ( قام ابن الأحمر مؤسس مملكة غرناطة بمهادنة ملك قشتالة الصليبي، وأن يعقد معه صلحا لمدة عشرين سنة ، وأن يسلم له - بناء على شروط الصلح - مدينة جيان وما يلحق بها من الحصون والمعاقل ، ‏.‏‏.‏ واعترف بالطاعة لملك قشتالة وتعهد بأن يؤدي إليه جزية سنوية قدرها مائة وخمسون ألف مرافيدي ‏(‏ العملة الإسبانية ‏)‏ وأن يعاونه في حروبه ضد أعدائه ‏(‏ المسلمين ‏)‏ ‏!‏ وعندها استغل ملك قشتالة هذا الصلح ليتفرغ لضرب المسلمين الآخرين ، هاجم مدينة إشبيلية قاعدة غربي الأندلس كله ‏.‏‏.‏ وكانت هناك كتيبة إسلامية أرسلها ابن الأحمر تهاجمها معه ‏(‏ باسم التقدمية ‏!‏‏!‏‏)‏ فسرعان ما سقطت إشبيلية الإسلامية حاضرة الثقافة الإسلامية الرفيعة - بيد فرناندو الثالث ملك قشتالة سنة 646هـ وبمعونة ابن الأحمر- مؤسس مملكة غرناطة العظيم ، ‏.‏‏.‏ ولم تعد إشبيلية إلى الإسلام منذ ذلك اليوم ‏!‏‏!‏ .. لقد وقف أهل إشبيلية الشرفاء نحوا من سنة يدافعون الحصار النصراني المدعوم من ابن الأحمر ‏.‏‏.‏ وقد نجحوا في إيقاع النصارى في أكثر من كمين وأصابوهم بالهزيمة غير مرة ، وقد حاولوا - وهم في حصارهم ، الاستنجاد بالمغرب دون جدوى ‏.‏‏.‏ بينما توالت النجدات على النصارى ، حتى نجحوا بسببها في منع المؤن عن المسلمين المحاصرين في إشبيلية ‏.‏‏.‏ فنفدت الأقوات وبدأ شبح الجوع يدب في أوصال المدينة المجهدة ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏!‏‏!‏ وكان قضاء الله ‏.‏‏.‏ وخرج المسلمون الإشبيليون من مدينتهم وفق شروط المعاهدة ‏.‏‏.‏ خرجوا نازحين إلى مدن إسلامية أسبانية أخرى لم تلبث أن أسقطت ‏!‏‏!‏ ) انتهى ، إنها دورة التاريخ عندما نبتعد عن الإسلام و يصبح شعار المرحلة الخضوع و الركوع ، عندها تكون النهاية و يأتى السقوط المروع ثم الإستبدال (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) و لكنى على يقين بإذن الله أنها لن تكون نفس النهاية لنا و إذا سألتنى لماذا ؟ قلت لأنه عندنا اليوم رجال يحبون الموت أكثر مما يحبون الحياة و يكفى أن تتطلع إلى الدكتور محمود الزهار و هو رابط الجأش مرتفع القامة بعد إستشهاد قرة عينه حتى تطمئن نفسك و توقن بنصر الله عاجلا أم آجلا .

حين ميسرة و فوضى الإبداع


نشر فى موقع إخوان أون لين ، نافذة مصر


بقلم: د/ ممدوح المنير

لا شك أن فيلم (حين ميسرة) الذي يُعرَض حاليًّا على شاشة السينما في مصر قد كشف المستور، ليس لسكان العشوائيات فحسب، ولكن لمجتمع بأكمله، والقضايا التي سلط الفيلم عليها الضوء كانت ولا تزال مفجعةً ومريرةً للجميع، وأنا هنا لا أتحدث عن قصة الفيلم وحسب، ولكن عن الضجيج الذي سبَّبه والجدل الشديد الذي دار حوله.

بدايةً أُعلن للجميع أني لم أشاهد الفيلم!! فأنا- كمواطن مصري- لست في حاجة لأن أشاهد فيلمًا حتى أعرف معاناة الناس، يكفي المرء أن يقف في شرفة منزله حتى يرى المعاناة على الطبيعة بلا رتوش أو مكياج!! لذا سينصبُّ حديثي على الجزء الذي فرض عليَّ مشاهدته، سواءٌ الإعلان أو النقاشات التي دارت حوله في الصحف أو شاشة التلفاز.

ربما كشف الفيلم مدى فقر وانحلال طبقة مسحوقة من المجتمع، تتحرك في سلوكها وحياتها بلا ضابط أو رادع ديني أو أخلاقي، منكفئةً على ذاتها بشكل لا يصدَّق، تنحصر متطلباتها في قضاء الحاجات الأساسية والغريزية في الحياة، فتجد معاني مثل (البلطجة- السرقة- الانحراف- الفقر- المرض- الألفاظ البذيئة) هي الإطار الذي تتحرَّك فيه أحداث الفيلم.

وعند هذه النقطة كان الفيلم في سياقه العام كاشفًا بحق عن هذه الأمراض التي تعاني منها هذه الطبقة، ولكن القضية التي تطرح نفسها هنا هي قضية المرجعية التي اعتمد عليها أبطال الفيلم حتى يخرج الفيلم بهذه الصورة.

لقد ثار جدل كبير حول جرعة الانحراف في الفيلم؛ فمن رافض لها بالمطلق، ومن مستاء فقط من كميتها، ويرى أنها أكثر مما ينبغي وممن يراها ضعيفة وأخذ يتأسَّف على الماضي الجميل الذي كانت تكثر فيه المشاهد والملابس الساخنة!!.

ولكن السؤال الذي أطرحه هنا: هل من حق المخرج أن يناقش قضيةً ما على شاشة السينما بناءً على مرجعيته ورأيه وتصوره الشخصي للحياة والحرية؟ الإجابة بالتأكيد نعم ولا!!، كيف؟ نعم من حقِّه أن يعبر عن رأيه وفكرته، ولكن ما دام سيخاطب بها المجتمع فيجب أن يعبر عنها بالشكل الذي يريده ويتقبَّله المجتمع؟ وهذا للأسف هو العنصر الغائب في الفيلم؛ فالمرجعية المعتمدة للمجتمع والتي يتحدث عنها الدستور في فقراته الأُولى هي أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ومن حق أي مواطن يرى أن هناك تشريعًا أو قانونًا ما لا يتوافق مع الشريعة أن يرفع دعوى بعدم الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، فإذا ما ثبت عدم توافقه مع الشريعة تُسقطه المحكمة ويصبح هو والعدم سواءً.

وبالتالي فإن العقد الاجتماعي الذي توافقت عليه غالبية الأمة وارتضته عن طيب خاطر حاكمًا ومنظمًا لشئونها وراعيًا لمصالحها ومعبرًا عن طموحها هو الإسلام، وبالتالي فإن أي عمل فني يتصادم مع هذه المرجعية يُعتبر خروجًا عن أعراف المجتمع.

وهنا قد يحتجُّ أحدهم ويقول هذه الفرضية خاطئة؛ لأن إيرادات الفيلم حتى الآن توضِّح بما لا يدَع مجالاً للشكِّ أن هناك عددًا كبيرًا من المواطنين يقبل ما يطرحه الفيلم، وبالتالي فمن حق المخرج ومن حق هذه الشريحة أن تخاطَب بما تحب أن ترى وتسمع؟! وهذا بالطبع قول مردود، لماذا؟!

أولاً لأنه ليس كلُّ من شاهد الفيلم وأمثاله معجَبًا بما رأى، فهناك من رفض بشدة الشكل الذي عالج به المخرج القصة.

ثانيًا إن شاشة السينما وسيلة تثقيفية بالأساس، وبالتالي فدورها أن ترفع من ذوق الناس لا أن تهبط إلى مستواهم.

ثالثًا ليس معنى أن هناك شريحةً ما من المجتمع تحب أن ترى هذا اللون من الفنون أن يتم فرضه على الجميع لماذا؟ لو كان هذا المنطق سليمًا لجاز أن نعرض أفلامًا إباحيةً بالكامل على شاشة التلفاز؛ لأن هناك الكثير من الغواني والمومسات اللاتي يحببن هذا اللون من الفنون، ولجاز أن نعرض فيلمًا يحث على السرقة ووسائلها؛ لأن في المجتمع عشرات الآلاف من اللصوص الذين يحبُّون أن يشاهدوا هذا اللون كذلك!!.

رابعًا مخاطبة غرائز الناس واستثمار ما يعاني منه المجتمع من أمراض وكبت نتيجة وجود عشرات الملايين من العزَّاب والعوانس والمطلقات والأرامل والمراهقين الذين لا يجدون المنفذ الشرعي لقضاء وطرهم، يعدُّ وسيلةً - آسف أن أقول ذلك- رخيصةً لجني المال.

خامسًا ما القيمة الفنية أو الإضافة التي يتلقَّاها المشاهد من رؤية رجل يضاجع زوجته أو خليلته؟ أو رجل يغتصب امرأة؟ وعلى افتراض أن هناك قيمةً ما في عقل المخرج أو كاتب السيناريو من هذه المشاهد الفاضحة، فهل تستحق هذه القيمة أن نضحِّي من أجلها بأخلاق المجتمع ونكشف عوراته ونقضي على حيائه؟!

إنني أرجوهم أن يخبروني ما هي هذه القيمة التي تستحق كل هذه التضحيات؟ إنني أطالب أبطال الفيلم- سواءٌ كانوا أمام الشاشة أو خلفها- ألا يقدموا لنا ما يتصادَم مع أخلاقيات المجتمع في مجمله وتأباه الفِطَر السليمة، إنني أعلم جيدًا أن عنصر الإثارة الجنسية هو عنصر التشويق الوحيد الذي يعتمد عليه أغلبية المنتجين لجني المال؛ لأنه الأرخص سعرًا، كما قال لي أحد المخرجين، ولكننا نعلم جيدًا في مرجعيتنا الإسلامية أن الغاية لا تبرِّر الوسيلة؛ لا بد أن تكون كلاهما نقيةً وشريفةً (الغاية والوسيلة).

أعلم كذلك أننا كأصحاب مشروع حضاري نقدمه للأمة ما زلنا نعاني من قصور شديد في هذا الجانب، وأننا لم نستطع حتى الآن أن نقدم بديلاً قادرًا وكافيًا لإشباع حاجات الناس، ربما كان السبب تقصيرًا منا، أو ربما حجم الضغوط الهائلة التي نتعرَّض لها لا تسمح بالتطور المأمول في هذا الجانب، وربما كان كذلك نتيجةً لعدم حسم الكثير من القضايا الفكرية والفقهية المتعلقة بالفن.

لذا فإنني أطالب وأرجو وأتمنَّى من كافة المنشغلين بقضايا الأمة أن يضعوا الفنون كافةً- والسينما خاصةً- في مقدمة أولوياتهم؛ لأنها بحق فنونٌ رائعةٌ إذا أُحسن استغلالها وربما كان مشهدٌ سينمائيٌّ مؤثرٌ كافيًا عن آلاف الكتب والمحاضرات، وفيلم "الرسالة" و"عمر المختار" ليسا منا ببعيد!!، ولدينا الأنموذج الإيراني الذي استطاع أن يحصد الجوائز العالمية في السينما ويفرض احترامه على الجميع دون أن يتنازل عن ثوابت المجتمع وأخلاقه؛ لذا فهو أنموذج جدير بالدراسة والتأمل.

أعتقد كذلك أنه حتى في المجتمعات الغربية الآن والتي هي قبلة الكثير من العاملين عندنا في حقل السينما، تصاعدت حدَّة الرفض للمشاهد الإباحية، بل إن هناك عددًا من كبار الممثلين في الولايات المتحدة أعلن ندمَه على تمثيل هذه المشاهد الساخنة وتعهَّد بعدم تكرارها! وبالتالي فما قُدِّم هنا تأباه الفطرةُ السليمةُ، لا في مصر وحدها وإنما في العالم أجمع.

أخيرًا.. عندما شاهدت إحدى الممثلات الباحثات عن الشهرة والمجد في الفيلم وقد كشفت من جسدها أكثر مما سترت، تذكَّرت قصةً طريفةً حدثت في أحد العصور الإسلامية عندما حاول أحد الرجال أن يتبوَّل في بئر زمزم- اطمئنوا لم يستطع- فأمسكه الحرس وأتوا به إلى الخليفة، فسأله مستنكرًا: ما حملك على هذا؟! فقال: "أحببت أن يذكرني الناس ولو باللعن"!!.

"جوجل" والأمن القومي


نشر فى : إخوان أون لين ، نافذة مصر
بقلم : د/ ممدوح المنير
أثار حديث الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل على قناة "الجزيرة" حول الأمن القومي الشجونَ من المحيط إلى الخليج.

حاول الأستاذ هيكل أن يعطيَ أهل الحكم في الدول العربية درسًا مجانيًّا في الأمن القومي، وبعد أن نظر وفكَّر وحلل، أخذ يدلل على فكرته من غياب للأمن القومي ببرنامج "جوجل إرث" الشهير (Google earth) ومدى قدرة البرنامج على كشف أدق تفاصيل أسرارنا العسكرية ومواقعنا الإستراتيجية لكل مَن يرغب وبضغطة زر واحدة وبالمجان!!.

رغم أن خدمة (Google earth) متاحةٌ للجميع منذ سنين، ويستخدمها مئات الملايين في عالمنا العربي والعالم، ولكن حديث كاتب كبير بقامة وقدر الأستاذ هيكل وعلى قناة بحجم الجزيرة، هو ما حرَّك الراكد، وأعاد فتح الملف على مصراعيه.

ولكني لا أخفي عليكم علمًا أنني- وأنا أشاهد حلقة الأستاذ هيكل- أحسستُ برغبةٍ كبيرةٍ في الضحك، ليس بالطبع من الأستاذ أو كلامه، ولكن من تفاؤله الشديد وحسن ظنه من أن في العالم العربي أنظمةَ حكمٍ تعرف معنى كلمة "الأمن القومي" وتعمل لها حساب، وبالتالي تطوَّع كاتبنا الكبير مشكورًا بإعطائها وجبةً دسمةً حول الموضوع سالف الذكر!.

أعرف أن- في نهاية المطاف- المستفيدَ الوحيدَ من كلام أستاذنا الكبير هي شركة جوجل التي وفَّر لها أستاذنا- من حيث لا يقصد- دعايةً لم تحلم بها يومًا ما!، وأخشى أن أقول لكاتبنا الكبير إن أنظمة الحكم عندنا في العالم العربي واحد من ثلاثة: لا تعرف معنى الكلمة ولكن نوازع وأعراض الانبطاح لديها أكبر بكثيرٍ من دواعي الصمود والإباء، أو تعرف ولكنها لا يعنيها من قريبٍ أو بعيد هذا الموضوع، المهم هو فقط مدى نجاحها في الاستمرار والثبات على كرسي الحكم بغض النظر عن أي شيء آخر.

وأخيرًا تعرف ولكن دواعي الخيانة والعمالة هي الأعلى صوتًا، حتى إنه يخيل للمرء حينًا أن بعضهم ربما عاتب شركة "جوجل" على ضعف جودة صورها، وربما طالبوها باستخدام أقمار صناعية أكثر كفاءةً وقدرةً!!.

أعلم أن البعض قد يتهمني نوعًا ما بالمبالغة، ولكن دعوني أذكر لك بعض المواقف المجهولة؛ حتى أستطيع أن أكتب المقال القادم بإذن الله وأترك لك الحكم، وأنا على يقين أنك جديرٌ بهذا.

دول عربية تسمح بإنشاء قواعد عسكرية ضخمة لدول معادية على أرضيها، وبعضهم وقَّع معها عقودًا طويلة الأجل.

دول أخرى تشتري أسلحةً وذخائرَ للتخزين فقط بمليارات الدولارات سنويًّا من أعدائهم، الذين يعلمون كل صغيرةٍ وكبيرة عن هذه الأسلحة، والكثير منها مليء بأجهزة التجسس التي تنقل لهم المعلومات أولاً بأول، بل والأعجب من ذلك أن هناك دولاً عربيةً لا تكتفي بشراء الأسلحة، ولكن تستأجر أيضًا من أعدائها مَن يتولَّى استخدامها من طيارين وفنيين ونحوه، وتصرف عليهم مليارات الدولارات، ولا تسألني كيف ولماذا؟!.

جميع الدول العربية بلا استثناء تستخدم اتصالاتٍ فضائيةً تملكها شركاتٌ ودولٌ أجنبيةٌ تنقل ما يدور من أحداث وقرارات لحظةً بلحظةٍ لأعدائك، جميع الدول العربية محاطة بشكلٍ أو بآخر برًّا وبحرًا و جوًّا بقوات عسكرية لدول تُصنَّف بالنسبة لنا بالمعادية.

وألقِ بنفسك نظرةً سريعةً على الخريطة لتتيقن بنفسك!، هذا فضلاً عن أن أغلب- إن لم يكن كل الدول العربية- تعتمد بشكلٍ شبه كلي في علاجها وغذائها على ما يجود به علينا أعداؤنا، "وسلم لي على الأمن القومي"!!.

أخيرًا وليس آخرًا، أختم بالتصريح الأخير لأولمرت- رئيس وزراء الكيان الصهيوني (ألد أعدائنا بلا منازع)- وهو يقول في تصريحٍ نشرته له صحيفةٌ صهيونيةٌ شهيرةٌ مطلع يناير الحالي، يقول فيه إنه يُصلي يوميًّا ويلهج بالدعاء لكي يطيل الله عمر رئيس دولة عربية كبرى ويديم عليه نعمة الصحة والعافية!!!؛ لأنه لا يتخيل كيف سيكون أمن وسلامة إسرائيل في حالة غيابه!!.

لقد ذكرتُ لك تصنيف دولنا في تعاملها مع الأمن القومي، وذكرتُ لك الأمثلة، وأترك لك- عزيزي القارئ- توزيعَ هذه النماذج على التصنيفات الثلاثة؛ لأني في الحقيقة أضع اعتبارًا كبيرًا لأمني القومي الشخصي!!.

blogger templates | Make Money Online